16-أغسطس-2024
انتفاضة الجامعات الأميركية

من الحركة الاحتجاجية المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الغربية (ميدل إيست آي)

سلّط موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الضوء على حصيلة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الغربية، وذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة التي أدّت إلى إطلاق حركة تضامنٍ جماهيرية، مع فلسطين، بين طلاب الجامعات في الولايات المتحدة قبل أن تنتشر في جميع أنحاء العالم.

فتحت تأثير الحراك الطلابي والشبابي، استجابت بعض الجامعات لمطالب الطلاب من خلال سحب أو قطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.

وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، فأنه في الولايات المتحدة وحدها، شهدت أكثر من 525 مؤسسة أكاديمية وجامعة أنشطة احتجاجية متضامنة مع الفلسطينيين ومنددة بالحرب الإسرائيلية والجرائم المرتكبة في غزة.

شهدت أكثر من 525 مؤسسة أكاديمية وجامعة، في الولايات المتحدة وحدها، أنشطة احتجاجية متضامنة مع الفلسطينيين ومنددة بالحرب الإسرائيلية والجرائم المرتكبة في غزة

كما أظهرت أرقامٌ لصحيفة "الغارديان" البريطانية أن الاحتجاجات شملت 36 معسكرًا في إنجلترا وويلز وأسكتلندا، بينما أظهرت خريطةٌ تفاعلية إنشاء 174 معسكرًا وتنظيم 247 احتجاجًا في 35 دولة.

وأصبح الطلاب أكثر تصميمًا مع استمرار الحرب على غزة، مما أعطى زخمًا إضافيًا لمطالبهم، حيث وصفت صحيفة "الغارديان" هذه الحركة بأنها "ربما تكون الحركة الطلابية الأكثر أهميةً منذ الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام في أواخر الستينيات".

يشار إلى أنّ مطالب الطلاب في حراكهم الاحتجاجي ركّزت على سحب الاستثمارات من إسرائيل وقطع العلاقات مع الشركات الإسرائيلية التي تدعم الاحتلال أو تستفيد من الحرب على غزة، مثل شركة "بوينغ" التي تصنع الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في هجماته على غزة ولبنان، ما جعلها هدفًا رئيسيًا للحملات الطلابية.

سحب الاستثمارات

استجابت بعض الجامعات، مثل جامعة ولاية أريزونا، لمطالب الطلاب من خلال وقف قبول تبرعاتٍ بقيمة 150 ألف دولار من شركة الأسلحة، وفي حركةٍ غير مسبوقة من جامعات لندن، قطعت جامعة "كينغز" جميع استثماراتها المباشرة في شركة "لوكهيد مارتن" وشركة دفاع أخرى.

وفي أوروبا، حقق الطلاب انتصارات مهمة مثلما حدث في كلية "ترينيتي" بأيرلندا، حيث أصدرت الإدارة بيانًا تصف فيه الكارثة الإنسانية في غزة وتجريد شعبها من إنسانيته بأنه "فاحش". كما وافقت على سحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية المدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة.

وفي جامعة "يورك" بالمملكة المتحدة، كشفت أبحاث أن الجامعة استثمرت في شركات تسهم في تسهيل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، مما دفع الجامعة للإعلان عن التوقف عن الاستثمار في هذه الشركات.

كما أعلنت جامعة كوبنهاغن في الدنمارك أنها ستقوم بتصفية ممتلكاتها التي تبلغ قيمتها قرابة 150 ألف دولار في شركات تعمل جميعها في الضفة الغربية المحتلة.

مقاطعة الجامعات الإسرائيلية

لم تقتصر مطالبة الاحتجاجات الطلابية على سحب الاستثمارات، بل شملت أيضًا مقاطعة الجامعات الإسرائيلية وبرامج التبادل معها، و قامت جامعة "هلسنكي" في فنلندا بتعليق برامج التبادل الطلابي مع الجامعات الإسرائيلية، بينما قطعت جامعة "غينت" البلجيكية جميع علاقاتها مع الجامعات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية، وفي جامعة "برشلونة"، تم اتخاذ قرار بقطع جميع العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل.

الحركة الاحتجاجية الطلابية الحالية ربما تكون الأكثر أهميةً منذ الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام في أواخر الستينيات.

ويربط البعض بين تنحي نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، والطريقة "الفظّة" التي عاملت بها احتجاجات الطلاب في الجامعة العريقة. ويرى البعض أن تنحي شفيق يحمل مضامين أبعد تشير إلى "عدم قدرة جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل على حماية المتعاونين معها". يشار إلى أنّ مؤيدين لفلسطين اعتبروا استقالة نعمت شفيق انتصارًا لهم.

ومع اقتراب فصل الصيف من نهايته، أشارت المنظمات الطلابية إلى أن الاحتجاجات ستستمر مع بدء العام الدراسي الجديد، مع احتمال قيام مديري الجامعات بفرض قيود أشد على المظاهرات داخل الحرم الجامعي.