أعلنت "الأكاديمية الملكية السويدية"، اليوم ظهرًا، فوز الروائية والصحفية البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش بجائزة نوبل للآداب لعام 2015. وجاء في البيان الذي ألتقته سارة دانيس سكرتيرة الأكاديمية السويدية: "في الثلاثين، أو الأربعين عامًا الماضية، كانت معنية برسم خريطة لحياة الأفراد تحت الحكم السوفييتي، ولم تكن مشغولة بتدوين الأحداث التاريخية، وإنما كانت كتابتها مكرسةً لتاريخ المشاعر". وقال البيان أيضًا: "يقع عملها في نقطة اتصال بين الوثائقي والروائي، وهو النوع الذي لم يقدّر حتى الآن".
يقع عمل سفيتلانا أليكسيفيتش في نقطة اتصال بين الوثائقي والروائي، وهو النوع الذي لم يقدّر حتى الآن
في عام 1985، صدر كتاب أليكسيفيتش الأول بعنوان "الحرب ليس لها وجه امرأة"، وكان موضوعه الحرب العالمية الثانية والدور السوفييتي فيها. واتهمتها السلطة عند صدوره، بـ"معاداة الروح الوطنية". أما روايتها الأشهر عالميًا "يدٌ للمرة الثانية" فتستخدم صوتًا مختلفًا ليروي حكاية الحياة السوفييتية، التي لم تنته مع انهيار الاتحاد السوفييتي. إنه نص وثائقي، من روايات مباشرة واعترافات ومقابلات ومناقشات.
تشرين الأول/أكتوبر هو شهر نوبل، حيث يفتتح أيامه بالتكهنات التي تسيطر على صحف العالم عن ماهية حاصديها في مختلف المجالات، حتى إعلان الفائزين لتنقضي بقية الشهر في التعريف بهم.
عربيًا، تحظى "نوبل للآداب" باهتمام واسع، خصوصًا مع الأسماء العربية التي يُزج بها في التخمينات السنوية، ربما لأنه الفرع الوحيد للجائزة الذي تزيد فيه فرص وجود أسماء عربية، مع الوضع العلميّ المتردي بما يضعف فرص وجود منجز عربي علمي كبير، إلا إذا حمل جنسية أخرى كما هو حال أحمد زويل الأمريكي المصري.
وعليه، فإن بعض الأسماء العربية صارت فقرة ثابتة في قوائم توقعات نوبل، على رأسها أدونيس وآسيا جبار (قبل رحيلها) والطاهر بن جلون، ومن وقت لآخر تظهر أسماء عربية "جديدة" مثل علاء الأسواني الذي ظهر، في العام الماضي، في توقعات جريدة "لوموند" الفرنسية، ونوال السعداوي، هذا العام، في ترشيحات جريدة "الجارديان" البريطانية. السعداوي مشهورة في الأوساط الثقافية العربية بأفكارها النسوية أكثر منها روائية، لذلك جاء ورود اسمها في ترشيحات "الجارديان" مثيرًا للدهشة لكثير من المتابعين والمهتمين.
وعلى كلٍّ، نوبل مناسبة سنوية للصفحات والدوريات الأدبية العربية للحديث عن "الترشيحات" رغم ما في ذلك التوصيف من "تضليل" للقارئ، إذْ أن الجائزة دائمًا ما تكون لجنتها سرية، والأسماء المطروحة سرية، ويمكن لأي مؤسسة أو جهة ثقافية أن ترشح من تراه جديرًا بها؛ هذا العام على سبيل المثال، وبحسب جريدة "وول ستريت"، استقبلت الأكاديمية السويدية 259 اسمًا لفرع الآداب، وافقت الأكاديمية على 198 مرشحًا وأعلنت عنهم، وضمت القائمة 36 كاتبًا لم يسبق لهم الترشح، وهي القائمة التي تقلصت لخمسة أسماء خلال صيف 2015، كما صرح بيتر إنجلاند، السكرتير الدائم للأكاديمية، قبل استقالته أيار/مايو الماضي، غير أن الأسماء المرشحة ما زالت تحت غطاء من السرية لا يمكن اختراقه قبل إعلان اسم الفائز.. إذن ما تروج له الصحافة على أنه "ترشيحات" هي للدقة توقعات أو تخمينات أو لعلها أمنيات من بعض الصحف والصفحات الثقافية.
ما تروج له الصحافة على أنه "ترشيحات" لجائزة نوبل، هي للدقة توقعات أو تخمينات، أو لعلها أمنيات
أهم الأسماء التي طرحت بقوة في معظم الدوريات العالمية هي الروائي الأمريكي فيليب روث، صاحب "نمسيس" و"الحيوان المحتضر"، الذي اعتزل الكتابة العام الماضي وأحد أهم الروائيين الأمريكيين، إضافة إلى أنه اسم ثابت في قوائم التوقعات السنوية طوال العقدين الأخيرين. والروائي الياباني هاروكي موراكامي بنسخ رواياته المترجمة لأكثر من 20 لغة، منها العربية، تتصدر قوائم المبيعات دائمًا، وهو الترشيح الذي لا يحبه موراكامي نفسه، إذ يضعه تحت ضغط الصحفيين في نفس التوقيت كل عام.
من أفريقيا برز اسمان كبيران؛ أولها المصرية نوال السعداوي، والكيني نجوجي وا ثيونجو الروائي الذي يكتب باللغتين الإنجليزية وأخرى كينية محلية "جيكوكو"، وتحمل روايات ثيونجو هم "الهوية" ومقاومة المستعمر على عدة مستويات ثقافية، أهمها مقاومة لغة المستعمر نفسها، ثيونجو من تلاميذ ورفاق الكاتب النيجيري النوبلي وول سوينكا، الذي رافقه في حفل تتويجه في نوبل عام 1986.