لقيت حادثة مقتل الشابّ السوري فارس العلي (17 عامًا) تضامنًا واسعًا من قبل أتراك وسوريين، مبدين حزنهم وأسفهم على فقدانه طعنًا على يد شبّان أتراك، أثناء عودته من ملعب كرة القدم في مدينة هاتاي جنوبي تركيا قبل يومين. وبحسب المعلومات المتداولة، فإن السلطات التركية ألقت القبض على أحد المشتبه بهم، وما زالت تلاحق البقية.
صحيفة تركية: "دم هذا الشابّ على يد الخطاب العنصري الذي يؤجّجه سياسيون أتراك"
الشابّ السوري الذي التحق قبل أيام بكلية الطب جامعة باليكسير، نعاه سوريون وعرب وأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات والمنشورات، كما استنكرت هيئة الإغاثة التركية الهجوم على العلي، عبر تغريدة على حسابها في تويتر، وأشارت في تغريدة أخرى إلى أنه يتيم تربّى بدار أيتام تابع لها، و"والده شهيد قتل بنيران قوات النظام السوري قبل سنوات".
فارس محمد العلي؛ أحد أيتامنا السوريين، ترعرع في مجمع الريحانية لرعاية الأيتام حتى أنهى المرحلة الثانوية هذا العام بتفوق، وكسب الدراسة في كلية الطب. قتل على يد مجموعة اعتدت عليه في محافظة هاتاي جنوب تركيا
نستنكر هذا الاعتداء بشدة، وندعو بالرحمة لفقيدنا، ونسأل الله أن يصبر ذويه pic.twitter.com/hLT51RAp5j
— هيئة الإغاثة (@IHHar) September 4, 2022
وأوضحت هيئة الإغاثة التركية أن رئيسها بولنت يلدريم زار عائلة العلي، وقدّم التعازي لها، كما تلقّى اتصالًا من وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يعزيه وعائلة الفقيد بمقتل فارس.
Genel Başkanımız Bülent Yıldırım, Hatay'da uğradığı saldırı sonucu hayatını kaybeden yetim öğrencimiz Faris Muhammed Al-Ali'nin ailesine taziye ziyaretinde bulundu.
İçişleri Bakanımız Sayın @suleymansoylu, Genel Başkanımızla ve aileyle telefonla görüşerek taziyelerini iletti. pic.twitter.com/a4srWBnmlf
— İHH (@ihhinsaniyardim) September 4, 2022
آفة العنصرية
تتزايد حالات الاعتداء والعنف ضد الأجانب وخصوصًا السوريين في تركيا، وصلت بعضها إلى ارتكاب جرائم قتل بحق اللاجئين، وكان فارس العلي ومن قبله شبّان سوريون كثر، وقعوا ضحية هذه الآفة "العنصرية"، التي باتت تزداد يومًا بعد يوم.
كأن شبابنا اصبحوا مجرد أرقاماً في قاموس غدرهم الشاب السوري #فارس_العلي المقبول مؤخراً في كلية الطب يموت طعـ ـناً بسـ...
Posted by خالد الهيبي on Sunday, September 4, 2022
واعتبر سوريون أن دوافع جريمة قتل العلي كانت عنصرية، بسبب ارتفاع خطاب الكراهية الآونة الأخيرة في تركيا، من قبل الأحزاب التركية المعارضة، وعدم اتخاذ الحكومة التركية أي إجراءات حقيقية للحد من نشر الكراهية وردع العنصريين والمجرمين، في حين أشار أحد الصحفيين السوريين بتغريدة له عبر تويتر، إلى أن العنصرية والبيئة الداعمة لها، هي السبب بهجرة آلاف الشبّان السوريين نحو أوروبا ممن يقطعون البر والبحر بظروف خطرة للغاية.
لماذا الشاب السوري الموجود في تركيا يختار المخاطرة بحياته وربما الموت غرقاً او جوعاً او برداً في رحلة وصوله إلى اوربا؟
ببساطة لان لا قانون صريح يلجم العنصرية والعنصريين في هذه البلد !!
الرحمة ل #فارس_العلي والصبر لذويه .. pic.twitter.com/D1HM3rwa3F— Ahmad Alshame ⚪ (@ahmadal_shame) September 4, 2022
من جهتها، كتبت الصحفية السورية كاتيا داغستاني في منشور لها عبر فيسبوك، "سكاكين العنصرية التركية تصطاد الشباب السوري، وزارة الداخلية العار عليك وعلى قيادتك"، وهذا ما أكد عليه سوريون، طالبوا بالعدالة وردع المحرّضين قبل تقديم التعزية.
سكاكين العنصرية التركية تصطاد الشباب السوري😔 وزارة الداخلية العار عليك وعلى قيادتك.
Posted by Katya Aksoy Aldaghestani on Saturday, September 3, 2022
على المستوى التركي، تمنّى الأستاذ الجامعي صادق تانريكولو الشقاء للعنصريين، فكتب "فارس محمد سوري يتيم، فقد والده في الحرب، لجأ إلى تركيا مع عائلته، وكسب مقعدًا بكلية الطب هذا العام، استشهد اليوم نتيجة اعتداء حقير... آهات المظلوم تجعل العرش يرتجف".
Faris Muhammed. Suriyeli. Yetim. Babasını savaşta kaybetmiş. Ailesi ile birlikte Türkiye'ye sığınmış. Bu sene tıp kazanmış. Bugün alçakça bir saldırı sonucu şehit olmuş. Mel'un Irkçılar rahat yüzü görmesin! Mazlumun ahı arşı titretir. pic.twitter.com/eSU28Vnn3J
— Sadık Tanrıkulu (@sadiktanrikulu) September 4, 2022
"لتحرم منازلكم من رؤية الربيع فقد أذبلتم أطفالا كالورود"، هكذا عبّر الإخصائي الاجتماعي جيتين ألدمير، عن غضبه من حادثة مقتل العلي، والذي أشار إلى أنه كان قد قدّم له استشارة سابقة.
Fares, benim danışmanlık hizmeti verdiğim, Suriyeli idi. Babasını savaşta kaybetmiş. Ailesi ile birlikte Türkiye'ye sığınmıştı. Hayalleri vardı. Bu sene tıp kazanmıştı. Bugün alçakça bir saldırı sonucu ölüm haberi geldi. Eviniz bahar görmesin, çiçek gibi çocukları soldurdunuz. pic.twitter.com/EMlVImLd0E
— Çetin Aldemir (@aldemirchetin) September 4, 2022
بدورها، تفاعلت عضو حزب الشعب الجمهوري، جافيدان ديميراغ، عبر حسابها في تويتر مع مقتل العلي، معتبرة أن الهجوم كان نتيجة العنصرية، "محزن جدًا، لا يوجد شيء أسوأ من العنصرية".
Bu yıl Tıp Fakültesini kazanan, babası savaşta ölen Suriyeli Faris Muhammed Ali, Hatay’da ırkçı bir grubun saldırısı sonucu hayatını kaybetti. Çok üzücü. Irkçılık kadar kötü bir şey yoktur
— Cavidan Demirağ (@cavidandemirag) September 4, 2022
وقال المغرد التركي آدم أوزكوسيه، في تغريدة له، "قتل شاب آخر في ربيع حياته، فقد والده في الحرب وأصبح يتيمًا، أي واحد هذا؟ كم عدد اللاجئين الذين سيموتون؟"، في إشارة إلى تكرار حوادث القتل بحق شبّان سوريين في مقتبل أعمارهم.
Savaşta babasını kaybedip yetim kalmış, yaşadığı her türlü acıya rağmen sığındığı Türkiye'de çalışıp tıp fakültesini kazanmış hayatının baharında bir genç daha katledildi. Bu kaçıncı? Daha ne kadar mülteci can verecek? pic.twitter.com/VlJtgIT7qw
— Adem Özköse (@ademozkose) September 4, 2022
"أوميت أوزداغ شريك"
اتهم مغردون زعيم حزب النصر "الظفر" التركي المعارض أوميت أوزداغ بالتسبب بوقوع جرائم قتل بحق السوريين في تركيا، نظرًا لخطاب أوزداغ المعادي للاجئين والمحرّض ضدهم باستمرار، معتبرين أنه شريك بقتل الشابّ السوري فارس العلي.
الصحفي التركي ايمري ارجيش غرّد بدوره مخاطبًا أوزداغ، "أنت شريك في مقتل الشاب السوري فارس العلي ومقتل كل مظلوم، ستحاسب على ذلك في الآخرة".
Ailesini Suriye'deki iç savaşta kaybettiği için Türkiye'ye sığınan, bu yıl Tıp Fakültesini kazanan Faris Muhammed Al-Ali, Hatay'da ırkçı saldırı sonucu yaşamını yitirdi.@umitozdag ,başta Muhammed Al-Ali olmak üzere katline ortak olduğun tüm mazlumların ahirette iki eli yakanda
— E_Ercis_TR (@e_ercis) September 4, 2022
وفي السياق، عدّت الصحفية التركية أوزلام دوغان أن العنصرية ليست فكرة أيديولوجية، بل على العكس، "إنها مرض نفسي"، "محمد العلي تعرّض للطعن حتى الموت على يد أعمال حرضهم أوميت أوزداغ وأمثاله بخطاباتهم العنصرية" تقول دوغان.
“Irkçılık ideolojik bir düşünce değil, aksine psikolojik bir hastalıktır.”
~Malcolm X~
Tıp fakültesini kazanan Suriyeli bir yetim olan 17 yaşındaki Muhammed Al Ali, Ümit Özdağ ve benzerlerinin ırkçı söylemlerle azmettirdiği cani tipler tarafından bıçaklanarak öldürdü. pic.twitter.com/KHJXv2VKMs
— Özlem Doğan (@ozlemdogan_) September 4, 2022
صفحة "عملية الأبابيل" تفاعلت من جانبها مع خبر مقتل الشابّ السوري فارس العلي، وخاطبت أوزداغ، "دم هذا الشابّ في يدك".
Bu yıl Tıp Fakültesini kazanan, babası savaşta ölen Suriyeli Faris Muhammed Al-Ali, Hatay’da ırkçı bir grubun saldırısı sonucu hayatını kaybetti. Bu mazlumun kanı @umitozdag'ın elindedir. pic.twitter.com/1qLOsaDyCg
— Ebabil Harekâtı (@EbabilHarekati) September 4, 2022
كما اتهمت صفحة "تيار اليوم" أوزداغ بالتسبب في مقتل العلي بموجب خطاب العنصرية والكراهية الذي يطلقه حزب النصر، معتبرة أن قبل تشكله لم يكن يُسمع بحادثة قتل عنصرية.
• Ümit Özdağ’ın çetesi can almaya devam ediyor!
▪️Bu yıl tıp fakültesini kazanan, babası savaşta ölen Suriyeli Faris Muhammed Al-Ali, Hatay’da ırkçı bir grubun saldırısı sonucu hayatını kaybetti.
📌Kurulalı bir yıl oldu. Zafer Partisi’nden önce Türkiye’de ırkçı saldırı yoktu! pic.twitter.com/k5sGuXA5xn
— Bugün Güncel (@BugunGuncel) September 4, 2022
بدوره، ردّ زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ على هذه الاتهامات، مبررًا أن القاتل ارتكب جريمته بدافع الانتقام لوالدته التي "ضربها" الشاب السوري فارس العلي، وكانت معلومات تم تداولها أفادت بأن قبل يوم من مقتل العلي، تعثّر الشابّ السوري في طريقه بامرأة تركية ليهجم عليه في اليوم التالي ابنها ومجموعة أخرى، أردوه قتيلًا.
Hatay’da gerçekleşen olayda öldürülen Suriyeli gencin bir Türk kadına vurduğu ve vurduğu kadının 16 yaşındaki oğlunun intikam almak için öldürdüğü bilgisi paylaşıldı.Aşağıdaki iftiralar İle mahkemede hesaplaşacağız.Öldürülen Türk çocukları için ağlamayanların yasına ortak değiliz https://t.co/5RqveRcTbN
— Ümit Özdağ (@umitozdag) September 4, 2022