الترا صوت – فريق التحرير
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل مشروع التسوية القسرية للقضية الفلسطينية، والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، بحضور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وأعضاء الإدارة الأمريكية، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين وسفراء الدول الغربية، ودول الإمارات والبحرين وسلطنة عمان.
ندد نشطاء وصحفيون وسياسيون عرب، على السوشيال ميديا، بإعلان ترامب لما أسماه "خطة السلام" بوصفها "صفاقة القرن"
خطة ترامب لتسوية القضية الفلسطينية
وقال ترامب في المؤتمر الصحفي الذي خصص لطرح ما أطلق عليه "خطة السلام"، إن "الخطة شاملة ومفصلة وتعتبر الأفضل للطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي). ورؤيتي كانت تحقيق فوز ونصر للطرفين بتحقيق دولة فلسطينية وأمن لإسرائيل بذات الوقت".
اقرأ/ي أيضًا: بحضور بحريني إماراتي.. ترامب يعلن تفاصيل مشروعه لتصفية القضية الفلسطينية
وتضمنت خطة ترامب بأن تبقى القدس "عاصمة إسرائيل الموحدة ولن تتم تجزئتها"، مهددًا السلطة الفلسطينية بأن "هذه قد تكون الفرصة الأخيرة للحصول على دولة مستقلة"، قبل أن يختم حديثه بالقول إن "هذه الأراضي المقدسة يجب ألا تكون محل صراع".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فاستهل كلمته في المؤتمر الصحفي بتوجيه الشكر لسفراء دول الإمارات والبحرين وعُمان لحضورهم ما وصفه بـ"الحدث التاريخي". وخاطب نتنياهو سفراء الدول العربية الثلاث، قائلًا: "حضوركم لا يحمل إشارة للمستقبل فقط، بل للحاضر أيضًا".
ولخص نتنياهو في مقطع من كلمته أهم ما جاء في خطة ترامب المزعومة للسلام، عندما قال مخاطبًا الرئيس الأمريكي: "أنت تتصدى لجوهر القضية أولًا من خلال تأكيدك على أن الفلسطينيين سيعترفون أخيرًا بالدولة اليهودية، وثانيًا بالاعتراف بسيطرة إسرائيل على غور الأردن، وبالتالي ستكون لدينا حدود شرقية للدفاع عن أنفسنا، وثالثًا ورقتك تطالب بنزع سلاح حماس ونزع السلاح من قطاع غزة إجمالًا".
وتابع نتنياهو: "رابعًا توضح الورقة أن قضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحل خارج حدود إسرائيل، وخامسًا تطالب بإبقاء القدس عاصمتنا تحت سيادة دولة إسرائيل، وسادسًا خطتك لا تقتلع أي شخص من أراضيه، بل عوضًا عن ذلك يمكن أن يرتبط الإسرائيليون بإسرائيل والفلسطينيون ببعضهم البعض، سيساعدك في ذلك أصدقاؤك في مجال العقارات، عادة يفكرون بأمور مبتكرة".
"صفاقة القرن" للقضاء على حل الدولتين
وكما كان متوقعًا، ندد دبلوماسيون سابقون وسياسيون وصحفيون عرب، إلى جانب النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالبنود التي تضمنتها خطة ترامب المزعومة للسلام، بوصفها بـ"صفاقة القرن"، معتبرين أنها "نهاية حل الدولتين وبداية لمشروع التهجير الجديد للفلسطينيين من أرضهم"، فضلًا عن خروج مظاهرات داخل قطاع غزة المحاصر.
وتعليقًا على الحدث، غرّد السياسي المصري والدبلوماسي الأممي السابق محمد البرادعي، عبر حسابه الرسمي على تويتر بالقول: "منذ ذكرياتي في مجلس الأمن أيام هزيمة 1967 التي قصمت ظهرنا، لم أشعر بمثل الخزي والمهانة التي شعرت بها اليوم وأنا أتابع ترامب ونتنياهو في استعراض سافر للقوة، وهما يتباهيان بتصفية القضية الفلسطينية بالمخالفة لكل مبدأ وقانون. كيف سنبرر هذا الوضع البائس للأجيال القادمة؟".
في حين وصف المفكر العربي عزمي بشارة، خطة ترامب بأنها "صفاقة القرن"، ملخصًا تفاصيل الخطة والمؤتمر الصحفي، بقوله إنه بمثابة "إعلان سيادة إسرائيل على مناطق واسعة في الضفة الغربية تحتلها المستوطنات، في مؤتمر صهيوني عالمي تحول إلى اجتماع انتخابي لنتنياهو وتسميته صفقة القرن".
فيما علّق الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط على مضمون إعلان ترامب بالقول إن "صفقة القرن هي العودة بعد 100 عام ونيف إلى كلام هرتزل، مؤسس الفكر الصهيوني، بأن فلسطين أرض بلا شعب وبأن اليهود شعب بلا أرض، وفق مؤسس دولة إسرائيل بن غوريون. صفقة القرن نهاية حل الدولتين وبداية لمشروع التهجير، وصولًا إلى الوطن البديل الذي يستوجب تحقيقه فوضى كبيرة".
ومن جانبه، علق الرئيس التونسي قيس سعيد، بقوله إن "أي حل للقضية الفلسطينية لا يتضمن إعلان دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 1948، عاصمتها القدس الشريف، ومنح فلسطين الحق في التنقيب وحصولها على حقها في غاز المتوسط، وحق العودة للاجئين؛ سيسقط، فالقضية وجودية، لا يمكن حلها بالقوة، وصفقة القرن تعد إعلان نسف مشروع السلام".
كما غرد الأكاديمي العماني حيدر بن علي اللواتي، بالقول، إنّ "صفقة القرن تستهدف بيع فلسطين للصهاينة. ولكن مقاطعة الفلسطينيين ورفضهم للصفقة ورفض الشعوب العربية والإسلامية لها سيفشلها".
فلسطين المستقبلية.. "دولة أنفاق" بنظر ترامب
وعقب نهاية المؤتمر الصحفي، كان ترامب قد سارع إلى نشر خريطة "مستقبلية" لفلسطين عبر حسابه الرسمي على تويتر، أظهرت ربط مناطق الضفة الغربية عبر الأنفاق مع قطاع غزة المحاصر. وعلّق ترامب على الصورة بالعربية، قائلًا: "هذا ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية بعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية".
ونقل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، على لسان رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تامير هيمان، قوله إن "صفقة القرن تعلن هذه الساعة، لذلك فليس مهنيًّا الحديث عن نتائجها الآن. لا شك أنه سيتم تداول الأمر في الإعلام ووسائل التواصل، ما سيؤثر على الجمهور الواسع في فلسطين والعالم العربي، وعلى سياسة الدول نفسها. سنحاول التعلم من ذلك".
تحذيرات من الذباب الإلكتروني السعودي
وفي تغريدة لها، علقت الصحفية الفلسطينية مجدولين حسونة، على إعلان صفقة القرن، بقولها إن "من يعش في فلسطين يُدرك أن صفقة القرن تطبيق قديم، وما يحدث الآن ليس سوى تحديث لنظام عمله"، مضيفةً أن ما يحصل حاليًا ليس إلا "زوبعة في فنجان ستمر كما مرت غيرها على جثث الشهداء ومعتقدات الشرفاء وعجز المناضلين، وفي النهاية من يرضى عنه الاحتلال، ويعرف كيف يغلق فمه، يستطيع التأقلم على هذا الوضع الهُرائي".
أما الإعلامية وجد وقفي، فأعادت التذكير في تغريدة لها، بأن ترامب ونتنياهو "كلاهما في مأزق سياسي"، موضحةً: "كلاهما يخضعان لمحاكمات برلمانية، وكلاهما بأمس الحاجة للتمسك بقشة اسمها صفقة القرن على أمل انتشالهما من أمواج المحاكمات العاتية". وختمت وجد وقفي تغرديتها بالقول: "وأحلى شيء أن ترامب وإلى جانبه رئيس وزراء يُحاكم بتهم الفساد، يشترط على الفلسطينيين محاربة الفساد مقابل قيام الدولة".
وعلى خلفية الإعلان عن بنود صفقة القرن، حذر الصحفي السعودي تركي الشلهوب، من محاولة الذباب الإلكتروني السعودي محاربة وسم #صفقة_القرن الذي تحول لـ"تريند" عالمي باللغتين العربية والإنجليزية.
وكتب الشلهوب محذرًا رواد مواقع التواصل الاجتماعي من أن "الذباب الإلكتروني التابع للديوان الملكي (السعودي) يحارب هاشتاغ (وسم) صفقه القرن، ويُحاول إزالته من قائمة التريند، ويعمل أيضًا على إغراقه بتغريدات لا علاقة لها بموضوع الصفقة. أي انحطاطٍ وصل إليه هؤلاء؟".
"خارطة بكتيرية" لفلسطين
تعليقًا على توجيه نتنياهو شكرًا خاصًا لسفراء الدول العربية الثلاثة الإمارات والبحرين وعُمان على حضورهم مع المسؤولين الإسرائيليين مؤتمر إعلان ترامب لصفقة القرن، غرد حساب "سعوديون ضد التطبيع"، قائلًا: "لا يوجد أحقر من هؤلاء الخونة الذين يساعدون أعداءهم على احتلال بلدانهم".
فيما استدعى حساب لشخص يدعى قصي، أبرز الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات التسع الماضية، بعدما ربط في تغريدته بين أحداث الربيع العربي وصفقة القرن، موضحًا ذلك بقوله: "الحقيقة مؤلمة الشعب العربي جاهز لتلقي صدمة صفقة القرن، فقد قاتل محور المقاومة والممانعة مع الأسد بشراسة، وحماس أغرقتنا بتصريحاتها المتعاطفة مع القتلة (في إشارة لبيان التعزية بمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني)، وباقي العرب مسلوب قرارهم من حكامهم، لذلك سنرى عدة مسيرات خلبية فقط".
وفي تغريدة لها، اعتبرت الصحفية منى حوا أن "ترامب ألماني الأصل، المحاكم في الكونغرس، زعيم الدولة التي قامت على الإبادة، مع نتنياهو البولندي المحاكم في الكنيست، زعيم الدولة القائمة على الظلم؛ وقفا متبجحين برسم خارطة بكتيرية لوطني فلسطين!".
اقرأ/ي أيضًا:
صفقة القرن في 15 بندًا كما أعلنها البيت الأبيض
غضب شعبي عربي قبيل الإعلان عن صفقة القرن.. فما هي أبرز بنودها؟