مثّل محمد صلاح مفاجأة سارّة لكلّ متابع محبّ لكرة القدم، حينما كشّر عن أنيابه هذا الموسم، وأعاد للمتابعين مشاهد لم يألفوها منذ أعوام، لقد رأوا بأم أعينهم شابًا يمنحهم كل مقوّمات جمال كرة القدم، وزاد على ذلك بمسايرته معايير تقييم نجوميّة العصر الحالي، فعزّز مهاراته الفنّية بالأرقام القياسية، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه.
النجم المصري اختار أن يفعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة، لقد أتى في زمن يصعب فيه رؤية لاعب يُنتج إبداعًا كما فعله، سيما وأنّنا نعيش في وقت بدت فيه كرة القدم أصعب من قبل، لم تعد تعتمد فقط على الموهبة والفطرة، هنالك إحصاءات وأرقام، مراكز بحثيّة تختار من الأكثر ملائمة لفريق بعينه، كذلك أصبحت الرياضة تجارة بحدّ ذاتها، الرعاة والأموال بالدرجة الأولى، ومزيد من العثرات التي تحول دون ولادة موهبة ترينا كرة القدم بفطرتها القديمة، لكنّ صلاح تخطّى كلّ ذلك، وظهر لنا كزهرة من بين الركام.
نعم هو شابٌّ مصريّ حنطي البشرة، يخصّنا كلاعب نشعر أنّه "بتاع الغلابة"، وضع نفسه في موقف صعب للغاية، حينما أبهرنا ببريقه في بازل وتشيلسي وروما وليفربول، كان عليه أن يخرج من المأزق بمواصلة إبداعه، وهو أمر إعجازي في عالم كرة القدم الحالي، لكنّه فعل ذلك، واختار الوقت الملائم جدًّا لفعلها.
التنافس شرس وتاريخي بين ليفربول ومانشستر، يصل ذلك إلى حدّ الكراهية المفرطة، كان هدف محمد صلاح سابقًا أن يحفر اسمه كأحد لاعبي الريدز الذين سجّلوا أهدافًا في مرمى اليونايتد، فعل ذلك صلاح أخيرًا في بداية العام الماضي، فتخلّص من عقدة الأولد ترافورد، وتفرّغ لأشياء أخرى بعد ذلك، وصنع أربعة أرقام قياسية خالدة في أمسية الأحد بعقر دار الشياطين الحمر، في أمسية خاصّة بمحمّد صلاح، فخر العرب.
1- هاتريك تاريخي
انتهت المباراة التي احتضنها ملعب الأولد ترافورد بانتصار تاريخي لليفربول قوامه خمسة أهداف كاملة، هي أقسى هزيمة في تاريخ اليونايتد على أرضه أمام ليفربول، سجّل صلاح ثلاثة من الأهداف الخمسة، وصنع هدفًا آخر، وهنا أصبح النجم المصري أوّل لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يدوّن الهاتريك في ملعب الأولد ترافورد بشباك اليونايتد.
2- هدّاف أفريقيا في إنجلترا
اختار محمد صلاح مباراة فريقه مع مانشستر يونايتد ليسطّر أمجادًا جديدة لقارّته السمراء في البريميرليغ، فحينما خاض الأسطورة الإيفواريّة ديديه دروغبا مسيرة استثنائيّة مع تشيلسي، لم يجرؤ أحد على التفكير بتحطيم أرقامه القياسية، ديديه دروجبا سجّل 104 أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنّ صلاح أتى من بعيد، وكسر هذا الرقم القياسي، فمع تدوينه للهاتريك، بات في رصيده 107 هدفًا في الدوري الممتاز، والقادم يبشّر بالمزيد.
3- الأولد ترافورد حديقته المفضّلة
عانى محمد صلاح كثيرًا حتّى نجح في التسجيل بشباك اليونايتد، وانفرجت أمامه أخيرًا في 19كانون الثاني/يناير 2020، حينما سجّل هدف تأكيد الانتصار للريدز، بعد ذلك اعتادت أقدامه على شباك الشياطين الحمر، لكنّ صلاح دخل التاريخ مساء الأحد بتسجيله للمباراة الثالثة تواليًا في الأولد ترافورد، حيث سجّل في إياب الموسم الماضي، كذلك فعل في مواجهة كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، حينما سجّل ثنائيّة لم تمنع فريقه من الخسارة بثلاثة أهداف لاثنين، وحينما سجّل صلاح الأحد في شباك اليونايتد، أصبح أوّل لاعب في تاريخ ليفربول يسجّل بالأولد ترافورد في ثلاث مباريات متتالية.
4- هدّاف بالتسلسل
بتسجيله في شباك اليونايتد مساء الأحد، رفع محمد صلاح رصيده في صدارة هدّافي البريميرليغ إلى 10 أهداف، متفوّقًا على جيمي فاردي لاعب ليستر سيتي أقرب ملاحقيه، والذي له سبعة أهداف، لكنّ الأهم بالنسبة للجميع، هو تسجيل صلاح للأهداف مع ليفربول للمباراة العاشرة تواليًا في جميع المسابقات، وهو أمر لم يحدث من قبل في تاريخ النادي الذي تأسّس عام 1892.
اقرأ/ي أيضًا:
صلاح يتسبّب بفضيحة كرويّة.. ليفربول يهين اليونايتد في عقر داره بخمسة أهداف