ألترا صوت – فريق التحرير
غيَّب الموت مساء اليوم الجمعة، الكاتب والروائي اللبناني جبور الدويهي (1949 – 2021)، عن عمرٍ ناهز 72 سنة بعد معاناة مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا مميزًا، وزَّعه على تسع رواياتٍ، ومجموعة قصصية وحيدة حملت عنوان "الموت بين الأهل نعاس" (1990).
لم ينصرف الدويهي في أعماله عن تناول الحرب الأهلية اللبنانية، بل إنها كانت الموضوع الرئيسي في الكثير منها
ولد الدويهي في مدينة زغرتا، شمال لبنان، عام 1949، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة طرابلس، ثم تابع دراساته الأدبية في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث حصل على إجازة في الأدب الفرنسي من كلية التربية، والعاصمة الفرنسية باريس التي حاز فيها على الدكتوراة في الأدب المقارن من جامعة "باريس الثالثة – السوربون الجديدة".
اقرأ/ي أيضًا: حوار| جبور الدويهي: رواية الأنا تتكاثر مقابل حكاية الجماعة
ويعود شغفه بالأدب إلى المرحلة الثانوية، حيث تعرَّف في حينها إلى تشارلز ديكنز، ودوستويفسكي، وبلزاك، وفوكنر، ونجيب محفوظ، وغيرهم من الأدباء الذين دفعوا به إلى التخصص في الأدب، رغم تحصيله علاماتٍ عالية في الرياضيات والفيزياء.
أما بداياته في الكتابة، فقد بدأت أثناء تدريسه الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية، حيث قرر التوجه نحو السرد، فبدأ ببعض البورتريهات والحكايات الصغيرة التي جُمعت معًا في "الموت بين الأهل نعاس"، قبل أن ينتقل فيما بعد نحو الرواية التي وجد فيها متعة حياته وفق تعبيره، فأصدر عام 1995 أول أعماله الروائية تحت عنوان "اعتدال الخريف".
وإلى جانب الرواية السابقة، أصدر الدويهي خلال مشواره الأدبي الممتد على نحو 30 عامًا، 8 رواياتٍ أخرى هي: "ريَّا النهر" (1998)، و"عين وردة" (2002)، و"مطر حزيران" (2006)، و"شريد المنازل" (2010)، و"حي الأمريكان" (2014)، و"طبع في بيروت" (2016)، و"ملك الهند" (2019)، وأخيرًا "سم في الهواء" (2021).
وفي أغلب رواياته، يبدأ الكاتب اللبناني الراحل بناء حكاياته، انطلاقًا من أماكن هامشية معزولة عما يدور حولها من أحداثٍ وتحولاتٍ سياسية واجتماعية كبيرة، بينما تكون في أحيانٍ أخرى جزءًا منها.
وبحسب ما ذكره الدويهي في حوارٍ سابق مع "ألترا صوت"، هناك علاقة شخصية جمعته، غالبًا، بتلك الأماكن وسكانها الذين يشيبونها، بل ويَخرجون أيضًا من تاريخها: "إذ إن لكل مكانٍ تاريخ وأحداث شهدها، فتتكون لدي مادة كافية لتأليف رواية غارقة في واقع اجتماعي واقتصادي يمكن للقارئ التماهي مع الكثير من عناصره".
يعود شغف الروائي اللبناني الراحل بالأدب إلى المرحلة الثانوية، حيث تعرَّف في حينها إلى ديكنز ودوستويفسكي وبلزاك وغيرهم
ولم ينصرف الراحل عن تناول الحرب الأهلية اللبنانية في أعماله، بل إنها كانت الموضوع الرئيسي في الكثير منها. يقول: "لقد التيقت طويلًا بهذه النزاعات (...) ولم أنجح في التخلص من وجودها في رواياتي لأنها باتت نمط حياة إلى حدٍ ما".
اقرأ/ي أيضًا: جبور الدويهي.. حميمية السرد
يذكر أن "الجامعة الأنطونية"، بالتعاون مع "الوكالة الجامعية الفرنكوفونية"، كرَّمت جبور الدويهي أواخر أيار/ مايو الفائت، ضمن سلسلة "اسم علم" التكريمية في نسختها الرابعة عشرة، بوصفه روائي الحياة اللبنانية الذي أضاء على الكثير من تفاصيلها.
اقرأ/ي أيضًا: