05-مارس-2024
فوائد عشبة لسان الحمل

عشبة لسان الحمل وفوائدها العديدة

تفاجئنا الطبيعة باستمرار بنباتاتها الغنية التي تُخبئ عددًا من الخصائص والمركبات التي تفيد صحة الإنسان. ومن هذه النباتات عشبة لسان الحمل التي يرجع أصلها إلى بعض مناطق آسيا وأوروبا. وتُعد هذه العشبة سريعة الانتشار والنمو في الحدائق المنزلية وبذلك فهي متوفرة بكثرة. وأوراقها بيضاوية الشكل، وهي قابلة للأكل، ذات مذاق خفيف مشابه لمذاق الجوز. كما أن بذور هذه العشبة أيضًا قابلة للأكل لكن بكميات معتدلة. وتُعرف لسان عشبة الحمل بالإنجليزية باسم Plantain، ولكنها تختلف تمامًا عن فاكهة البلانتين أو كما تُعرف بموز الجنة التي تحمل الاسم ذاته بالإنجليزية والتي تُعد أحد أنواع الموز. ومن الجدير بالذكر أن عشبة لسان الحمل كانت تُستخدم منذ القدم في العلاجات التقليدية لفوائدها المتعددة، كالمساعدة على التئام الجروح، والتخفيف من الالتهاب وغيرها.

اقرأ/ي أيضًا:
ما هي فوائد الموز؟

فوائد لسان الحمل

على الرغم من أن عشبة لسان الحمل تُستخدم منذ القدم في التخفيف من بعض المشاكل، إلّا أن استخدامها على نطاق أوسع ما يزال حديث العهد بالنسبة للأبحاث والدراسات التي تُجرى حولها. وقد توفر هذه العشبة عددًا من الفوائد الصحية للجسم، ومن أبرزها ما يأتي:

  1. التقليل من الالتهاب 

تؤدي الالتهابات المزمنة إلى الإصابة بعدد من الأمراض المختلفة. وتُشير الأبحاث إلى أن من فوائد لسان الحمل أنها تساعد على التقليل من الالتهاب. إذ تحتوي هذه العشبة على مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للالتهاب مثل التربينات (Terpenoids)، والتانين (Tannins)، والفلافونويدات (Flavonoids)، بالإضافة إلى الغليكوزيدات (Glycosides). وفي إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران وجد أن مستخلص عشبة لسان الحمل قلل من مختلف علامات الالتهاب التي سببتها إصابة في الكبد. وفي دراسة أخرى تبيّن أن هذا المستخلص قلل من الالتهاب بشكل ملحوظ، كما ساعد على حماية الكبد من التلف بسبب خفضه لمستوى إنزيمات الكبد. لكن جميع النتائج هذه ظهرت في الدراسات المخبرية، لذا هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات هذا التأثير على البشر.

  1. تسريع التئام الجروح 

قد تساعد عشبة لسان الحمل في تسريع التئام الجروح بفعل قدرتها على تقليل الالتهاب، والتخفيف من الألم، وتثبيط نمو البكتيريا. إذ أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن تطبيق مستخلص عشبة لسان الحمل موضعيًا على الجرح ساعد على زيادة معدل التئامه. ولكن النتائج حول هذا التأثير على البشر ما تزال غير واضحة ومؤكدة. إذ تبين في إحدى الدراسات التي أُجريت على 40 شخصًا أن وضع مستخلص عشبة لسان الحمل مع صبار الألوفيرا ساعد على شفاء تقرحات القدم. وفي دراسة أخرى أُجريت على الحيوانات تبيّن أن الألوفيرا مع لسان الحمل أيضًا ساعد على تحسين ترميم الأنسجة في الجلد، كما ساعد في التئام الجروح. ونظرًا إلى أن النتائج ظهرت بعد استخدام الألوفيرا مع عشبة لسان الحمل، ولم تُستخدم وحدها فما تزال هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات حول تأثير العشبة وحدها في التئام الجروح.

شكل عشبة لسان الحمل
عشبة لسان الحمل كانت تُستخدم منذ القدم في العلاجات التقليدية لفوائدها المتعددة،

  1. دعم صحة الجهاز الهضمي

من فوائد لسان الحمل أنها تساعد على التخفيف من بعض المشاكل التي تصيب الجهاز الهضمي. وذلك بفعل المركبات الموجودة فيها. ففي إحدى المراجعات وُجد أن أوراق عشبة لسان الحمل قد تساعد على تحسين حركة الأمعاء والتخفيف من الإسهال، وذلك من خلال إبطاء حركة القناة الهضمية. وفي دراسة أخرى أُجريت على الفئران وجد أن مستخلص عشبة لسان الحمل ساعد على التخفيف من تقرّح المعدة. ومن جهة أخرى من فوائد لسان الحمل أنها تساعد على التخفيف من أعراض داء الأمعاء الالتهابي، مثل الانتفاخ، والغازات، والإسهال، وآلام المعدة. وذلك بفعل خصائصها المضادة للالتهاب. 

  1. تحسين صحة الجهاز التنفسي 

يُعد استخدام عشبة لسان الحمل للتخفيف من مشاكل الجهاز التنفسي واحد من أكثر استخداماتها شيوعًا. إذ تحتوي أوراق هذه العشبة على مادة صمغية سائلة تساعد على تليين وحماية الجهاز التنفسي. إذ إنها تغلف المجرى التنفسي وترطبه، الأمر الذي يساعد على تقليل التهيج المسبب للسعال الجاف. وتُشير بعض الأبحاث إلى أن هذه الخصائص تساعد على التخفيف من التهاب القصبات الحاد. 

  1. تعزيز صحة جهاز المناعة

من فوائد لسان الحمل أنها تحتوي على مركبات تدعم صحة جهاز المناعة، مثل فيتامين سي، وفيتامين أ، بالإضافة إلى التانين، والتي تساعد على التقليل من الالتهاب، والتقليل من البكتيريا المسببة للعدوى. ولكن تُعد هذه الفائدة غير مثبتة بشكل كافٍ وما تزال بحاجة للمزيد من الأبحاث لإثباتها.

تتوفر عشبة لسان الحمل على شكل مكملات غذائية تتوفر في الصيدليات

طرق استخدام عشبة لسان الحمل

 يمكن استخدام لسان الحمل بعدة طرق للحصول على فوائدها. إذ يبدأ حصاد أوراقها في الفترة الممتدة بين فصل الربيع وأوائل فصل الصيف، وذلك قبل أن تنبت أزهارها. ويمكن استخدام هذه الأوراق الطازجة في صنع العصير، بعد خلطها مع الماء وتصفيتها. كما يمكن تناول الأوراق الصغيرة والطرية نيئة أو مطبوخة. إذ يمكن إضافتها إلى الشوربات، واليخنات، والسلطات وغيرها. لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة غسل الأوراق جيدًا، وتجنب استخدام تلك التي تعرضت للمبيدات الحشرية، أو التي توجد في أماكن يكثر فيها تواجد الحيوانات الأليفة. ومن جهة أخرى يمكن تجفيف هذه الأوراق وتحضير الشاي منها الذي عادةً ما يوصف للتخفيف من السعال. ويمكن شرب ما لا يزيد عن  150 مليلترًا من هذا الشاي 3-4 مرات في اليوم.

وتتوفر أيضًا عشبة لسان الحمل على شكل مكملات غذائية تتوفر في الصيدليات. لكن يجب أخذها وفقًا للتعليمات والتوصيات. إذ يُنصح بعدم تناولها بجرعة تزيد عن 3-5 غرامات في اليوم. مع الحرص على استشارة الطبيب المختص قبل تناولها خاصة في حال وجود مشاكل صحية.

يُعد تناول هذه العشبة من قبل الحامل غير آمن، إذ إنها قد تؤثر سلبًا في الرحم، وقد يؤدي إلى زيادة خطر الإجهاض

محاذير استخدام عشبة لسان الحمل 

على الرغم من أن هذه العشبة تُعد آمنة للبعض، وأنها تقدم مجموعة من الفوائد، إلا أنها قد تؤثر سلبًا في بعض الحالات، ويمنع تناولها لبعضهم الآخر. وتوضح النقاط الآتية محاذير استخدام عشبة لسان الحمل.

  • قد يؤدي تناولها إلى خفض ضغط الدم، وزيادة فرص الإصابة بالإسهال.
  • يُعد تناول هذه العشبة من قبل الحامل غير آمن، إذ إنها قد تؤثر سلبًا في الرحم، وقد يؤدي إلى زيادة خطر الإجهاض. أمّا المرضع فتُنصح بتجنب تناول هذه العشبة لعدم وجود أدلة كافية تُثبت مدى أمان استخدامها أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • قد تسبب عشبة لسان الحمل الحساسية للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الشمام. لذا يُنصح تجنبها.
  • قد تسبب مكملات عشبة لسان الحمل الغذائية بعض الأعراض مثل التقيؤ، والغثيان، والانتفاخ. وتناولها بجرعات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالحساسية المفرطة المهددة للحياة.
  • من الممكن أن لا تناسب بذور لسان الحمل البعض، إذ قد تؤدي الألياف الغذائية الموجودة فيها إلى حدوث مشاكل في الهضم، مثل الشعور بالتخمة، والغازات، والانتفاخ. 

 

تُعد عشبة لسان الحمل من الأعشاب غير الشائعة والتي قد يجهلها بعض الناس على الرغم من توفرها. والتي لاحظنا أنها قد تمد الجسم بعدد من الفوائد مثل التخفيف من الالتهاب، وتحسين صحة أنظمة الجسم بما فيها المناعة، والهضم، والتنفس. وكغيرها من الأعشاب فإن استخداماتها تتعدد. مع وجود بعض المحاذير التي لا بُدّ من أخذها بعين الاعتبار قبل الشروع بتناول هذه العشبة.