توفي اليوم الجمعة، 14 حزيران/يونيو الجاري، السيناريست السوري فؤاد حميرة (1965 – 2024) عن عمر 59 عامًا، في القاهرة، إثر أزمة قلبية.
ولد حميرة لعائلة فقيرة في حي الدحاحيل العشوائي والمُهمل جنوب مدينة دمشق عام 1964، حيث أكمل دراسته الابتدائية والثانوية، قبل أن يلتحق بجامعة دمشق لدراسة الإعلام، ويتخرّج منها عام 1994.
أسس خلال سنوات دراسته الجامعية فرقة مسرحية قدّمت عدة عروض في فضاءات مختلفة في دمشق، وذلك قبل أن يتجه نحو الدراما التي انطلقت مسيرته فيها من خلال سيناريو مسلسل "الحصرم الشامي" الذي كتبه استنادًا إلى كتاب "حوادث دمشق اليومية 1742 – 1762" للبديري الحلاق، وتولّى هيثم حقي إخراجه، لكن الرقابة منعته.
برز فؤاد حميرة في المشهد الدرامي السوري من خلال مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" الذي صوّر الحياة البائسة لسكان العشوائيات
وفي منتصف تشرين الأول/أكتوبر عام 2004، عُرض مسلسل "رجال تحت الطربوش" الذي كتبه حميرة لرشا شربتجي، لكنه ذهب إلى والدها هشام شربتجي بعد خلافها مع المنتج، وتوفير هشام بديل له.
لكن مسلسله الأهم سيكون "غزلان في غابة الذئاب" الذي أخرجته رشا شربتجي، وعُرض أواخر أيلول/سبتمبر عام 2006، وقد أثار جدلًا واسعًا عند عرضه بسبب جرأته، كما حقق نسب مشاهدة مرتفعة.
تدور أحداث المسلسل بين مكانين أو عالمين مختلفين ومتناقضين، الأحياء الراقية والمخملية والحارات العشوائية حيث يعيش الناس في فقر مدقع بسبب أولئك الذين يسكنون الأحياء الأولى، أي المسؤولين الحكوميين الفاسدين.
يعيش في المكان الأول وزير فاسد يلهث وراء المزيد من السلطة التي ستأتي لهُ بالمزيد من المال الذي يتولّى مسؤولية إدارته ابنه الذي يفوقه فسادًا وبطشًا في تعامله الآخرين، تحديدًا أبناء العشوائيات ومن هم أقلّ مرتبةً أو مكانةً من والده، دون وجود من يردعهُ. وفي المقابل، على الجانب الآخر تمامًا، سنتعرّف إلى عائلة بائسة تعيش على حافّة الحياة، شأنها شأن جميع سكّان العشوائيات في سوريا.
سمحت الرقابة بعد "غزلان في غابة الذئاب" بعرض "الحصرم الشامي" الذي أخرجه سيف الدين سبيعي، وعُرض في 3 أجزاء 2007، 2008، 2009. تلاه مسلسل "ممرات ضيقة" الذي عُرض عام 2007.
ومع بداية المظاهرات في سوريا، انحاز الراحل إلى المتظاهرين معارضًا نظام بشار الأسد. أسس في عام 2015 تيار "غد سوريا" المعارض الذي ترأّسه منذ تأسيسه وحتى تعليق نشاطه في عام 2021. كما كان عضوًا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي استقال منه بعد 4 أشهر على انضمامه إليه.