اهتزّ الرأي العام المصري، ودبّ الذعر والذهول في الأوساط التربوية، على إثر قيام أحد الطلبة في كلية الآداب بجامعة المنصورة شمالي العاصمة القاهرة، بذبح زميلة له في الشارع وعلى مرأى من المارة ما تسبّب بموتها على الفور، ليعود بعدها ويحاول قتل نفسه، لكن شهود العيان تمكّنوا من إيقافه قبل أن ينقل إلى المستشفى بعد تعرّضه للضرب من المحتشدين الغاضبين، الذين تجمعوا بسرعة فور سماع صرخات استغاثة الفتاة.
This clip and the man simply kills a woman in the middle of the street😡#حق_نيره_اشرف pic.twitter.com/3Bx2DqGmnD
— سعود الدوسري (@dossary20_) June 20, 2022
المعلومات الأولية أشارت إلى أن القاتل في جريمة المنصورة يدعى محمد عوض الله في الدفعة الثالثة بكلية الآداب في جامعة المنصورة، فيما تُدعى المجني عليها نيرة أشرف" في السنة الأولى بالكلية نفسها. وقد أدلى القاتل باعتراف أولي أمام المباحث، أقر فيه بارتكابه الجريمة لأسباب عاطفية، بعدما رفضت الارتباط به وحظرته على مواقع التواصل، وذلك بحسب ما نقلت وسائل إعلام مصرية.
وفور شيوع الخبر، انتشر بشكل واسع وسما #جامعة_المنصورة و#حق_نيرة_اشرف، واحتلا المركز الأول في مصر، واستخدمهما الناشطون والحقوقيون من مؤيدي قضايا المرأة وحقوق الإنسان، للتعبير عن غضبهم الكبير بسبب ما اعتبروه جريمة مروّعة أخرى تدفع ثمنها المرأة المصرية، فيما أعاد عدد كبير من الفتيات المصريات استخدام عبارة " لا أشعر بالأمان في مصر " باللغتين العربية والإنجليزية، وهي العبارة التي تنتشر في كل مرة تحدث في مصر جرائم تصنّفها الناشطات النسويات على أنها جرائم كراهية ضد المرأة.
I don't feel safe in Egypt... #جامعه_المنصوره pic.twitter.com/vjLvr6Zzf6
— 𝒏𝒂𝒉𝒍𝒂 🌷 (@Nahlaadell) June 20, 2022
في أبرز التغريدات، نشرت الناشطة هيا إبراهيم صورة للضحية وكتبت معلّقة : " هذه الشابة طُعنت حتى الموت على يد زميلها قرب حرم جامعتها، فقط لأنها رفضته، ومع ذلك، تجد كثيرون يحاولون تبرير الجريمة، لقد قُتلت على مرأى من الجميع ولم يتدخل أحد. تبرير الجريمة هو جريمة أيضًا.
This young lady was stabbed and killed today by her classmate in front of her college just because she rejected him!!! yet,some people are still justifying his crime.She was beaten in front of everyone yet, nobody took an action.Justifying a crime is also a crime.#جامعة_المنصوره pic.twitter.com/M4hcncLzPT
— Haya Ibrahim (@HayaIbr29958650) June 20, 2022
الممثلة سميّة الخشّاب طالبت بإعدام قاتل نيرة أشرف، حيث كتبت على صفحتها على تويتر : " ارجوكم لو لقيتو اي ست بتتضرب او بتتعرض لعنف في اي مكان اتدخلوا يمكن تنقذوا حياتها، حرام بنت في العمر ده لسه ماشافتش دنيا تروح عشان حقير مجرم قاتل زي ده، ربوا اولادكم بقي عشان قرفنا، متخلفوش لو انتوا مبتعرفوش تربوا كفايه!! واعدام ان شاء الله.
ارجوكم لو لقيتو اي ست بتتضرب او بتتعرض لعنف في اي مكان اتدخلوا يمكن تنقذوا حياتها، حرام بنت في العمر ده لسه ماشافتش دنيا تروح عشان حقير مجرم قاتل زي ده، ربوا اولادكم بقي عشان قرفنا، متخلفوش لو انتوا مبتعرفوش تربوا كفايه!! واعدام ان شاء الله.#حق_نيرة_اشرف
— Somaya Elkhashab (@somayaelkhashab) June 20, 2022
ورأى قسم من الناشطين أن الأعمال الفنية المصرية التي تصدر مؤخّرًا، تتحمل جزءًا لا بأس به من الجريمة، من خلال ترويجها لمنطق العنف والفتوة وعدم تقبّل الشبًان لفكرة رفض الفتيات لهم، وبالأخص أفلام ومسلسلات الممثل محمد رمضان الذي يقدّم نموذجًا سيئًا للشباب للمصري بحسب المتابعين، ويحمل في بعضها السواطير والسكاكين ويروّع الفتيات اللواتي يعرضن عنه، فاعتبر الإعلامي المصري المعارض أسامة جاويش أن مصر تجني ثمار مسلسلات محمد رمضان والسيوف والسلاح وانشغال النظام بمطاردة المعارضين والنخب وترك المجرمين الحقيقيين يفسدون في الأرض.
طالب يذبح زميلته في #جامعه_المنصوره لرفضها الزواج منه أمام أعين المارة في الشارع
مصر تجني ثمار مسلسلات #محمد_رمضان ونشر ثقافة البلطجة والسيوف والسلاح
مصر تجني انشغال النظام بمطاردة المعارضين والنخب وترك المجرمين الحقيقيين يفسدون في الأرض
رحم الله هذه الفتاة ورزق أهلها الصبر
— Osama Gaweesh (@osgaweesh) June 20, 2022
الي بصير بالمجتمع العربي من جرائم قتل هو سببه #محمد_رمضان هو سرطان موجود بالمجتمع زرع افكار القتل والحشيش في عقول الشباب عن طريق مسلسلاته دمر جيل كامل الله ينتقم منه هو والي بشجعه على الي بعمله💔 #جامعة_المنصوره pic.twitter.com/pJraECzoDh
— Al-terawi 🇵🇸 (@iitsdandan) June 20, 2022
مصر تجني ثمار مسلسلات #محمد_رمضان ونشر ثقافة البلطجة والسيوف والسلاح
حسبنا الله وكفي
الله يرحمها ويلهم اهلها الصبر والسلوان— ؏طـرԊ💜 (@eetrrrrr) June 20, 2022
كذلك شنّت ناشطات نسويات في مصر حملة ضد ما اعتبروه تعليقات ذكورية من قبل معلّقين حاولوا تحميل نيرة أشرف مسؤولية مقتلها بسبب " لباسها غير المحتشم "، وقامت الناشطات بنشر قسم من هذه التعليقات، من بينهم المغرّدة هلا التي ردّت على تعليقات حول " لباس نيرة " بالقول : " يريدون منا أن نشعر بالامان في مصر ..... شاب قتل فتاة فقط لأنها رفضته، وهناك من يدافع عنه ".
And they want us to feel safe in Egypt…….
He fucking murdered her fit rejecting him and y’all are defending him?????
#حق_نيره_اشرف pic.twitter.com/I4WlJPtF7a— hala⁰³²⁵ (@goldenboyin) June 20, 2022
تأتي اليوم جريمة ذبح الطالبة نيرة أشرف على مدخل جامعتها، لتشكّل حلقة جديدة ضمن سلسلة طويلة من الجرائم التي تطال النساء في مصر، من تحرش واغتصاب وعنف منزلي وصولًا إلى القتل لأتفه الأسباب، وهي الثانية خلال الأيام الأخيرة بعد إقدام رجل مصري على طعن زوجته 20 طعنة، وقضم أذنها بسبب خلافات على النفقات المنزلية، بحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية.