قال الصحفي الأمريكي الشهير كريس ماكغريل، والذي عمل سابقًا لدى الغارديان البريطانية في القدس، كما غطى حرب الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، بأن اللغة المستخدمة في إسرائيل حاليًا لوصف الفلسطينيين "إبادويّة".
جاء ذلك في مقال نشر اليوم على صفحات الغارديان، أوضح فيه الكاتب أنّ الساسة الإسرائيليين في خطابهم جعلوا المدنيين الفلسطينيين جميعًا مسؤولين عن أي تصعيد، ولاسيما حين أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ ذلك صراحة بقوله: "إن ذلك الحديث عن أن المدنيين لا علاقة لهم بما حصل، حديث خال من الصحة"، وهي فكرة يقول ماكغريل كان لها صدى واسع حتى خارج إسرائيل.
ففي الولايات المتحدة، دعا السيناتور ليندسي غراهام إلى تدمير كامل لقطاع غزة، وذلك في كلمة له أثارت الكثير من الجدل، قال فيها "إننا في حرب دينية. أنا مع إسرائيل. افعلوا أي شيء يمكن فعله للدفاع عن أنفسكم. سووا تلك البقعة بالأرض".أما في إسرائيل، فكرر آرييل كالنر، عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، المطالبة بإنجاز "نكبة" جديدة للفلسطينيين، أكبر من نكبة عام 1948، حيث قال: "الآن، ليس أمامنا سوى هدف واحد: النكبة! نكبة تصغر أمامه نكبة عام 1948".
كما دعا الصحفي والإعلامي الإسرائيلي البارز، ديفيد مزراحي، إلى إراقة الدماء بالجملة في غزة، وقال:
“نحن بحاجة إلى رد غير متناسب… إذا لم تتم إعادة جميع الأسرى على الفور، حولوا القطاع إلى مذبح. إذا سقطت شعرة من رؤوسهم - أعدموا أسراهم".
وبعد استعراضه عددًا من الأمثلة على الخطاب الإبادوي في إسرائيل والإعلام الأمريكي إزاء الفلسطينيين، استنكر ماكغريل تلك اللغة التي تشيطن الفلسطينيين أو تحولّهم إلى مجرّد "دواب" بحسب تعبير وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، وأوضح بأنها لغة تخلق مناخًا من توقّع الإبادة وتقبّلها، يذكّر بجرائم الإبادة الكبرى التي شهدها العالم في القرن العشرين، كتلك التي شهدتها رواندا عام 1994.
يوضّح الصحفي الأمريكي أن هذا الأمر ليس بطارئ على الخطاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. فقد كان القادة الإسرائيليون يدعون دومًا إلى التطهير العرقي ويؤمنون بفعاليته، وكثيرًا ما أعرب سياسيون إسرائيليون من بينهم نتنياهو عن الأسف لتضييع "إسرائيل" فرصًا عديدة لإتمام التطهير العرقي في أرض فلسطين وطرد العرب جميعًا منها.
كما أوضح أن استطلاعات الرأي تؤكّد على أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين ينظرون إلى العرب على أنهم "قذرون" و"بدائيون" ولا يستحقون الحياة الكريمة، كما ترسخت في ذهن أجيال من الإسرائيليين في مراحل الدراسة الأولى فكرة مفادها أن العرب "أعداء طفيليون" وأنهم موجودون قربهم فقط لأن إسرائيل قررت أن تتسامح معهم، ولو مؤقتًا.
في هذا السياق، أشار ماكغريل إلى دراسة حول صورة العرب في المناهج الإسرائيلية أجريت عام 2003، بيّنت كيف أن العرب فيها يوصفون دومًا على أنهم "أشخاص حقيرون ومنحرفون ومجرمون، لا يدفعون الضرائب، ويعيشون عالة على الدولة، ولا يريدون التطور"، وأن الصورة الأبرز لهم هي صورتهم كلاجئين ومزارعين بدائيين وإرهابيين. وخلصت الدراسة إلى أنه لا يمكن أن تعثر في المناهج الإسرائيلية على وصف العربي بأنه "طبيب، أو معلم أو مهندس أو مزارع محترم".
وختم كريس ماكغريل مقاله الطويل بالعودة إلى أجواء الانتفاضة الثانية، عام 2002، حين نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت رسالة كتبها أطفال إسرائيليون عنوانها: "جنودنا الأعزاء، من فضلكم اقتلوا الكثير من العرب". وقالت الصحيفة إن العشرات من هذه الرسائل أرسلها أطفال المدارس.
يقول ماكغريل، هؤلاء الأطفال أنفسهم هم من يحتشدون اليوم على حدود غزّة لاجتياحها، وعلى أيديهم يتوسّع الاستيطان في الضفة الغربية، حيث يتمتعون كمستوطنين بحرية مطلقة في اضطهاد الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم وقراهم، والاعتداء عليهم بالضرب والقتل.
آخر التحديثات (16 أكتوبر)
- حصيلة الشهداء في قطاع غزّة تقترب من 3000 شهيد
- داخلية غزة تؤكد وجود جثامين أكثر من ألف شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة
- غارة إسرائيلية استهدفت محيط معبر رفح البري بين مصر وغزة
- داخلية غزة تعلن أن الاحتلال لم يضخ أي لتر من مياه الشرب إلى أيّ من محافظات القطاع لليوم العاشر على التوالي
- استشهاد 11 صحافياً وإصابة أكثر من 20 آخرين وفقدان 2، وتدمير 50 مؤسسة إعلامية
- جيش الاحتلال يعلن التأكد من احتجاز 199 "رهينة" إسرائيلية في غزة، ومقتل ما لا يقل عن 291 جندياً منذ السابع من أكتوبر