دخل ريال مدريد التاريخ كأكثر فريق ينال كأس العالم للأندية، بعد أن أنهى مغامرة العين الإماراتي في البطولة، عندما غلبه في المباراة النهائية بأربعة أهداف لهدف، بذلك رفع النادي الملكي رصيده في ألقاب البطولة إلى 4، متفوّقاً على غريمه الأزلي برشلونة الذي رفع كأس البطولة في 3 مناسبات، وإن أمِل البارسا في أن يعدّل رقم الريال أو يتخطّاه في المستقبل، فلن يستطيع أن يكرّر ما فعله الريال، لأن الأخير حاز على البطولة في 3 مناسبات متتالية.
حاز الريال على بطولة العالم للأندية للمرة الرابعة في تاريخه، فتفوّق على غريمه برشلونة بفارق بطولة واحدة
شارك العين في البطولة كونه حامل لقب الدوري الإماراتي، ما يخوّله لشغر المقعد الممنوح للبلد المستضيف، وفي مباراته الأولى أمام بطل قارة أوقيانوسيا ويلنغتون النيوزيلندي قلب تأخّره بثلاثة أهداف نظيفة إلى تعادل 3-3، ومع نهاية الوقتين الأصلي والإضافي لجأ الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لأصحاب الأرض. أيامٌ قليلة بعد ذلك، وإذ به يصعق الترجي التونسي بثلاثة أهداف دون رد، ضارباً الموعد مع ريفر بليت في الدور نصف النهائي، وهنا انتهت المواجهة بوقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2، فلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي أهّلت العين للمباراة النهائيّة، فيما اكتفى ريفر بليت بالمركز الثالث بعد أن تغلّب على كاشيما إنتلرز الياباني بأربعة أهداف نظيفة، علماً أن الفريق الياباني تعرّض في الدور نصف النهائي للخسارة 3-1 أمام ريال مدريد، والذي تأهّل للمباراة النهائيّة بفضل 3 أهداف سجّلها الويلزي غاريث بيل، لينال لاحقاً جائزتي هدّاف البطولة وأفضل لاعب فيها.
اقرأ/ي أيضًا: مدريد تكمل أضلاع مثلّث بطولاتها التاريخي
على هذا الأساس ظنّ العين أنّ بإمكانه تحقيق إنجاز عربي غير مسبوق في حصد اللقب، وعليه أن لا يكتفي بتكرار ما فعله الرجاء المغربي سنة 2013، عندما نال وصافة البطولة خلف بايرن ميونيخ. لكنّ ريال مدريد لم يسمح بذلك، فهزيمته في النهائي إن حدثت ستسبّب مشاكل كبرى في بيت النادي الملكي الذي عاد الهدوء إلى جنباته بعد فوضى إقالة لوبيتيجي وتعيين سانتياغو سولاري بديلاً عنه، كما يرى المدرّب الأرجنتيني أنّ بطولة هي الأولى في مسيرته التدريبية ستدفع الفريق نحو الأمام خلال العام الجديد المزدحم بالمباريات الهامّة، وستكون ختاماً مثالياً لعام جميل حصد به الريال بطولة دوري أبطال أوروبا، ونال خلاله لاعبون أمثال لوكا مودريتش جوائز فردية كثيرة.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تعاملت الصحف الرياضية العالمية مع أزمة ريال مدريد؟
لم يسمح الريال منذ بداية اللقاء لفريق العين أن يستمرّ في أحلامه، فبدأ بشنّ الهجمات مبكّراً وكاد أن يفعلها مبكّراً لولا تعاطف القائم مع أصحاب الأرض في الدقيقة الثالثة. ردّ العين بكرة خطرة في بدايتها ضعيفة في نهايتها بين أحضان الحارس كورتوا، وهو أمرٌ منح الثقة لأصحاب الأرض، فاستغلّ المصري حسين الشحّات هفوة قاتلة من مارسيلو، وذهب بالكرة إلى منطقة الجزاء، وتلاعب بمدافعي الريال ووصل إلى حارس المرمى، فراوغه أيضاً وصوّب الكرة نحو الشباك، لكن راموس أنقذ الكرة من على خطّ المرمى بأعجوبة، وقمع محاولة العين الأبرز في اللقاء.
عاقب ريال مدريد فريق العين على جرأته، فردّ على تلك الهجمة الخطرة بهدف لأفضل لاعب في العالم، عندما صوّب لوكا مودريتش بيسراه كرة من خارج منطقة الجزاء، فهزّت شباك الحارس خالد عيسى هدفاً أوّل في اللقاء. وبعد هذا الهدف بدا العين لا حول له ولا قوّة أمام بطل أوروبا، فازدحم خطّ الوسط الذي سيطر عليه الميرينغي بفضل تفوّق لاعبيه البدني والتكتيكي، وأنقذ عيسى مرماه من عدّة فرص محقّقة لغاريث بيل ولوكا مودريتش، فيما كان مصير كرات بنزيما خارج الخشبات الثلاث.
نال غاريث بيل جائزتي الهدّاف وأفضل لاعب في البطولة
واصل ريال مدريد ضغطه الكثيف في محاولة لتعزيز التقدّم، فلا شيء مضمون في كرة القدم، وقد يباغته الخصم في طرفة عين، وكاد غاريث بيل أن يصوّب كرة خلفية على طريقة كريستيانو رونالدو في مرمى يوفنتوس بدوري أبطال أوروبا، لكنّ تسديدته علت العارضة بقليل. كذلك أبطل خالد عيسى جدوى تسديدة كريم بنزيما بحنكة، لكنّه لم يفعل شيئاً حيال كرة ماركوس يورينتي في الدقيقة 60، حيث سدّدها اللاعب الإسباني الشاب من خارج منطقة الجزاء بطريقة رائعة، وهو ثاني أهداف اللقاء وأوّل أهداف اللاعب في مسيرته مع النادي الملكي، تدخّل خالد عيسى مجدّداً أمام غاريث بيل المنفرد تماماً وأنقذ مرماه من هدف ثالث.
أطلقت جماهير العين صافرات الاستهجان في كلّ مرّة لمس بها سيرجيو راموس الكرة، وذلك بسبب واقعة نهائي دوري أبطال أوروبا الشهيرة بعد أن تسبّب المدافع الإسباني بإصابة نجم ليفربول محمّد صلاح وخروجه باكياً من المباراة، ولكنّ المدافع الإسباني أسكت جميع الصافرات عندما سجّل برأسه الهدف الثالث في الدقيقة 79، وما هي إلا 7 دقائق أخرى حتّى نجح الياباني شيوتاني بتسجيل هدف حفظ ماء الوجه برأسيّة متقنة، قبل أن ختم لاعب العين نادر يحيى أهداف الريال في الوقت بدل الضائع، عندما شتّت بالخطأ الكرة داخل مرماه، معلناً فوز ريال مدريد بأربعة أهداف دون رد، وحصد النادي الملكي لبطولة العالم الرابعة في تاريخه، والثالثة على التوالي.
اقرأ/ي أيضًا:
بيريز يطرد لوبيتيغي من النادي.. ويورّط سولاري بتولّي المهمّة