ألترا صوت - فريق التحرير
أفادت وكالة رويترز نقلًا عن مجموعة من أساتذة الجامعات في ميانمار أنه تم إيقاف أكثر من 11 ألف أكاديمي وموظف جامعي عن العمل بعد أن أضربوا احتجاجًا على الحكم العسكري في البلاد. وتأتي الإيقافات في الوقت الذي أدى فيه استئناف دوام الجامعات بعد عام من إغلاقها بسبب جائحة كوفيد -19 إلى مواجهة جديدة بين الجيش والموظفين والطلاب الذين يطالبون بمقاطعة انقلاب الأول من شباط /فبراير الذي أدى للإطاحة بالحكم المدني من قبل جنرالات في الجيش والسيطرة على البلاد.
لا يقتصر الإضراب التعليمي في جامعات ميانمار على الطواقم العاملة فقط، بل يشارك الطلاب فيه بشكل واسع أيضًا
تعقيبًا على الحدث قالت عميدة إحدى الجامعات، فضلت عدم الكشف عن هويتها خوفًا من الانتقام، وفق ما نقل تقرير للنيويورك بوست "أشعر بالضيق للتخلي عن وظيفتي التي أحبها كثيرًا، لكنني أشعر بالفخر لوقوفي ضد الظلم واللاعدالة" وأضافت "استدعتني وزارتي اليوم للمساءلة، لكني لن أذهب. فلا يجب أن نتبع أوامر المجلس العسكري". وفي ذات الإطار أفادت أستاذة حاصلة على زمالة في الولايات المتحدة إنه قيل لها إنها ستضطر إلى إعلان معارضتها للإضرابات وإلا ستفقد منحتها. كما أخبرتها سلطات جامعتها أنه سيتم تعقب كل باحث وإجباره على الاختيار، كما أوردت النيويورك بوست.
اقرأ/ي أيضًا: طلاب جامعيون في كوريا الجنوبية يحلقون رؤوسهم احتجاجًا على صرف مياه فوكوشيما
وبالنسبة للإضراب التعليمي فلا يقتصر على العاملين فقط، بل يشارك الطلاب أيضًا في مقاطعة عملية التعليم، وقد نشر مجلس اتحاد الطلاب في جامعة يانغون الحكومية للتكنولوجيا لائحة تضم 180 من المدرسين والموظفين الذين تم إيقافهم عن العمل في إطار الدعوة للتضامن معهم والإشادة بموقفهم. وقال أحد الطلاب "لا أشعر بالحزن لأني أتغيب عن التعليم، فليس هناك ما أخسره من التغيب عن التعليم العسكري والمسيطر عليه من قبل الجيش".
وأشارت وكالة رويترز إلى أن صحيفة جلوبال نيو لايت أوف ميانمار التي يسيطر عليها المجلس العسكري، اشتركت في دعوة المعلمين والطلاب للتعاون من أجل عودة الحياة الأكاديمية ومتابعة أنشطة التعليم مرة أخرى. في حين تحدث وزير التعليم في حكومة الوحدة الوطنية المعارضة للمجلس العسكري، زاو واي سوي، عن تأثره "لأن الطلاب أخبروه أنهم سيعودون للتعليم فقط عندما تنجح الثورة في مواجهة المجلس العسكري".
ومن العبارات التي تم تداولها بخصوص الإضراب التعليمي "لا نريد أن نتعلم في أماكن العبودية العسكرية"، وهي عبارة رددها الطلاب في تظاهرات عبر ميانمار، وأيضًا "لن نذهب إلى المدرسة إلا بعد إطلاق سراح الجدة سو" في إشارة إلى الزعيمة المحتجزة سان سو كي، وكذلك عبارة "حرروا جميع الطلاب دفعة واحدة" بحسب تقرير النيويورك بوست.
فيما تجدر الإشارة إلى أن هناك ما يقرب من 10 ملايين طالب وطالبة في ميانمار، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 53 مليون نسمة، وفيها أكثر من 26 ألف مدرس في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الأخرى. وقد قتل العديد من الطلاب على أيدي قوات الأمن منذ الانقلاب الحالي الذي أودى بحياة ما يقارب 780 شخصًا وحوالي 3800 رهن الاحتجاز، من بين المعتقلين ما لا يقل عن 47 مدرسًا، بينما صدرت أوامر اعتقال بحق حوالي 150 مدرسًا بتهمة التحريض. ويعد نظام التعليم في ميانمار أحد أفقر الأنظمة التعليمية، إذ احتل المرتبة 92 من أصل 93 دولة في استطلاع عالمي صدر العام الماضي. ويذكر أن موازنة التعليم لم تتعدى 2% من الناتج المحلي الإجمالي حتى في عهد الحكومة المدنية. وللأكاديميين والطلاب في ميانمار تاريخ طويل من المعارضة السياسية خلال ما يقرب من نصف قرن من الحكم العسكري، وحاليًا عادوا مجددًا للاشتراك في الاحتجاجات ضد حكم العسكر بعد الانقلاب الجديد في بلادهم.
ويذكر أن العديد من العاملين في قطاع التمريض وموظفين حكوميين آخرين أوقفوا عن العمل، كما حصل بحق الأكاديميين، بسبب مشاركتهم في حركة العصيان المدني التي أصابت ميانمار بالشلل. ولم تقتصر أعمال العنف والترهيب التي قام بها الجيش ضد الطلاب والمدرسين كأشخاص، بل قامت قوات الأمن باحتلال الجامعات في عدة مدن في البلاد، بحسب ما جاء في تقرير موقع سترايت تايمز.
اقرأ/ي أيضًا:
أسلوب قتل جورج فلويد يسلط الضوء على "التقييد الجسدي" لطلاب المدارس الأمريكية
اليونسكو: 100 مليون طفل لن يستوفوا الحد الأدنى من مهارات القراءة بسبب الجائحة