ألترا صوت – فريق التحرير
فقدت الساحة الثقافية التونسية والعربية أمس المفكر والمؤرخ هشام جعيط (1935 - 2021) عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض.
ولد هشام جعيط في عائلة من المثقفين ورجال العلم والدّولة في تونس العاصمة، ودرس فيها ثم واصل تعليمه العالي في العاصمة الفرنسية باريس حيث تحصل على إجازة في التاريخ سنة 1962، ثم تحصل على الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة السوربون بباريس سنة 1981. وقام بنشر العديد من الأعمال الفكرية والأكاديمية صدرت باللغتين العربية والفرنسية.
تميزت أعمال هشام جعيط بتأثيرها البالغ في تصويب نظرة العالم الى الإسلام وتبديد الصور النمطية التي رسخت في مخيال الاستشراق
جعيط أستاذ فخري لدى جامعة تونس، ودرّس كأستاذ زائر في عدة جامعات عربيّة وأوروبيّة وأمريكية، كما تولى رئاسة المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" بين سنتي 2012 و2015، وهو عضو في الأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون.
اقرأ/ي أيضًا: رحيل نصر الدين البحرة.. ضحكات العاشق الدمشقي
يعدّ جعيط الأب المؤسس لدراسات الإسلام المبكر في الجامعة التونسية، ومن المعروف أن غالبية مؤلفاته كُتبت باللغة الفرنسية، ووصلت القارئ العربي مترجمة، لكن ثلاثيته حول السيرة النبوية كُتبت بالعربية.
مثّل إنتاجه نقلة نوعية على صعيد البحث العلمي التاريخي، فهو فضلًا عن موسوعته وقدرته على نقل التأليف العربي الى المستوى الكوني يتمتع نتاجه بالأصالة والإبداع معًا، وتتميز أعماله بتأثيرها البالغ في تصويب نظرة العالم الى الإسلام وتبديد الصور النمطية التي رسخت في مخيال الاستشراق.
من مؤلفاته العديدة: "الفتنة جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر"، و"الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي"، و"الكوفة: نشأة المدينة العربية الإسلامية"، و"أوروبا والإسلام: صدام الثّقافة والحداثة".
نعاه العديد من السياسيين والمثقفين والإعلاميين والطلبة، نظرًا لأهمية مكانته وما تركه من أثر زاخر وثري على الساحة الفكرية. وقام المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" الذي كان رئيسه بإعلان يوم غد يوم حداد عليه.
اقرأ/ي أيضًا:
كتاب "معرفة متنازع عليها".. النظرية الاجتماعية من منظور معاصر