أعلنت الحكومة السودانية، أمس السبت، فتح 6 مطارات و7 معابر برية أمام المنظمات الدولية، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية. في وقت تعيش به البلاد أزمة إنسانية حادة، مع استمرار الاقتتال العنيف بين الجيش وميليشيات الدعم السريع لما يزيد عن السنة والنصف.
وقالت الحكومة في بيان، إنها وافقت على فتح مطارات كل من مدينة كسلا ودنقلا والأبيض، بالإضافة إلى مطار كادقلي -الذي تم التوافق عليه بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس دولة جنوب السودان، سالفا كير ميارديت-، وأكدت التزامها بـ"تقديم كافة التسهيلات لانسياب المساعدات الإنسانية للمحتاجين في كافة أرجاء السودان".
أعلنت الحكومة السودانية فتح 6 مطارات و7 معابر برية أمام المنظمات الدولية، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية. في وقت تعيش به البلاد أزمة إنسانية حادة
ويأتي هذا القرار في أعقاب دعوات دولية إلى فتح الطريق أمام المساعدات لتجد طريقها إلى المحتاجين إليها، حيث دعت نحو 10 دول بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، الجمعة، الطرفين المتحاربين في السودان، إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى "مساعدة عاجلة".
وعلى مدى الأشهر الثماني عشر الماضية، يستمر الاقتتال الأهلي في السودان، مخلفًا حصيلة كبيرة من الضحايا تتضارب الأرقام حولها. وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، قدرت منظمة الصحة العالمية عدد القتلى بما يفوق الـ 20 ألف شخص، بينما سبقتها الأمم المتحدة إلى الإعلان بأن هذه الحرب أودت بحياة 15 ألف شخص في إقليم دارفور لوحده.
وجراء هذا الوضع، يعيش السودان أزمة إنسانية كبيرة، حيث تتسع رقعة الجوع بشكل كبير مهددة حوالي 25.6 مليون سوداني، بينما يعاني أكثر من 750 ألف منهم من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، حسب ما أفادت به تقارير الوكالات التابعة للأمم المتحدة.
ذكر مدير برنامج التحصين الموسع أنه سيتم تنفيذ جولة أخرى في محليات إضافية.. التفاصيل 👇#السودانhttps://t.co/cSRUqBIGdv pic.twitter.com/DoWVwFWvZd
— Ultra Sudan | ألترا سودان (@UltraSudan) October 19, 2024
ووفقًا لأحدث بيانات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) حزيران/يونيو الماضي، أسفر التدهور السريع في الأمن الغذائي في السودان عن وصول 755 ألف شخص إلى أوضاع كارثية (المرحلة 5 في التصنيف)، حيث يلوح خطر المجاعة في 14 منطقة. وتوجد أسوأ الظروف في المناطق الأشد تضررًا من القتال، والتي يتجمع فيها النازحون جراء المعارك. ويكابد قرابة 25.6 مليون شخص مستويات عالية من الجوع الحاد (المرحلة 3+ من التصنيف). وهذا يعني أن نصف سكان السودان المتضررين من الحرب، عليهم الكفاح كل يوم لإطعام أنفسهم وأسرهم.
ووفق المعطيات التي نشرتها "اليونيسف"، فهناك حوالي 13 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات غذائية، من بينهم ما يقارب 3.5 مليون قد يتعرضون إلى خطر المجاعة الحادة التي قد تقتلهم.
بيان مشترك من كندا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وهولندا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة وأميركا حيال الوضع في السودان.. التفاصيل👇https://t.co/HgQZ2hyWCQ
— Ultra Sudan | ألترا سودان (@UltraSudan) October 19, 2024
وفقد أكثر من 60% من السودانيين مصادر دخلهم، وتراجعت القدرة الشرائية بأكثر من 70%، في ظل تآكل العملة السودانية "الجنيه"، والارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية، وصعوبة الحصول عليها في العديد من المناطق بسبب الظروف الأمنية.
وبحسب جوستين موزيك بيكمال، المديرة الجهوية لمنظمة "التضامن الدولي"، دفع استمرار القتال وارتفاع حدته في دارفور 500 ألف شخص إلى الفرار نحو مناطق جرداء هربا من الموت، ما أدى إلى تذبذب خطوط الإمدادات الغذائية وإتلاف المحاصيل الزراعية.
وأضافت بيكمال، في تصريح سابق لإذاعة فرنسا الدولية: "هناك في السودان عائلات تأكل قشور الأشجار لأنها لا تملك أية مادة غذائية (...) ونحن ندرك أنه في حال لم نحسن الوضع الغذائي في هذا البلد، سيموت عدد كبير من الأطفال جوعًا".
وتعد هذه المجاعة الثالثة التي تضرب السودان خلال القرن الواحد والعشرين، بينما تنتقد عدد من المنظمات الإنسانية نقص المساعدات المقدمة للشعب السوداني، كونها لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، حسبما صرّح ستيفان دويان، مسؤول العمليات لدى "أطباء بلا حدود".