رحل الروائي المصري بهاء طاهر عن عمر ناهز 87 عامًا بعد صراع مع المرض، مساء أمس في القاهرة.
ولد بهاء طاهر في محافظة الجيزة عام 1935، وحصل على شهادة من كلية الآداب قسم التاريخ عام 1956 من جامعة القاهرة، ودبلوم الدراسات العليا في الإعلام عام 1973، وعمل مترجمًا ومخرجًا ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975. عاش في جنيف بين عامي 1981 و1995، حيث عمل مترجمًا في الأمم المتحدة.
يعرف بهاء طاهر درس التاريخ ويراه مستمرًا فينا، بمحتواه الأسطوري القديم أو بوقائعه التي يمكن تجريدها في صورة تجارب وأفكار إنسانية متكررة
كتب عنه الكاتب المصري محمود أمين العالم: "حين تقرأ قصص بهاء طاهر دفعة واحدة ينخلق في داخلك سؤال يهتف: أي عالم غريب هذا؟ فالقصص كلها تصوغ لك تفاصيل عالم كابوسي مفزع إلى أقصى حد، ومقدم بألفة وعادية إلى أقصى حد أيضًا، وكأنما ليس فيه ما يثير الدهشة أو ما يدعو إلى الاستهجان". أما الناقد المصري شاكر عبد الحميد فيصف عالمه قائلًا: "يحضر طائر الموت ويهوم ويحوم دائمًا في فضاء عالم بهاء طاهر القصصي والروائي، ويحضر في مواجهته طائر آخر، يسبقه في البداء بالطيران ويحاول أن يتجاوزه أو يقاومه أو يتغلب عليه، لكنه دائمًا ينهزم أمامه، إنه طائر الحلم. يحضر هذا الطائر في ليل الشخصيات وهارها، يحضر على هيئة أحلام نوم ليلية، أو على هيئة أحلام يقظة نهارية، أحيانًا يتحول إلى كابوس، وأحيانًا يتحول إلى ذكرى قديمة، لكن طائر الموت يخرج له من حيث لا يتوقع، وينشب فيه مخالبه ويقتله". وأما الناقد الفلسطيني محمد عبيد الله فيراه على هذا النحو: "بهاء طاهر مبدع ومثقف تنويري، بأوضح معاني التنوير، قاص وروائي مجدّد، مسرحي ومترجم، إذاعي عريق، كاتب مجيد في مقالاته ودراساته، ناقد مسرحي، وخبير بشؤون السيناريو والدراما، يعرف الصعيد الذي يسكن روحه، ويعرف القاهرة ويعيشها، مثلما يمتلك خبرة في مدن العالم، وفي ناسه، يعرف درس التاريخ ويراه مستمرًا فينا، بمحتواه الأسطوري القديم أو بوقائعه التي يمكن تجريدها في صورة تجارب وأفكار إنسانية متكررة. إنها خبرات في الحياة والكتب، ومن جماعها تكونت هذه التجربة المتفردة في حركة الأدب العربي الحديث".
من أشهر روايات طاهر: خالتي صفية والدير، الحب في المنفى، واحة الغروب.