تعود شبكة "سي بي إس" الإعلامية الأمريكية لواجهة التحرش من جديد، مستحقةً بجدارة لقب "شبكة التحرش الجنسي"، فبعد الاتهامات العديدة التي وجهت لنجمها الأول المذيع الأمريكي تشارلي روز، ها هي الشبكة تعود مجددًا لساحة الاتهامات، وهذه المرة لرئيسها "ليس مونفيس". المزيد من التفاصيل ننقلها لكم مترجمة بتصرف عن موقع صحيفة "The Irish Times".
وجهت اتهامات بالتحرش الجنسي لـ"ليس مونفيس"، الرئيس التنفيذي لواحدة من كبريات الشبكات الإعلامية الأمريكية، وهي شبكة "سي بي إس"، والذي يُعد أحد أبرز الرجال النافذين في المجال الإعلامي بالولايات المتحدة.
اتهمت 6 نساء، ليس مونفيس، رئيس شبكة "سي بي إس" بالتحرس الجنسي بهن على مدار عدة عقود
ويواجه مدير الشبكة الإعلامية تحقيقات بعد نشر صحيفة نيويوركر، تقرير جاء فيه، أن ست نساء تقدموا بشكاوى ضده على مدار عقود عدة.
اقرأ/ي أيضًا: انفجار ماسورة التحرش الجنسي.. شبكة "CBS" لم تروض "الوحش" تشارلي روز
من جانبه صرح مجلس إدارة شبكة "سي بي إس"، بأن الأمر "سيؤخذ على محمل الجد"، وأنه سيتابع مجريات التحقيق أولًا بأول، وهو التحقيق الذي تشرف عليه شركة قانونية، ومن ثم يعد المجلس بـ"اتخاذ الإجراء المناسب". علمًا بأنه قد انخفضت أسهم الشركة بنسبة 6% على خلفية التطورات المتعلقة بمونف.
يصف المقال الذي كتبه الصحفي الاستقصائي، رونان فارو، اتهامات التحرش الجنسي التي وجهتها ست نساء يعملن في المجال الإعلامي، ضد ليس مونفيس، بأنها ترتبط بثقافة التحرش الجنسي المنتشرة على نطاق واسع داخل شبكة "سي بي إس"، وخاصة في "سي بي إس" للأخبار.
وتحدثت أربع نساء إلى فارو باستخدام التسجيل الصوتي، وكان من بينهن الممثلة السينمائية والتلفزيونية، إيلينا دوغلاس، والتي وضحت ملابسات اللقاء الذي جرى بينها وبين ليس مونفيس عام 1997، إذ قالت إنه خلال اللقاء كان "يقبلها رغمًا عنها" بينما كان ممسكًا بها بقوة، مضيفةً: "لقد كان وضعًا مرعبًا للغاية".
وبدأ ليس مونفيس، البالغ من العمر 68 عامًا، مسيرته المهنية كممثل قبل أن يقدم نفسه منتجًا هوليوديًا، ومن ثم مديرًا تنفيذيًا للشبكة الإعلامية "سي بي إس". وقد انتقلت شبكة "سي بي إس" تحت إدارته من المراكز الأخيرة من حيث التصنيف، إلى أكثر الشبكات التلفزيونية من حيث نسبة المشاهدة، محققًا نجاحات تلو أخرى عبر أعمال مثل مسلسل "The Big Bang Theory"، ومسلسل "Survivor"، غير أن نجاحه المهني تشوبه كما يتضح سيرة شخصية مشبوهة.
متحرش منذ الثمانينات
أصبح ليس مونفيس رئيسًا لـ"سي بي إس" الترفيهية عام 1995، ثم رئيسًا تنفيذيًا للشبكة كلها عام 2006. وكان يتقاضى سنويًا أجرًا يقدر بـ69.3 مليون دولار. وقد تعرض منصبه كرئيس للشبكة للخطر بسبب دوره المستمر في معركة قانونية ضد الشركة الأم المالكة لشبكة "سي بي إس".
وفضلًا عن إيلينا دوغلاس، قدمت الكاتبة جانيت جونز اتهامًا مسجلًا أيضًا ضد ليس مونفيش، بالإضافة إلى المنتجتين كريستين بيترز، وجولي كيرغو. وقد أكدن جميعًا أن ليس مونفيس قد ألح على تقديم خدمات جنسية، لكنه توعدهن بعد أن رفضوا مجاراته. وتعود أول هذه الاتهامات المذكورة في تقرير نيويوركر إلى منتصف ثمانينات القرن الماضي، أما أحدثها فقد حصل سنة 2006.
وفي تصريح نشرته شبكة "سي بي إس" ومجلة نيويوركر، قال ليس مونفيس: "أعترف أنه ربما قد مرت علي أوقات على مدار عقود مضت تسببت فيها بالإزعاج لبعض النساء للتقرب منهن. كانت تلك أخطاء، وأشعر بالأسف تجاههن بشدة. لكنني كنت أفهم، وأحترم، وألتزم دائمًا بالمبدأ القائل: (لا تعني لا)، كما أنني لم أستغل منصبي استغلالًا سيئًا في إعاقة أو إلحاق الأذى بالمستقبل المهني لأي شخص على الإطلاق".
سوء السلوك الإداري
وفي بيان منفصل، قالت "سي بي إس" إنها "مهتمة جدًا بجميع مشاكل العمل، وتأخذ كافة التقارير الخاصة بسوء السلوك الإداري على محمل الجد".
وأردفت الشبكة في البيان: "لا نعتقد أن الصورة التي قدمتها نيويوركر عن شركتنا، تمثل منظمة كبرى تبذل أقصى ما في وسعها في التعامل مع عشرات الآلاف من موظفيها باحترام وكرامة".
وجدير بالذكر أن مونفيس متزوج من جولي تشين، التي قدمت العديد من برامج "سي بي إس". وقد قالت عبر صفحتها على موقع تويتر "أدعم زوجي بشكل كامل، وأسانده، وأؤيد بيانه".
أولى الاتهامات الموجهة لمونفيس بالتحرش الجنسي تعود لمنتصف الثمانينات، وأحدثها يعود لعام 2006
وتجدر الإشارة إلى أن ليس مونفيس متورط في نزاع قضائي منفصل مع شاري ريدستون، رئيس الشركة الأم لشبكة "سي بي إس"، إذ تقدم ليس مونفيس ومجلس إدارة "سي بي إس" بدعوى قضائية ضد ريدستون، في محاولة لمنع الشركة الأم من دمج شبكة "سي بي إس" مع شركة فاكيوم، والتي تُعد إحدى شركات المجموعة. وستُنظر تلك الدعوى القضائية في المحكمة في تشرين الأول/أكتوبر القادم.
اقرأ/ي أيضًا:
"البنك الدولي للتحرش الجنسي".. 25% من الموظفات تعرضن للإساءة
بعد كشفهن عن قصصهن مع التحرش.. كيف غيرت حملة "#MeToo" حياتهن؟