على عكس جميع التكهّنات، شهد لقاء العودة بين ريال مدريد ويوفنتوس في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا إثارة بالغة، فبعد أسبوع من فوز الميرينغي في معقل فريق السيّدة العجوز بتورينو 3-0، ظنّ الكثيرون أن تأهل الفريق الإسباني للدور نصف النهائي بات مسألة وقت لا أكثر، إذ لم يسبق لفريق أن خسر على أرضه بفارق ثلاث أهداف في الأدوار الإقصائيّة من البطولة وتأهّل للمرحلة التالية، فكيف إن كان الخصم فريقًا اسمه ريال مدريد؟
يوفنتوس أول فريق يهزم ريال مدريد في معقله 3 مرّات بدوري أبطال أوروبا
شهدت الليلة السابقة لهذا اللقاء المرتقب معجزة كرويّة تمثّلت بإقصاء روما الإيطالي منافسه برشلونة الإسباني في الدور ذاته، إذ قلب ذئاب العاصمة روما تأخرهم ذهابا 4-1 إلى فوز في الإياب 3-0، فأقصوا البلوغرانا من الدور ربع النهائي، وهنا طمح اليوفي أن يكرر ما فعله مواطنه بحق برشلونة على حساب نادٍ إسبانيّ آخر. لكنّ المهمة شبه مستحيلة كون لقاء الإياب سيكون خارج الديار، وشكّلت كارثة برشلونة إنذاراً مبكّراً لزيدان الذي حذّر لاعبيه من مغبّة الاستهانة بخصمهم والاكتفاء بالاعتماد على ما قدّموه في لقاء الذهاب، لذلك ظنّ الجميع أن زيدان ولاعبيه اتّعظوا من درس الأولمبيكو.
ولكن مع بداية المباراة استطاع الكرواتي ماريو مانزوكيتش أن يهزّ شباك أصحاب الأرض كأسرع هدف يتلقّاه الريال على ملعبه في المسابقة، مستغلّاً هشاشة دفاع الميرنغي الذي تأثر بغياب سيرجيو راموس بسبب الإيقاف، فيما قمعت دفاعات اليوفي محاولات كريستيانو رونالدو ورفاقه لتعديل النتيجة بسبب أداء المغربي بن عطيّة المذهل، فأثبت هذا اللاعب أن خسارة فريقه الكبيرة في موقعة الذهاب كان سببها الأبرز غيابه عن المواجهة بسبب الإيقاف.
اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. معجزة روما تتحقق في الأولمبيكو!
تفّوق الإيطالي ماسيميليانو أليغري على زيدان في معركة خط الوسط أيضاً، فاستطاع عبر لاعبيه سامي خضيرة و ميراليم بيانيتش وماتويدي أن يمدّ مهاجميه بكرات خطرة، وهو ما أسفر عن هدف ثان لليوفي بواسطة رأسية متقنة للكرواتي مانزوكيتش الذي استغلّ عرضيّة رائعة من سامي خضيرة، وسط ذهول تام من زيدان ولاعبيه، وهو الحال الذي انتهى عليه الشوط الأول.
ومع بداية الشوط الثاني واصل لاعبو يوفنتوس أداءهم القوي في أرض الملعب، ورغم ارتفاع معدّل أعمار الفريق استمرّ اللاعبون بالضغط على حاملي الكرة، وتميّزوا بالتمركز السليم أثناء هجمات الريال المحكمة. وفي الدقيقة 61 استطاع بليس ماتويدي أن يهدي فريقه الهدف الثالث مستغلّاً خطأ ارتكبه حارس الريال كيلور نافاس عندما لم يمسك كرة سهلة بشكل جيد، وهنا تعادلت كفّة الفريقين قبل نصف ساعة من نهاية اللقاء.
اقرأ/ي أيضًا: ثمار زيدان لم تنضج بعد.. لكن موسم الحصاد ليس ببعيد
حاول ريال مدريد الاستحواذ على الكرة من أجل تسجيل هدف على الأقل يتدارك به الأهداف الثلاثة التي ولجت شباك فريقه، لكنّ دفاعات يوفنتوس ومن خلفها الحارس العملاق جيانلويجي بوفون كبحت جماح هجمات الميرنغي، وكانت رغبة يوفنتوس جليّة بإنهاء المباراة بتقدّمه 3-0 والذهاب لأشواط إضافية، فعندما أعلن حكم اللقاء 3 دقائق كوقت بدل ضائع كان أليجري يملك تبديلين احتفظ بهما من أجل الأشواط الإضافيّة، ولكن قبل نهاية المباراة بلحظات أعلن الحكم مايكل أوليفر عن ركلة جزاء لأصحاب الأرض تسبب بها المغربي المهدي بن عطيّة، وهو ما أثار حفيظة النجم بوفون الذي تلاسن مع الحكم الإنجليزي، فلم يتردد الأخير بطرده من أرض الملعب.
ريال مدريد يصل إلى دور نصف النهائي للمرة الثامنة على التوالي وهذا رقم قياسي في دوري أبطال أوروبا
وانبرى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لركلة الجزاء التي نجح في تسجيلها مانحاً فريقه بطاقة العبور للدور نصف النهائي للمرة الثامنة على التوالي، وهو رقم قياسي للنادي الملكي، كما سجّل الدون هدفه الخامس عشر في المسابقة بالموسم الحالي متربّعاً بفارق كبير عن منافسيه في صدارة الهدّافين، وبهذا الهدف سجّل كريستيانو 10 مرات في مرمى اليوفي، وهو أكثر رصيد أهداف للاعب ما على نادٍ آخر في دوري أبطال أوروبا، وهذه المباراة الـ11 على التوالي التي ينجح فيها كريستيانو بالتسجيل في دوري أبطال أوروبا، معزّزاً رقمه القياسي السابق "10" الذي أحرزه قبل أسبوع.
كريستيانو رونالدو أكثر لاعب سجّل في مرمى فريق آخر بدوري أبطال أوروبا، إذ سجّل لوحده بمرمى يوفنتوس 10 مرّات
بالمقابل نجح يوفنتوس في أن يكون أول فريق يهزم ريال مدريد في معقله بدوري أبطال أوروبا 3 مرّات، وخرج من البطولة بأداء رائع أذهل أصحاب الأرض، فكان اليوفي قريباً جدّاً من تحقيق المعجزة لولا ركلة الجزاء التي لم يهدأ الجدل العاصف حيالها حتّى اللحظة، إذ طالب رئيس نادي يوفنتوس عقب اللقاء الاتحاد الأوروبي باستخدام تقنيّة الفيديو في مباريات دوري أبطال أوروبا كي لا تتكرر مأساة فريقه التي كان سببها قرار الحكم حسب وجهة نظره، بينما صرّح النجم بوفون عقب اللقاء أن هذه المباراة فد تكون الأخيرة له في البطولة، ملمّحاً لنيّته اعتزال كرة القدم بعد مسيرة حافلة فشل بها في الظفر بكأس دوري أبطال أوروبا.
اقرأ/ي أيضًا:
في عيد ميلاده الـ 33 .. أحرف خالدة سطّرها كريستيانو رونالدو بتاريخ كرة القدم