الهجرة إلى أوروبا هي حلم للكثير من الشباب الأفريقي. وبالفعل يُقدم آلاف منهم على المخاطرة عبر ما يمكن تسميته بـ"رحلة الموت"، التي يزداد خطرها عامًا بعد عام، مع تشدد السلطات الأوروبية في قضية الهجرة واللجوء، وتشددها حتى مع المنظمات المدنية التي تعمل على إنقاذ المهاجرين في عرض البحر. صحيفة إلبايس الإسبانية نشرت تقريرًا يورد أرقام مفجعة عن ضحايا رحلة الموت، ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.
تعبر أعداد متزايدة من المهاجرين، البحر المتوسط في محاولة للوصول إلى إسبانيا. ففي الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وصل عددهم إلى 3345 مهاجرًا قادمًا عن طريق البحر، بزيادة تقدر بنسبة 38% عن الفترة نفسها من عام 2017، وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة.
ازدادت أعداد وفيات الذي يحاولون الهجرة إلى إسبانيا، في عرض البحر، إلى 150% عما كانت عليه العام الماضي
كما كان هناك ارتفاع كبير في أعدد الرجال والنساء والأطفال الذين يموتون على طول الطريق؛ فقد كان هناك 120 حالة وفاة على طول مسار غرب البحر الأبيض المتوسط في الربع الأول من العام، بزيادة قدرها 150% عن نفس الفترة من العام الماضي.
اقرأ/ي أيضًا: هجرة الشباب المغربي سريًا.. حلم النجاة الأخير!
تقول إستريلا غالان، السكرتيرة العامة للجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين (CEAR)، إن عدد الوافدين قد تضاعف تقريبًا حتى الآن في عام 2018، بينما تضاعفت أعداد الوفيات تقريبًا ثلاث مرات.
وتُعد أكثر نقاط المغادرة شيوعًا على طول مسار غرب البحر المتوسط، هي الجزائر والمغرب. وخلال عام 2017، بلغ عدد الوافدين إلى إسبانيا 22 ألفًا و103 وافد، أي ما يمثل نسبة 13% من جميع المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى كافة بلدان أوروبا، علمًا بأن الطريقين الرئيسيين الآخرين يقودان إلى إيطاليا واليونان.
وعلى الرغم من أن إيطاليا ما زالت تسجل أعلى أرقام لوصول المهاجرين، الذين يقدر عددهم منذ مطلع العام إلى الثامن من نيسان/أبريل الجاري، بـ6894، فإن هذا الرقم يمثل انخفاضًا بنسبة 73% عن العام الماضي، ما يعكس الاتفاق الموقّع بين السلطات الإيطالية والسلطات الليبية للحد من مغادرة زوارق المهاجرين. وفي الوقت نفسه، شهدت اليونان ارتفاعًا جديدًا في عدد الوافدين بعد انخفاض مؤقت في أعقاب اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا للحد من تدفقات المهاجرين.
وأضافت إستريلا غالان، أن الحكومات الأوروبية تنتهج "سياسات خاطئة" تركز على الحدود الخارجية"، معتبرة أن السلطات بذلك لا ترغب في حل المشكلة واحترام حقوق الإنسان.
وفي وسط البحر الأبيض المتوسط، انخفضت أنشطة الإنقاذ من قبل المؤسسات غير الربحية بشكل كبير، فوفقًا لغالان، انخفضت سفن الإنقاذ من 13 سفينة إلى سفينة واحدة.
وأعزت غالان السبب في ذلك إلى أن السلطات "تُجرم" عملها. وفي الآونة الأخيرة، استولت الحكومة الإيطالية على سفينة تابعة للمنظمة الكتالونية غير الربحية "بروآكتيفا أوبن آرمز - Proactiva Open Arms"، والتي اتهمها ممثلو الادعاء بتشجيع الهجرة غير الشرعية.
وقالت غالان إن المهاجرين أكثر عرضة للخطر هذا العام عن العام الماضي، فوفقًا لأرقام منظمتها، فقد لقي واحد من كل 27 شخصًا مصرعه غرقًا أثناء محاولة الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر هذا العام، مقارنة بشخص واحد من بين كل 34 شخصًا في العام الماضي. "عبور البحر الأبيض المتوسط أصبح مميتًا بشكلٍ متزايد"، تقول غالان.
وفي الوقت نفسه، تقدم وزارة الداخلية الإسبانية أرقامًا بدءً من الأول من شهر كانون الثاني/يناير وحتى 15 من شهر آذار/مارس، عندما بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد 2828 بدون وثائق، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 45% عن المدة ذاتها من العام الماضي.
خلال الربع الأول من 2018 تضاعف عدد المهاجرين لإسبانيا عما كان عليه في 2017، بينما وصلت عدد الوفيات لـ3 أضعاف ما كان عليه في 2017
وفي الربع الأول من عام 2018، بلغ عدد الزوارق المهاجرة 125، مقابل 85 في عام 2017. وصرحت الوزارة أنها لا تملك أي بيانات عن أعداد وفيات المهاجرين خلال رحلتهم إلى إسبانيا.
اقرأ/ي أيضًا: