تتجه أنظار العالم نحو رفح التي كانت هادئة يومًا قرب الحدود المصرية، ولكن من المرجح الآن أن تكون محطة التركيز الحربي التالي لـ"إسرائيل" في حربها المفتوحة ضد أهل غزة.
وشهدت رفح، في الأسابيع الأخيرة، زيادة في الأهمية مع انتشار مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في أرجاء المدينة، حيث يعيشون في خيام مؤقتة أو في منازل الأقارب والأصدقاء.
وبينما يسعى حوالي 1.5 مليون شخص - وهو أكثر من نصف سكان غزة - للجوء إلى هذا المكان، يشهد القطاع إعادة تشكيل مساحات كبيرة من المشهد الحضري في مختلف المناطق. بينما تسجل مدينة رفح، التي تشكل ما يقارب 17% من مساحة القطاع، عشرات الآلاف من حالات النزوح يوميًا.
تأخذ أوضاع النازحين الإنسانية في رفح بالتدهور، مع ارتفاع أعدادهم التي تجاوزت المليون، وتواصل غارات طائرات الاحتلال على المنطقة الحدودية مع مصر.
وتعيش العائلات النازحة ظروفًا إنسانية صعبة في الخيم المؤقتة التي لا توفر أية حماية، لا من البرد ولا من القنابل الإسرائيلية.
رغم ظروفهم المعيشية البائسة، إلا أن الحياة لا تزال حاضرة، وبأشكال متعددة، بين النازحين إلى مدينة رفح
وتمتلك مدينة رفح المعبر الحدودي الوحيد لقطاع غزة مع العالم، والذي لا يقع تحت السيطرة الإسرائيلية، لكن إسرائيل تواصل الحديث عن نيتها تنفيذ عملية عسكرية في محور فيلادلفيا، الذي يقع عليه معبر رفح.
وقد حذّر مسؤولو الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من تداعيات كارثية للهجوم المتوقع على المدنيين الذين يلجأون إلى المدينة كملاذ.
وفي هذه الأوضاع الصعبة، يعاني السكان من نقص في الإمدادات الغذائية كما في جميع أنحاء قطاع غزة. وبينما يتجمع الناس حول المخابز بحثًا عن الخبز، تلجأ بعض العائلات إلى خَبْزِ الطعام في مواقد طينية باستخدام أي دقيق يمكنهم الحصول عليه، ويبذل الآباء والأمهات قصارى جهدهم للعثور على الطعام لإطعام أسرهم في ظل هذه الظروف القاسية.
وفي وسط هذا الواقع الصعب، لا تزال هناك لمسات من الحياة تتجلى في بعض الأماكن، بحسب صور نشرتها وكالة "أسوشيتد برس" قائلة: "الغذاء، كما هو الحال في كل مكان في قطاع غزة، نادر. تتجمع حشود من الناس حول أحد المخابز، على أمل الحصول على عدد قليل من أرغفة الخبز لإطعام أسرهم. ويخبز آخرون طعامهم في مواقد طينية باستخدام أي دقيق يمكنهم الحصول عليه".
وقالت في وصف إحدى الصور: "أحد الأطفال، الذي كان يجلس على كتفي طفل أكبر منه، استمتع باللقمة الأولى من الخبز الرقيق".
الشوارع الخالية من الخيام ملأى بحشود من الفلسطينيين الذين يسارعون لإعالة أسرهم، والحياة تتخذ أشكالًا عديدة: صبي يحصل على قصة شعر. فتاة ترتدي فستانًا زهريًا. امرأة وطفل يتجنبان بركة كبيرة بالقرب من مجموعة من الخيام. وأطفال يدورون الأطفال حول عجلة الملاهي تُشغل يدويًا، و"يستمتعون باللحظات المرحة رغم استمرار الحرب التي دخلت الآن شهرها الخامس".
- الملاهي في رفح
- سوق رفح
- بائعة صغيرة
- إبريق شاي
- سوق
