انتشر في مصر خلال اليومين الأخيرين وسم #دخلاء_الصيادلة_خطر، الذي استخدمه الناشطون في المجالين الطبي والحقوقي، وعبّروا من خلاله عن رفضهم لتوسّع ظاهرة تواجد عاملين في الصيدليات، لم يسبق لهم أن درسوا الصيدلة وحصلوا على شهادة جامعية، ما يشكّل خطرًا حقيقيًا على صحة الناس، خاصة مع تكرّر حالات في الفترة الأخيرة لأناس أصيبوا بوعكات صحية بسبب تناولهم أدوية غير ملائمة لحالتهم، في وقت تتقاعس فيه السلطات المصرية عن القيام بدورها في مكافحة تفشّي هذه الظاهرة، كذلك أنشأت مجموعة من الصيادلة حساب باسم "إكشف دخيل" على تويتر، يهدف إلى كشف وفضح الصيدليات التي تستخدم موظفين من غير خريجي كلية الصيدلة، بهدف توفير بعض الأموال.
تهدف حملة الصيادلة في مصر إلى تنظيم قطاع عملهم ومنع غير المتخصصين من العمل في الصيدليات وبيع الأدوية
وفي أبرز التعليقات المستخدِمة للوسم قالت الناشطة مريم حسن إن وجود أشخاص غير متخصصين في مجال الصيدلة، جعلت المهنة تتحول إلى مجرد عملية بيع وشراء وهو أمر يسيء لها، وأشارت إلى أن كثيرين اليوم يتعرضون لمضاعفات ويُصابون بعاهات بسبب الوصفات الخاطئة، ودعت في تغريدة أخرى أصحاب الشأن إلى النزول إلى الصيدليات ومعاينة الوضع، ورؤية أعداد الأطفال الذين يموتون بسبب أخطاء في وصف الأدوية، بينما قال الناشط أحمد إبراهيم إن مهنة الصيدلة ليست لعبة، والصيدلية ليست حقل تجارب، ومن غير المقبول التهاون في وصف الأدوية للمرضى، ورفض في تغريدة أخرى ادّعاء أن الخبرة قد تكون كافية في مجال الصيدلية، فهي لا تغني عن الشهادة الجامعية.
وبدورها قالت الناشط سارة سرور إن الصيدلة ليست مهنة الذين لا مهنة لهم، وأشارت إلى أنه لا بدّ أن يتمّ تنظيف الصيدليات من الدخلاء في القريب العاجل، فيما طلب الناشط علي حسن من رواد الصيدليات التأكّد من حصول الصيدلي على الشهادة، من خلال طلب "الكارنيه" منه، وقال الناشط إسماعيل إبراهيم إن عملية وصف الدواء هي فقط من اختصاص الصيدلة البشرية أو البيطرية، ممّن تخرّجوا من كلية الصيدلة، أو التصنيع الدوائي، وتوجّهت ياسمين محمد إلى زملائها الصيادلة، ودعتهم إلى رفض ومنع أي أحد من الحلول مكانهم في مهنتهم.
أما الناشطة أماني السيد فنشرت قصة لمريضة أُعطيت الدواء الخطأ، بسبب عدم أهلية العامل في الصيدلية الذي أعطاها الدواء، ودعت المواطنين إلى التأكد من شهادة الصيدلي، حفاظًا على سلامتهم، واعتبرت الناشطة تقى عادل بدورها أن الوقوف في الصيدلية هو مسؤولية كبيرة، وهي ليست مجرد عملية بيع وشراء.
وقال الصيدلي عمر رضوان إن مهنتهم كصيادلة لن تستقيم وتكون لها مكانة عالية، وتتوقف كل أشكال المهازل التي تحصل، إلّا حين يصبح هناك نقيب للصيادلة في مصر يمثّلهم، وأشارت الناشطة مريم مجد إلى أن هناك فارقًا بين معرفة الدواء، وبين فقه تركيبته، فالمعرفة لا تكفي، والفقه به لا يتأتّى إلّا من خلال الدراسة، فيما الخبرة التي تتأسّس على الجهل لا يُعول عليها.
وضمن السياق نفسه، نشرت الناشطة أسماء البهيتي صورة لكميات من الأدوية ضبطت في أحد المحال التجارية، حيث يقوم صاحب المحل ببيعها، مع المواد الغذائية، في إشارة قوية إلى الحال الكارثية التي وصل إليها سوق الدواء في مصر.
اقرأ/ي أيضًا:
انتقادات حقوقية لخطة الاتحاد الأوروبي بخصوص قاعدة بيانات المهاجرين واللاجئين
محاربة تربية الماشية في أوروبا قد تؤدي لتجويع الملايين في الدول النامية