كانت ليلة الثلاثاء عصيبة على عشاق فريق برشلونة إثر خروج النادي من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، حيث لقّن روما الإيطالي غريمه الإسباني درساً تكتيكياً وأذاقه من الكأس ذاتها التي تجرّعها باريس سان جيرمان العام الماضي أمام البارسا نفسه، وحقق الفريق الإيطالي عودة تاريخية عندما قلب تخلّفه في مباراة الذهاب 4-1، إلى فوز تاريخي 3-0.
لم يسبق لفريق أن قلب تأخره بفارق 3 أهداف بالأدوار الإقصائيّة لدوري الأبطال سوى في عامي 2004 و 2017
دخل برشلونة الملعب الأولمبي في روما وهو يعتقد أن لاعبي روما سيكتفون بشرف المحاولة، فلم يكن لدى الفريق الإسباني أدنى شكّ بقدرته على الوصول للدور نصف النهائي بعد تفوّقه المريح في مباراة الذهاب 4-1، لكن ذئاب روما آمنت بقدراتها وأخذت المباراة بمنتهى الجدّية، فالفريق قدّم أداءً لافتاً في مباراة الكامب نو التي ظلمته نتيجتها، لذلك أراح المدرّب أوزيبيو دي فرانشيسكو لاعبَيه دي روسي وكولاروف في اللقاء الهام الذي جمع روما مع فيورينتينا بالدوري الإيطالي تحضيراً لمواجهة دوري أبطال أوروبا التي اعتقد الجميع أن روما خرج منها عمليّاً.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تغير برشلونة تكتيكيًا بين إنريكي وفالفيردي؟
ومع بداية اللقاء الذي حضّر له دي فرانشيسكو جيّداً استطاع أصحاب الأرض أن يسجّلوا هدفهم الأول عبر البوسني إيدين دزيكو، وزاد شجاعة أصحاب الأرض قلّة حيلة البارسا، حيث فرض دي فرانشيسكو النسق الخاص به ولقّن مدرّب البارسا فالفيردي درساً تكتيكيّاً قد يكلّفه إقالته من منصبه، ومع بداية الشوط الثاني استمرّت محاولات أصحاب الأرض وسط حضور رائع لحارس برشلونة الأماني تير شتيغن الذي أنقذ مرماه في أكثر من مرّة، ولكنّه فشل في تصدّي ركلة دي روسي التي أتت من نقطة الجزاء، وهنا اقتربت ذئاب روما كثيراً من المعجزة بتقدّمها 2-0.
لم يمنح لاعبو روما خصومهم فرصاً حقيقية للتسديد على المرمى، فكان ميسي حاضراً غائباً في هذا اللقاء، ولم يستفد على الإطلاق من الركلات الحرّة التي سنحت له، بالمقابل كان الفريق الإيطالي تزداد قوّته وتتضاعف مع تسجيل كلّ هدف، وبعد أن سجّل دي روسي الهدف الثاني لفريقه استطاع اليوناني كوستاس مانولاس أن يمنح روما الهدف الثالث، وهنا تكمن المفارقة، فاللاعبان "دي روسي وكوستاس" سجلا في مرماهما بمباراة الذهاب قبل أسبوع، لكنّهما أعادا الاعتبار لأنفسهم في لقاء الإياب وقادا فريقهما إلى تأهل مستحق للدور نصف النهائي.
اقرأ/ي أيضًا: أفضل 5 لاعبين مخادعين للحكام في كرة القدم.. في مقدمتهم لويس سواريز
وصل روما للدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه
هي عودة أسطورية حققها أصحاب الأرض، ففي تاريخ المسابقة كلّها لم يسبق لفريق أن قلب تأخره في مباراة ما بالأدوار الإقصائيّة بفارق 3 أهداف سوى في مناسبتين، فكانت الأولى عندما تغلّب ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني على ميلان الإيطالي 4-0 بعد تخلّفه ذهاباً 4-1 موسم 2003-2004، والثانية في الموسم الماضي في الريمونتادا التاريخية التي صنعها برشلونة أمام باريس سان جيرمان، حيث خسر الفريق الكاتالوني ذهاباً 4-0، وفاز في الإياب 6-1.
بالمقابل خسر برشلونة تقدّمه بفارق ثلاثة أهداف لأول مرة في تاريخه بكافّة المسابقات، وخرج من دوري أبطال أوروبا من دور الثمانية للمرة الثالثة على التوالي، وهُنا يُلام المدرب إرنستو فالفيردي على المبالغة بالأسلوب المتحفّظ الذي انتهجه في ملعب الأولمبيكو، فكان بإمكان فريقه تسجيل هدف يقتل به المباراة، لكن فالفيردي تجاهل الفارق المريح الذي ملكه في مباراة الذهاب و لم يستطع أن يفرض أسلوبه في الملعب رغم امتلاكه تشكيلة تحوي أسماءً اعتُبرت من أعظم الذين لمست أقدامهم كرة القدم. واقعٌ كهذا لن يرضي إدارة البارسا بالتأكيد، فهي ستتخلى عنه مع نهاية الموسم بنسبة كبيرة، فما حدث في روما تعتبره الأوساط الكرويّة فضيحة لا تغتفر.
شكّلت ملحمة الأولمبيكو حدثاً استثنائيّاً لروما، فبالإصرار والعزيمة بلغ الفريق الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وأعاد شيئاً من البسمة التي فقدتها إيطاليا بعد خيبة المنتخب الذي فشل بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، وها هي كرة القدم تهدي روما لحظات استثنائية، مثلما فعلت قبل ذلك مع برشلونة في العام الماضي أمام باريس سان جيرمان.
اقرأ/ي أيضًا:
أهم 6 لحظات في كرة القدم سنة 2017
10 أهداف "دبل كيك" تنافس تسديدة رونالدو على لقب الأجمل في التاريخ