تستعد كندا لأن تصبح أول دولة في العالم تطالب الشركات المصنعة للتبغ بطباعة تحذير على كل سيجارة، بدل الاكتفاء بالتحذيرات المكتوبة على علب السجائر.
رأت الحكومة الكندية ضرورة ماسة للتعامل مع معضلة التحذيرات الصحية القديمة التي تفقد قيمتها وتأثيرها مع الزمن بسبب التعوّد عليها
وتنضاف هذه الخطوة إلى القوانين الكندية السائدة المتعلقة بمكافحة التدخين، والتي تتضمن إلزامية وجود صور "منفّرة" على علب السجائر وأغلفتها، وهي سياسة متبعة في العديد من دول العالم للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
اقرأ هنا: كيف تقلع عن التدخين في 5 خطوات بسيطة؟
وبحسب وزيرة الصحة الذهنية والإدمان الكندية، كارولين بينيت، فإن ثمة ضرورة ماسة للتعامل مع معضلة التحذيرات القديمة التي تفقد قيمتها وتأثيرها مع الزمن، والتفكير بأشكال جديدة لإعادة التنبيه إلى خطورة التدخين وآثاره المدمّرة.
وبحسب بينيت، فإن إضافة تحذير صحي على كل منتج من منتجات التبغ، أي على كل سيجارة، من شأنه أن يساعد على وصول هذه التحذيرات إلى كل مستخدم لها، وخاصة الشباب، والذي يتعرضون للتدخين أول مرة عبر سيجارة من صديق أو صديقة، قبل أن يتعامل مع العلبة ويشاهد التحذيرات المكتوبة عليها. أما في حال كان التحذير الصحي واضحًا على السيجارة نفسها، فإن ذلك قد يجعله يفكر مرتين قبل الإقدام على التدخين لأول مرّة.
وسيتم النظر في المقترح الجديد الخاص بكتابة تحذير صحي على كل سيجارة تبغ اعتبارًا من يوم السبت 11 حزيران/يونيو، ومن المتوقع في حال اعتمادها أن يتم البدء بتطبيق التوصية في النصف الثاني من العام 2023.
وتقترح الوزيرة الكندية أن يتم استخدام عبارة "سمّ في كل سحبة" لكتابتها على السجائر، مشيرة إلى أنّ العبارة يمكن أن تتغير.
كما ذكرت كارولين بينيت، المعروفة بكونها إحدى أبرز الشخصيات السياسية الكندية المناهضة للتدخين، بأنه سيتم إلزام شركات تصنيع التبغ بالإشارة إلى قائمة أكبر للأمراض والعلل التي يسببها التدخين وتوضيحها في علب السجائر، وهي أمراض تشمل سرطان المعدة وسرطان القولون والمستقيم، والسكري، وغيرها.
وبحسب خبراء في الجمعية الكندية للسرطان، فإن هذا التحذير المطبوع على كل سيجارة سيكون "سابقة عالمية"، ويتأمل المسؤولون في الجمعية أن تتبنى ذلك بقية الدول ويصبح شرطًا ملزمًا للشركات المصنعة لهذه المنتجات على المستوى العالمي، ولاسيما أنّه تحذير لا يمكن لأحد أن يتجاهله، وسيكون له أثر على المدخّن وعلى من حوله.
تعدّ كندا من الدول التي تشهد تراجعًا مطردًا في نسب المدخنين على مدى السنوات الماضية
وتعدّ كندا من الدول التي تشهد تراجعًا مطردًا في نسب المدخنين على مدى السنوات الماضية، إذ تظهر آخر الإحصاءات أن 10 بالمئة من الكنديين يدخنون يوميًا، وهي نسبة تسعى الحكومة الكندية إلى خفضها إلى النصف بحلول العام 2035.