اكتسح ريال مدريد ضيفه غلطة سراي التركي بستة أهداف دون رد، وضمنت فرق يوفنتوس وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان تواجدها في دور الستة عشر، فيما نجا مانشستر سيتي من فخّ نصبه له أتلانتا الإيطالي، ليتأجّل وصول السيتيزينس إلى ثمن النهائي حتى الجولة القادمة. كانت هذه أبرز مشاهد ختام الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.
على الرغم من تصدّره للدوري الإسباني بالاشتراك مع برشلونة وريال سوسيداد، إلا أن جماهير الميرينغي ما زالت غاضبة من أداء الفريق بشكل عام، وكان التعادل الأخير أمام ريال بيتس في السنتياغو برنابيو مخيّبًا للغاية، لذلك أتت مواجهة غلطة سراي التركي في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا، كفرصة مثاليّة لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فالفوز إن تحقّق سيمنح الريال أوّل انتصار على ميدانه في البطولة بعد غياب دام أكثر من سنة، وسيقرّب الفريق كثيرًا من دور الستة عشر، وسيعيد الثقة المفقودة للجماهير، والمكسب الأخير لا يتحقّق إلا باقتران الأداء الخلّاب مع النتيجة، والخصم هنا غلطة سراي، هذا الفريق الذي لم ينجح في تسجيل أيّ هدف بالبطولة، وهو الوحيد في البطولة الذي عجز عن هزّ شباك خصومه، وعلى زيدان أن لا يخشى على دفاعاته، بل يبادر بالهجوم فقط لا غير.
رودريغو ثاني أصغر لاعب في تاريخ البطولة يسجّل الهاتريك بعد راؤول غونزاليس، وغلطة سراي هو الوحيد الذي عجز عن هزّ شباك خصومه هذا الموسم
أدرك زيدان جيّدًا حقيقة هجوم غلطة سراي، فبادر بشنّ الهجمات غير آبه بردود الأفعال في الطرف المقابل، وحسنًا فعل، لأنّ فريقه صعق ضيفه بثلاثة أهداف في أقلّ من ربع ساعة، أتى أوّل اثنين منها عن طريق الشاب رودريغو، وسجّل راموس الثالث من ركلة جزاء، ومع ختام الشوط الأوّل وضع كريم بنزيما بصمته موقّعًا على الهدف الثاني، على الفريق التركي أن يتجنّب الفضيحة في الشوط الثاني، ويخرج بأقلّ الخسائر، فصمدّ في أوّل 35 دقيقة منه، وانهار في الدقائق العشرة الأخيرة.
سجّل ريال مدريد في الدقائق العشر الأخيرة هدفين عبر كريم بنزيما ورودريغو، والذي أصبح ثاني أصغر لاعب في تاريخ البطولة يدوّن الهاتريك، عمره 18 عامًا و301 يومًا، ولا يتفوّق عليه سوى راؤول غونزاليس نجم الريال السابق، والفرق بينهما قرابة 180 يومًا. بهذا الانتصار رفع ريال مدريد رصيده في المركز الثاني بالمجموعة الأولى عند 7 نقاط، متخلّفًا عن المتصدّر باريس سان جيرمان بفارق 5 نقاط، هذا الأخير حصد العلامة الكاملة وحقّق فوزه الرابع على التوالي، وهذه المرّة على حساب كلوب بروج البلجيكي بهدف وحيد، فضمن الفريق الفرنسي تواجده بشكل رسمي في دور الستة عشر.
اقرأ/ي أيضًا: برشلونة يتلاعب بمصيره في دوري الأبطال.. وعودة تاريخية لدورتموند أمام الإنتر
وأخذ المنطق مجراه في المجموعة الثانية، فضمّد بايرن ميونيخ جروحه المحلّية بانتصار كان كافيًا لضمان رفاق ليفاندوفسكي التأهّل لدور الستة عشر مبكّرًا، فعلى ملعب الآليانز آرينا انتصر الفريق البافاري على أولمبياكوس اليوناني 2-0، علمًا أن البايرن يخوض اختباره الأوّل دون مدرّبه المقال نيكو كوفاتش، بذلك حقّق بطل البوندسليغا العلامة الكاملة بأربعة انتصارات متتالية، واقترب توتنهام كثيرًا من اللحاق بالبايرن إلى الأدوار الإقصائيّة بعد فوزه الكبير خارج الديار على النجم الأحمر الصربي 4-0، رصيد توتنهام 7 نقاط، وخلفه النجم الأحمر 3، ثمّ أولمبياكوس وله نقطة يتيمة.
ونجا مانشستر سيتي من فخ أتلانتا الإيطالي في المجموعة الثالثة، حيث ودّ غوارديولا أن يحصد النقاط الثلاث من ملعب سان سيرو بميلانو، وستكون كافية لوصول الفريق الإنجليزي إلى دور الستة عشر مبكّرًا، كانت عينه على هذه المباراة، وذهنه شاردًا حول موقعة ليفربول بعد أيام قليلة في قمّة البريميرليغ، وبدت المهمّة سهلة على الورق كون الفريق المضيف لم يحصد أي نقطة في الجولات الثلاث الماضية، وعلى الصعيد العملي نجح السيتيزينس في التقدّم مبكّرًا عن طريق رحيم ستيرلينغ، وأهدر جيسوس فرصة قتل المباراة عندما أطاح بركلة جزاء خارج المرمى مع ختام الشوط الأوّل.
أخرج غوارديولا بين شوطي اللقاء الحارس الأساسي إيدرسون وأشرك بدلًا عنه كلاوديو برافو، تلقّى الحارس التشيلي هدف التعادل لأتلانتا مع بداية الشوط الثاني. تبدو الأمور هنا غير مُرضية لمانشستر سيتي، لكنّ ما جرى في الدقائق العشر الأخيرة جعله يقنع بنتيجة التعادل، لأن الحارس برافو طُرد إثر عرقلته للاعب منفرد بالمرمى من خارج منطقة الجزاء، ولم يعد يوجد حرّاس بدلاء في دكّة غوارديولا، وهنا أُقحم المدافع كايل ووكر كحارس مرمى، واستطاع أن يتصدّى لفرصتين في ما تبقّى من دقائق، هذه النتيجة أسعدت مانشستر سيتي أكثر من أتلانتا، لكنّ الفريق الإيطالي لم يخرج من الملعب حزينًا..
اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. إنترميلان يشعل المنافسة في "مجموعة الموت"
لأن نتيجة المباراة الثانية في هذه المجموعة خدمته خلال لحظاتها الأخيرة، فإن انتهت مواجهة دينامو زغرب الكرواتي وشاختار دونيتسك الأوكراني بانتصار أحد الفريقين، فسيكون أتلانتا خارج حسابات التأهّل لا محالة، فمع وصول المباراة لدقيقتها الـ80 كانت النتيجة تشير للتعادل، لكنّ دينامو زغرب المضيف سجّل هدفًا في الدقيقة 83، وآخر يقتل به المباراة في الدقيقة الأخيرة، الأمور حُسمت لصالح الكروات. هكذا ظنّ الجميع، لكنّ شاختار قلّص النتيجة في الوقت بدل الضائع، وقبل صافرة النهاية سنحت للفريق الأوكراني ركلة ركنيّة تقدّم على إثرها حارس المرمى ليساند الهجوم بغية تسجيل هدف التعادل، تعرّض "الحارس المهاجم" لعرقلة تمّ على إثرها احتساب ركلة جزاء بعد اللجوء لتقنيّة الفيديو، عندها سجّل الأوكرانيون هدف التعادل في مباراة مجنونة شهدت هدفين للضيوف في الوقت بدل الضائع، فعاد الأمل لأتلانتا صاحب النقطة الوحيدة، خلف الفريقين الأوكراني والكرواتي ولكلّ منهما 5 نقاط، بينما يتربّع السيتيزينس على صدارة المجموعة الثالثة برصيد 10 نقاط.
واستطاع يوفنتوس أن يضمن مكانه مبكّرًا في دور الستة عشر بعدما حقّق انتصارًا صعبًا من ميدان لوكوموتيف موسكو الروسي بهدفين لواحد، أتى هدف الانتصار في الوقت بدل الضائع من المباراة بعد عمل ثنائي مميّز بين دوغلاس كوستا وغونزالو هيغواين، ختمه النجم البرازيلي ببراعة في الشباك، فتصدّر اليوفي المجموعة الرابعة برصيد 10 نقاط، بينما لم يفلح أتلتيكو مدريد في السير على نهج اليوفي بالتأهّل المبكّر، لأنه هُزم في ميدان بايرليفركوزن الألماني 2-1، فتجمّد رصيده عند 7 نقاط، مقابل 3 لكلّ من لوكوموتيف وبايرليفركوزن.
اقرأ/ي أيضًا:
ريال مدريد يستعيد هيبته الأوروبية.. المنطق يفرض نفسه في دوري الأبطال
بايرن ميونيخ يفضح توتنهام بسباعيّة مذلّة.. وريال مدريد يواصل خيباته الأوروبية