ألترا صوت- فريق التحرير
تأثّرت كرة القدم على الدوام بالأحداث الأمنية والسياسية التي يشهدها العالم، والحروب المندلعة والتغيرات الجيوساسية وما إلى ذلك، تمثّلت أبرز هذه الانعكاسات بإلغاء نسختين من كأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية، وظهور واختفاء منتخبات وأندية ومسابقات نتيجةً للأحداث الهامة، كانهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين والحرب في البلقان وغيرها.
الهواجس نفسها تتكرّر اليوم مع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث بدأت الأسئلة تُطرح في الأوساط الكروية حول مصير الأحداث الرياضية والمسابقات القارية الأوروبية الكروية، منذ أن بدأ الحديث عن احتمال قيام روسيا بغزو أوكرانيا. رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو قال في مؤتمر صحفي الخميس،إنه يشعر بالقلق من الوضع المأساوي والمؤسف، بعد أن شنّت روسيا غزوًا واسع النطاق على روسيا، وقال أنه صُدم مما رآه، وإن الفيفا تدين استخدام القوة.
السؤال الأول الذي تبادر إلى أذهان المتابعين كان حول مصير فريق شاختار دونيتسك، فريق مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترافه بإعلان انفصال المقاطعة عن أوكرانيا. فريق شاختار يشارك في دوري أبطال أوروبا بانتظام على امتداد السنوات الماضية، وبالتالي فإن إعلان انفصال المقاطعة سيحرم الفريق من المشاركة في المسابقة مستقبلًا، على اعتبار أنه لن تكون لمقاطعة دونيتسك في حال إعلانها كجمهورية مستقلة، بطاقة المشاركة في المسابقة الأعرق على صعيد الأندية، مع الإشارة إلى أن الفريق يضم عددًا كبيرًا من اللاعبين الأجانب وخاصة من البرازيل، وقد نشر الصحفي البرازيلي ماركوس ألفيس على صفحته على تويتر، مقطع فيديو للاعبي الفريق البرازيليين، يطالبون من خلاله بإجلائهم مع عائلاتهم بشكل فوري من أوكرانيا.
نقل نهائي دوري الأبطال إلى فرنسا
كان من المفترض أن يتسضيف استاد كريستفسكي في مدينة سان بطرسبرغ الروسية نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا العام، لكن الاتحاد الأوروبي قرّر نقلها إلى ملعب سان ديني في العاصمة الفرنسية، في وقت أشارت صحيفة ليكيب الفرنسية، إلى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد قاد مفاوضات سرية في اليومين الأخيرين مع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر شيفرين لتأمين نقل المباراة إلى فرنسا.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي بأنه سيمنع الفرق الروسية من لعب المباريات الأوروبية على أرضها حتى إشعار آخر، كنوع من العقاب لروسيا بسبب إعلانها الحرب على أوكرانيا، كذلك لن تستضيف الفرق الأوكرانية مبارياتها الأوروبية، ولكن بسبب غياب معايير السلامة بحسب الاتحاد، وستقام جميع هذه المباريات على ملاعب محايدة.
تضامن واسع مع أوكرانيا في الأوساط الكروية
فور إعلان بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، أعلن عدد كبير من لاعبي الكرة وإدارات الأندية في أوروبا والعالم عن وقوفهم إلى جانب أوكرانيا وشعبها، ورفضهم منطق اللجوء إلى القوة. في أبرز المواقف، رفعت جماهير ريال بيتيس خلال مباراة الفريق ضد سان بطرسبرغ الروسي في بطولة الدوري الأوروبي، شعارات مؤيدة لأوكرانيا ورافضة للحرب، إضافة إلى حمل العلم الأوكراني، مع الإشارة إلى أن الفريق الروسي شطب اسم لاعبه الأوكراني ياروسلاف راكيتسكي من اللائحة الأساسية، بسبب إعلانه عن دعمه لبلده أوكرانيا.
اللاعب الأوكراني روسلان مالينوفسكي احتفل بتسجيله هدفين لفريقه أتلانتا، في مرمى أولمبياكوس في المسابقة نفسها، من خلال كتابة عبارة " أوقفوا الحرب في أوكرانيا " باللغة الإنجليزية على قميصه الداخلي، وقد نشر حساب النادي الإيطالي الصورة على صفحته على تويتر.
بدوره شارك اللاعب الأوكراني ألكسندر زيتشنكو بالتظاهرة التي نظّمها ناشطون من عدة بلدان في وسط مدينة مانشستر، بينما حمل لاعبو برشلونة ونابولي قبل مباراة الفريقين في الدوري الأوروبي على استاد مارادونا، لافتة كُتب عليها " أوقفوا الحرب ".
ضمن السياق نفسه، ارتدى لاعبو نادي سلافيا براغ التشيكي، قمصان المنتخب الأوكراني قبل مباراة الفريق ضد فنربخشة التركي ضمن مباريات دوري المؤتمرات الأوروبي، وقد كُتب عليها : " نحن نقف مع أوكرانيا ". الفريق التشيكي أعطى أيضًا شارة القيادة في المباراة لمدافعه الأوكراني تاريس كاشارابا، في تحية رمزية من الفريق تجاه أوكرانيا في أزمتها، في الوقت الذي رفعت جماهير نادي دينامو زغرب لافتة كبيرة على أحد مدرجات ملعب اشبيلية، حملت عبارة " نقف مع الشعب في أوكرانيا "، خلال مباراتهم ضد الفريق الأندلسي في الدوري الأوروبي.
من المواقف البارزة أيضًا ضمن السياق نفسه، نشرّ النجم الألماني ذو الأصول التركية مسعود أوزيل، صورة على صفحاته على مواقع التواصل، تظهر طفلًا صغيرًا يرتدي قميص كرة قدم ( يعود لأوزيل )، ويشهر بطاقة حمراء في وجه جندي مسلح، في إشارة إلى رفض منطق الحرب واستخدام القوة، وقد انتشرت الصورة بشكل واسع.
تداعيات كروية أخرى للحرب على أوكرانيا
أعلن عدد من الشخصيات السياسية في المملكة المتحدة أن الملياردير رومان برموفيتس مالك نادي تشيلسي الإنجليزي، لا يجب بعد الآن أن يكون قادرًا على امتلاك نادي كرة قدم في المملكة، بينما ذكر كريس براينت عضو حرز العمال في البرلمان، أنه حصل على معلومات تشير إلى تورط أبراموفيتش بأعمال تمويل غير مشروعة و"نشاطات خبيثة"، في وقت كان ناشطون عبر تويتر يدعون جماهير ليفربول لارتداء قمصان صفراء في مباراة الفريق ضد تشيلسي الأحد، لتوجيه رسالة ضد مالك الفريق الروسي.
تجدر الإشارة إلى منتخب أوكرانيا تأهّل إلى نصف نهائي الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال 2022 في قطر، وكان من المفترض أن يواجه اسكتلندا في الشهر القادم، فيما تواجه روسيا منتخب بولندا ضمن المرحلة نفسها، إلا أن إقامة هاتين المباراتين بات يعتريه شكّ كبير في ظل الظروف الحالية، ومن المفترض أن يصدر الاتحاد الأوروبي قراره بهذا الخصوص مساء الجمعة، بعدما أن مدّد البحث حول الموضوع لمدة 24 ساعة إضافية بانتظار وضوح الصورة.
اقرأ/ي أيضًا:
بوتين يبدأ الحرب الأوكرانية وبايدن يندد
دليل تاريخي شامل لفهم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا