قدم لاعب المنتخب البرازيلي ريتشارليسون دي اندرادي، مباراة قويةً أمام منتخب صربيا ضمن منافسات كأس العالم 2022، وساهم في قيادة منتخب البرازيل للفوز بثنائية سجلها لوحده، من بينها واحد من أجمل أهداف المونديال الحالي. مهاجم وجناح فريق توتنهام الإنجليزي والمولود في 10 أيار/ مايو 1997، لم يحصل على مسيرة كروية لامعة حتى الآن مع الأندية، لكنه تمكن من الفوز بكوبا أمريكا عام 2019 مع البرازيل، وذهبية أولمبياد كرة القدم 2020، والتي كان خلالها هدافًا للبطولة.
قدم لاعب المنتخب البرازيلي ريتشارليسون دي اندرادي، مباراة قويةً أمام منتخب صربيا ضمن منافسات كأس العالم 2022
هدف ريتشارليسون المُبهر، لم يكن الشيء الوحيد الذي استحق عليه المديح في البرازيل، التي عاشت سنواتها الماضية تحت حكم جايير بولسونارو واليمين المتطرف، بل نشاطه السياسي أيضًا، فهو إلى جانب كونه لاعب كرة قدم مُحترف، يعرف بكونه شخص مُسيس، بحسب وسائل إعلام برازيلية قابلت عائلته. ووقف معارضًا لكافة سياسات بولساونارو العنصرية والطبقية، التي ساهمت في تدمير البيئة في البرازيل وتفشي وباء كوفيد- 19.
لم ينس ريتشارليسون حياته التي سبقت نجوميته، وهي الحياة الفقيرة التي عاشتها وأجبرته على العمل طفلًا من أجل زيادة دخل العائلة، لذلك اعترض على سياسات بولسونارو التي ساهمت في زيادة الحرائق في البرازيل وانقطاع الكهرباء عن أجزاء منها، بالإضافة للاحتجاج على مقتل جورج فلويد.
اقتربت وفيات جائحة كورونا في البرازيل من 700 ألف وفاة، وسط إنكار تام لها من نظام الحكم هناك والذي اعتبر الفيروس "أنفلونزا صغيرة"، لكن ريتشارليسون رفض ذلك وأيد علنًا تلقي اللقاح معارضًا رئيس البرازيل، ومتبرعًا بأسطوانات الأوكسجين لمدينة ماناوس عاصمة ولاية الأمازون، بعدما انهار فيها نظام الرعاية الصحية.
يبدو ذلك غريبًا في البرازيل الآن، أي أن يظهر لاعب مُسيس بهذه الطريقة، رغم أن البلد ظهر فيه لاعب مثل سقراط، والذي كان طبيبًا وصاحب ميول يسارية واضحة وأبرز معارضي الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، والذي كان صديقًا للفائز بالانتخابات الرئاسية الحالية لولا دا سيلفا، والذي ساهم معه في تشكيل حركة سياسية تمكنت من الضغط باتجاه إنهاء الحكم العسكري. والغرابة تأتي تحديدًا من ظهور مجموعة من اللاعبين انفصلت عن السياسة نسبيًا، وأخرى قدمت دعمًا غير محدود للرئيس البرازيلي اليميني بولساونارو، مثل نيمار الذي دعم محاولة إعادة انتخابه ووعد بإهداء هدفه الأول في المونديال له، كما أن اللاعب داني ألفيس دعم إعادة انتخاب بولساونارو أيضًا.
يتلقى ريتشارليسون المديح والثناء في البرازيل على هدفه ومواقفه، إلى جانب زميله فينيسيوس جونيور ، الذي صنع هدفه الجميل أمام صربيا، والذي كان صريحًا في حديثه عن قضايا العنصرية.
