ألترا صوت - فريق التحرير
شاومي، شركة صينية خاصة بتصنيع الهواتف المحمولة. كان لها دور كبير في إطلاق اتجاه عالمي ضخم للتحول نحو الهواتف الذكية الرخيصة، وهي تستعد حاليًا لإتمام ما قد يكون أكبر عملية اكتتاب عام في عالم التكنولوجيا منذ الاكتتاب العام لشركة علي بابا للتجارة الإلكترونية عام 2014.
استطاعت شاومي التي تبلغ من عمرها 8 سنوات فقط، أن تستحوذ من سامسونج على السوق الهندية، أكثر الأسواق الواعدة في التكنولوجيا
وتعد شركة شاومي الصينية التي يبلغ عمرها ثماني سنوات فقط، من نجوم الصناعة الناشئة في الصين، وهي من بين الشركات التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار أمريكي. وتركز شركة شاومي في حضورها على قاعدة عملائها في الصين، كما أن قائد الشركة الذي يمتلك ذكاءً إعلاميًا خارقًا قد بات من الشخصيات الشهيرة على مستوى آسيا بأكملها. إلا أن حضور الشركة لا يذكر خارج هذه القارة.
اقرأ/ي أيضًا: لأول مرة.. شركتان صينيتان في قائمة أكبر عشر شركات في العالم
فهل يمكن يا ترى أن تكون شركة صينية قوية الحضور في بقية أرجاء العالم؟ هل يمكن لشركة شاومي أن تحقق هدفها في التوسع خارج نطاق الأجهزة وأن تصبح شركة لخدمات الإنترنت أيضًا؟ دعونا نستعرض معًا بعض المعلومات عن شركة شاومي، وعن عملية الاكتتاب العام التي تخطط لها الشركة في هونغ كونغ، وذلك نقلًا بتصرف، عن أسوشيتد برس:
شركة شاومي، أو شي يومي (Xiaomi)، هي شركة صينية أنشئت عام 2010. رئيسها التنفيذي هو لي جون (Lei Jun)، ومعه سبعة من الزملاء الذين كانوا يعملون فيما سبق في شركات ألفابت (الشركة الأم لجوجل)، ومايكروسوفت، وموتورولا.
كان الهاتف الذكي الأول الذي أنتجته الشركة هو جهاز (Mi1) والذي تم طرحه في السوق عام 2011، وحقق نجاحًا كبيرًا رغم الجهود التسويقية العادية. وقد أعجب الناس بسعره المنخفض: 1999 يوان صيني، أي 305 دولارات فقط، في مقابل جودة منافسة يضمنها الجهاز منخفض الثمن.
وساعدت هذه التوليفة في الجهاز على نشوء قاعدة جماهيرية واسعة لشركة شاومي، ما ساعد الشركة على تركيز أعمالها التطويرية بناء على هذا النجاح، والحضور بين العملاء، والقدرة على التواصل معهم. وقد عملت الشركة بالفعل على إتاحة الفرصة للعملاء على المساهمة في التوصل إلى القرارات المتعلقة بالتحسينات على التصاميم، وذلك عبر إرسال مقترحاتهم للشركة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي العام 2013، حققت شركة شاومي مبيعات من أجهزة الهواتف المحمولة أكبر مما حققته شركة أبل، وفي العام الذي يليه باتت الشركة هي أكبر مزود للهواتف الذكية في الصين.
ولم يتفوق على الشركة لاحقًا إلا منافسها المحلي، وهي شركة هواوي الشهيرة الآن، وشركة أوبو (Oppo)، وشركة فيفو (Vivo). لكن بعد تراجع مؤقت عام 2016، عادت شركة شاومي لتحقق معدلات نمو ضخمة، تفوقت على الشركات الأخرى في سوق الهواتف الذكية. ففي حين حققت شركات سامسونج وآبل وهواوي نموًا بنسبة 10% أو أقل عام 2017، فإن مبيعات شركة شاومي قد قفزت بنسبة 58%.
وقد كانت حصة الشركة العام الماضي من سوق الهواتف الذكية العالمي 6%، بالرغم من حضورها شبه المعدوم في أسواق أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
كم تبلغ أرباح شركة شاومي؟
في واقع الأمر تكبدت شركة شاومي في العام الماضي خسائر هائلة، بلغت 43,9 مليار يوان صيني (6.8 مليار دولار أمريكي)، على إيرادات بلغت 114،6 مليار يوان.
ومع ذلك فإن الرئيس التنفيذي لشركة شاومي، لي جون، وعد بأن تبقى أسعار الهواتف منخفضة، وألا يتأثر العملاء بهذه الخسائر، وذلك عبر الحفاظ على هوامش ربح محدودة على مبيعات الأجهزة بنسبة 5% فقط، وهو موقف قد يثير مخاوف المستثمرين في الشركة.
وقال لي جون في رسالة للمستثمرين في شركة شاومي: "إن الشركة ليست مجرد شركة لتصنيع الأجهزة وبيعها. ومع أن هذا الجانب أساسي في شركتنا وفي قاعدة العملاء التي لدينا، إلا أننا لا نتوقع أن تظل الأجهزة المصدر الأساسي لأرباحنا".
ومع أن شركة شاومي تحقق 90% من إيراداتها من بيع الأجهزة، إلا أنها تصر على أن تصف نفسها بأنها شركة لمحتوى الإنترنت، وأنها ترغب في تحقيق الأرباح عبر تقديم الخدمات إلى أكثر من 100 مليون مستخدم لأجهزتها المرتبطة بشبكة الإنترنت، و190 مليون مستخدم يستفيدون من برمجيتها "MIUI".
كم يتوقع أن تحقق شركة شاومي في عملية الاكتتاب العام؟
من المتوقع أن تجني عملية طرح الشركة للاكتتاب العام مليارات الدولارات، وقد تكون الأكبر في قطاع التكنولوجيا منذ طرح شركة علي بابا للاكتتاب العام بـ22 مليار دولار أمريكي عام 2014. وتهدف الشركة إلى جمع 6.1 مليار دولار أمريكي في اكتتابها العام.
ومن المرجح أن يُقيّم المستثمرون قيمة شركة شاومي بحوالي 63 مليار إلى 68 مليار دولار أمريكي، وذلك أقل من التوقعات التي سبقت حول قيمة الشركة التي بلغت فيما مضى 100 مليار دولار أمريكي، وذلك بسبب انخفاض أرباحها في الآونة الأخيرة. في حين يقول خبراء، إن شركة شاومي، مقارنة بشركات التكنولوجيا الصينية الأخرى، ستكون جاذبة لاهتمام المستثمرين.
ما سبب تفاؤل المستثمرين؟
يقول البعض إن شركة شاومي هي الشركة الصينية الأبرز التي حققت علامتها التجارية نجاحًا حول العالم. فهي وفقًا لميليسا تشاو، المدير المشارك لشؤون الأبحاث في شركة "IDC" للأبحاث، إنها "واحدة من الشركات الصينية المعدودة التي حصلت على ما قدر كاف من الاهتمام العالمي، ولو بشكل سلبي".
ويذكر تشاو أن شركة شاومي في الهند، قد تغلبت على شركة سامسونج التي كانت متربعة فيما مضى على عرش مبيعات الهواتف الذكية، وهذا أمر مبشر، لأن الهند واحدة من أهم أسواق الهواتف الذكية التي تعد بقدر كبير من النمو.
كما تعد شركة شاومي واحدة من الشركات القليلة المصنعة للأجهزة التي كانت قادرة على استخدام منتجاتها من الأجهزة لبيع خدمات الإنترنت والبرمجيات في نفس الوقت.
تعد شاومي واحدة من الشركات القليلة التي استطاعت عبر إنتاجها للهواتف المحمولة أن تبيع خدمات الإنترنت والبرمجيات
ووفقًا لرئيسها التنفيذي، جون لي، في رسالته للمستثمرين، إن "مؤسسي شركة شاومي كانوا يهدفون إلى أن تكون الشركة الأقرب إلى قلوب المستخدمين والعملاء"، مضيفًا: "الشركات الناجحة تحقق الأرباح، أما الشركات العظيمة فتكسب قلوب الناس. ونحن نفتخر بأننا شركة تكنولوجية تمتلك مجتمعًا نادرًا من المعجبين بالشركة ومحبيها".
اقرأ/ي أيضًا:
تفكر في شراء هاتف جديد؟.. إليك مقارنة بين أفضل 3 أنواع في الأسواق