قدّم نادي توتنهام عروضاً مميزة بعد سبع جولات من انطلاق الدوري الإنجليزي، فهو يحتل المركز الثاني خلف مان سيتي المتصدر، ويتخلف عنه بنقطة وحيدة، بالإضافة إلى أنه لم يخسر أي مباراة في البريميرليغ رفقة أرسنال.
الفريق اللندني أنهى الموسم الماضي في المركز الثامن، بعد موسم مليء بالمشاكل الإدارية بين المدرب الإيطالي انطونيو كونتي مع إدارة الفريق، وتعيين مساعده كريستيان ستيليني الذي لم يكمل المشوار بسبب سوء النتائج، ليختم الفريق رحلة الدوري مع المدرب ريان ميسون، حتى وصول المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوجلو إلى شمال لندن ليتولى منصب المدرب لمدة أربع مواسم.
ولد أنجي في نيا فيلادلفيا وهي أحد ضواحي أثينا عام 1965، وفي عمر الخمس سنوات هاجر مع والديه إلى أستراليا عبر البحر، بعد أن فقد والده وظيفته بسبب الانقلاب العسكري في اليونان، ليكمل حياته في ملبورن.
بدأ مسيرته الكروية في التاسعة من عمره إذ لعب لفريق ساوث ملبورن، وتدرج في فئاته العمرية حتى وصل للفريق الأول، ليلعب تحت قيادة المدرب بوشكاش أسطورة كرة القدم المجرية في مركز الظهير الأيسر، والذي ألهم أنجي ليصبح مدرباً فيما بعد. بسبب مشاكل في الركبة لم تكن مسيرة أنجي كلاعب طويلة، فهو مثّل المنتخب أربع مرات فقط، واعتزل اللعب في عام 1994.
مسيرته التدريبية
بدأ أنجي مسيرته التدريبية مع ناديه الأم ساوث ملبورن في 1995؛ واستطاع تحقيق لقب الدوري مرتين على التوالي 1997/98 - 1998/99 كما حقق لقب دوري أبطال أوقيانوسيا موسم 1998/99 قبل أن ينتقل لتدريب منتخبات الفئات العمرية الناشئة في أستراليا بداية من عام 2001 حتى 2006.
في 2008 درب نادي باناتشاكي اليوناني لبضعة أشهر، ثم اتجه لتدريب نادي بريزبان رور الأسترالي، بعد نهاية موسمه الأول طلب من الإدارة التخلص من جميع اللاعبين المتقدمين في السن، فهو يريد الاعتماد على الشباب فقط لتطبيق أفكاره، ووضع نفسه تحت المحاسبة في حال فشله.
في الموسم التالي (2010/2011) تمكن نادي بريزبان من نيل إعجاب القاصي والداني، فحقق لقب الدوري بخسارة واحدة فقط، ولُقّب فريقه (رورسيلونا) تيمناً بفريق برشلونة. ثم انتقل إلى نادي ملبورن فيكتوري وحقق معه المركز الثالث موسم 2012/2013، قبل أن ينتقل لتدريب منتخب أستراليا الأول عام 2014 ولمدة خمس سنوات.
في عام 2015 حقق بوستيكوجلو لقب كاس آسيا مع منتخب الكنغر، وعلى الرغم من وصوله لمونديال 2018، قرر تقديم استقالته ليعلن بعدها رحيله لتدريب يوكوهاما الياباني نهاية عام 2017. لم يكن موسمه الأول ناجحاً بالمطلق فقد أنهى الموسم في المركز ال12، وخسر نهائي الكأس المحلية أمام نادي شونان.
في الموسم التالي تمكن آنجي من تحقيق لقب الدوري الياباني مع فريقه يوكوهاما، برصيد 70 نقطة وبفارق 6 نقاط عن مطارده طوكيو. أعلن سيلتيك الاسكتلندي صيف 2021 تعيين الأسترالي آنجي مدرباً لهم، ليصبح أول أسترالي يدرب أحد الفرق الأوروبية الكبرى. حقق آنجي لقب الدوري الاسكتلندي مرتين متتاليتين، كما أحرز لقب كأس الدوري كرتين ولقب كأس اسكتلندا مرة واحدة.
أسلوب وتكتيك بوستيكوجلو
الرسم التكتيكي الذي يعتمد عليه آنجي هو 4-3-3، حيث يركز عند البناء على حركة الظهيرين اللذان يتقدمان على الأطراف أو أمام لاعب الارتكاز، مما يمنح فرصة للاعبي الوسط بالتقدم لإحداث الزيادة العددية، بالتالي يعطي أريحية أكثر للقيام بأكثر عدد ممكن من التمريرات والاستحواذ أكثر على الكرة. أما في حال مواجهة منافس يتفوق على فريقه بدنياً ويلعب بأسلوب الضغط العالي، فإن الأسترالي يقوم ببناء الهجمة من أحد الأطراف، وإبقاء الظهير الذي لم تتم من طرفه الهجمة باللعب كمدافع إضافي.
مع توتنهام نرى آنجي يلعب على الاستحواذ وتحقيق أكبر قدر من التمريرات في المباراة، وذلك للبدء بعملية البناء بشكل متأن في نصف ملعبه، للتقليل من الأخطاء والانتقال لحالة الهجوم السريع في ملعب المنافس، لكنه غير شكل الخطة مع فريقه الجديد إلى 4-2-3-1، حيث يعتمد على الظهيرين أودوغي ورويال وعلى لاعب الوسط بيسوما في التحركات العرضية وسط الملعب، إضافة لإعطاء هونغ سون مهام هجومية بحتة أو اللعب كجناح أيسر في حال اللعب بالبرازيلي ريشاليسون كرأس حربة.
دفاعياً، يلعب بطريقة تثبيت مدافعين اثنين دائماً في حال الصعود، أما عند صد هجوم الفريق الآخر فإن بوستيكوجلو يحاول اللعب بزيادة عددية أو مواجهة رجل لرجل مع نزول لاعب الوسط، والتقليل من المساحات بين اللاعبين لقطع الكرة بشكل سريع.