توفي اليوم الإثنين، 16 كانون الثاني/ يناير، الكاتب والباحث والأكاديمي الفلسطيني إيليا زريق (1939 – 2023) عن عمر ناهز 84 عامًا.
يعد إيليا زريق جزءًا من كوكبة كبيرة من علماء الاجتماع الفلسطينيين الذين ساهموا في تشكيل نظرة جديدة نحو الذات والآخر
يُعد الراحل واحدًا من أهم علماء الاجتماع الفلسطينيين والعرب، وأحد وجوه الأكاديميا الفلسطينية الجديدة متعددة الوجوه والمشارب، وجزءًا من كوكبة كبيرة من علماء الاجتماع الفلسطينيين الذين ساهموا في تشكيل نظرة جديدة نحو الذات والآخر، وعملوا على إعادة بناء السردية الفلسطينية بشكل علمي وأكاديمي يعتمد كل الأسس الحديثة لكتابة التاريخ، من الوثيقة إلى الرواية الشفهية والسرد وغيرها من المصادر التاريخية الأخرى، بهدف وضع السردية الفلسطينية في قالب علمي عصري وموثق تدحض من خلاله السردية الصهيونية الزائفة.
شغل زريق الحاصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من "جامعة إسيكس" بإنكلترا، مناصب أكاديمية مختلفة منها منصب أستاذ زائر في "معهد الدوحة للدراسات العليا – مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني" منذ عام 2017، وأستاذ فخري في علم الاجتماع في "جامعة كوينز" في أونتاريو بكندا منذ عام 2005. وهو أيضًا الرئيس السابق لقسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في "معهد الدوحة للدراسات العليا".
أما اهتماماته البحثية، فقد توزّعت على مجالات مختلفة تتعلق بسوسيولوجيا المجتمعات الاستيطانية الكولونيالية وأنماط المراقبة ودراسة المجتمع الفلسطيني. وأصدر عدة كتب مهمة، منها "الفلسطينيون في إسرائيل: دراسة في الاستعمار الداخلي" (1979)، و"اللاجئون الفلسطينيون والعملية السلمية" (1996)، الذي سعى من خلاله إلى معالجة مسألة اللاجئين الفلسطينيين عبر توفير معلومات أساسية عنهم، ودراستها في إطار علم القانون وعلم الاجتماع.
وليس الهدف من هذه المعلومات، بحسب الناشر "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، الإفاضة في عرض الأوضاع المأساوية للاجئين، وإنما: "تقديم تحليل علمي لأوضاعهم القانونية في الدول العربية، وعرض للتصورات الإسرائيلية حيال حق العودة ومسألة التعويض وإعادة التوطين".
شارك الراحل أيضًا في تحرير عدة كتب، منها: "الملاحقة والسيطرة في إسرائيل/ فلسطين: السكان، الأرض، والقوة" (2011) و"المراقبة وحفظ الأمن على الصعيد العالمي: الحدود والأمن والهوية" الذي حرره برفقة مارك ب. سالتر، وصدر عن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" عام 2021. كما قدّم العديد من الدراسات والأبحاث التي نُشرت في دوريات علمية مختلفة.