تجددت الإضرابات في الجامعة الجزائرية، حيث صعّد طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان في مختلف مناطق البلاد من احتجاجهم عن طريق دخول العشرات منهم في إضراب عن الطعام أمام الكليات.
اللافت أن احتجاجات الطلبة وعددهم ما يقارب 25 ألفًا، موزعين عبر مختلف الكليات الجزائرية، دخلت شهرها الرابع، تخللتها عمليات شد وجذب بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والطلبة، والإقرار بالعودة لمقاعد الدراسة ثم العدول عن هذا القرار بعدما لم يحقق الطلبة المعنيون مطالبهم.
دخلت احتجاجات طلبة الصيدلة وطب الأسنان شهرها الرابع في الجزائر رغم محاولات وزارة التعليم العالي التدخل لحل المشكل
رغم حلقات الحوار، الذي قاده ممثلون عن الطلبة المضربين ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث وعدت الوزارة بالاستجابة لمطالبهم، وهو ما أسفر عن تدخل لرئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال لطي الملف نهائيًا، إلا أن المحتجين رفضوا أن يتم تصنيفهم في الرتبة 14 في سلم أجور الوظيفة العمومية مطالبين بتصنيفهم في الرتبة 16 من سلم الأجور، فضلًا عن مطالب أخرى يرونها "مشروعة".
اقرأ/ي أيضًا: لا جامعات خاصة في الجزائر!
منذ أيام قليلة، خرج العشرات من الطلبة في مسيرة كبرى انطلاقًا من جامعة "سعد دحلب" بولاية البليدة، التي تبعد عن غرب العاصمة الجزائرية 45 كيلومترًا، مسيرة جابوا فيها بعض الشوارع المحاذية لكلية الطب والصيدلة، فيما تم منعهم من الوصول نحو مقر ولاية البليدة تفاديًا لأي تصعيد، خصوصًا وأنه سبق لطلبة الصيدلة وجراحة الأسنان أن قادوا مسيرة في قلب العاصمة الجزائرية في شهر شباط/فبراير الماضي، حيث تم منعهم بالقوة من طرف رجال الشرطة وحفظ الأمن، وهي المسيرة التي تم فيها الاعتداء على أحد الطلبة كما سجلت وقتها إغماءات في صفوفهم.
وسئم الطلبة ما أسموه بـ"الوعود الواهية"، بحسب تصريح وسام مازاري، وهو طالب سنة ثانية بكلية الصيدلة بولاية البليدة لـ"ألترا صوت"، حيث أكد أنهم يطلبون تدخل السلطات العليا للبلاد لتسوية مطالبهم، لافتًا إلى أنها " مطالب مشروعة" وتضمن مستقبل الآلاف من أمثالهم.
وفي سياق ذي صلة، كشف بيان وزعه الطلبة على منتسبي الكليتين وكذا على وسائل الإعلام الجزائرية المحلية جاء فيه أن مطالبهم "تستجيب لمقتضيات التعليم العالي واحتياجات المتخرجين من هذه التخصصات في المستقبل"، كما طالبوا بـ"إعادة تصنيف تخصص الصيدلة وجراحة الأسنان في سلم الموظفين والانتقال من الرتبة 13 إلى 16 في سلم الأجور".
من أهم مطالب المحتجين من طلبة الصيدلة وطب الأسنان في الجزائر الانتقال من الرتبة 13 إلى 16 في سلم الأجور في الوظيفة العمومية
كما دعا المحتجون، بحسب نفس المصدر، إلى مراجعة إصلاح الدراسات في الصيدلة وإنشاء تخصصات جديدة أهمها: الصيدلة الصناعية والصيدلة السريرية وإنشاء القانون الأساسي للصيدلي المساعد وإلزام الصيدليات بتوظيف أصحاب الشهادات، فضلًا عن خفض عدد المقاعد البيداغوجية بسبب الاكتظاظ في أقسام الطلبة بالكليات.
اقرأ/ي أيضًا: البحوث العلمية.. حبيسة الجامعات الجزائرية
أما فيما يتعلق بطب جراحة الأسنان، فقد دعا المضربون في بيان سلم للصحافة إلى ضرورة "رفع عدد المناصب واستحداث تخصصات جديدة من بينها زرع الأسنان وطب الأسنان الخاص بالأطفال"، رغم أن وزارة التعليم العالي قد أعلنت استجابتها إلى هذه المطالب في انتظار إعداد وتوفير الوسائل والأجهزة التي يستعملها الطلبة في تدريباتهم التطبيقية.
على الأرض، كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار في تصريح صحفي أن الوزارة تعكف على تسوية مختلف المطالب المشروعة وفقًا للقانون الجزائري، داعيًا الطلبة إلى "التعقل" والعودة إلى مقاعدهم واستئناف الدراسة وتغليب المصلحة العامة.
كما حذر الوزير من سنة بيضاء خصوصًا إن تعذر استدراك الدروس، معلنًا اجتماعًا طارئًا للجان البيداغوجية التي من شأنها أن تقر بالنسبة لاعتماد سنة بيضاء من عدمه بالنظر إلى صلاحياتها في إعداد تقرير مفصل عن الدروس التي تخلف عنها الطلبة طيلة المدة الماضية، والتي تجاوزت فترة 4 أشهر، فضلًا عن مناقشتها، أي اللجان البيداغوجية، لـ"مطلب زيادة المناصب البيداغوجية المتعلقة بتخصصات في كلية الصيدلة".
وتشهد الجامعة الجزائرية هذه الأيام غليانًا كبيرًا، خصوصًا وأن الطلبة المضربين عن الطعام ساءت وضعيتهم الصحية وتم نقل عدد منهم إلى المستشفيات، وهو ما ينذر بتعفن الوضع إن لم تتدخل الحكومة لإيجاد حلول ناجعة وطي الملف نهائيًا، مع شبح السنة البيضاء يخيم على الكليتين.
اقرأ/ي أيضًا: