أطلق الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، دونالد ترامب، تصريحات أثارت جدلًا وغضبًا سياسيًا واسعًا، حين وجه خطابًا للمسيحين أكد لهم فيه بأنهم لن يضطروا إلى التصويت مرة أخرى.
جاء ذلك في ختام كلمته خلال تجمع انتخابي نظمته مجموعة " Turning Point Action" المحافظة في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث قال: "أيها المسيحيون، اخرجوا وصوتوا، هذه المرة فقط، لن تضطروا إلى فعل ذلك بعد الآن.. أربع سنوات أخرى، كما تعلمون، سيتم إصلاح الأمر، وسيكون كل شيء على ما يرام، ولن تضطروا إلى التصويت بعد الآن، أيها المسيحيون الجميلون"، وأضاف: "أنا أحبكم أيها المسيحيون، أنا مسيحي. أحبكم، اخرجوا، عليكم أن تخرجوا وتصوتوا"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
ترامب: "أيها المسيحيون، اخرجوا وصوتوا، هذه المرة فقط، لن تضطروا إلى فعل ذلك بعد الآن.. أربع سنوات أخرى، كما تعلمون، سيتم إصلاح الأمر، وسيكون كل شيء على ما يرام، ولن تضطروا إلى التصويت بعد الآن"
من جهته رفض المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونج، التطرق للموضوع بشكل مباشر حين طلب منه توضيحات حول التصريحات التي أطلقها المرشح الجمهوري.
وقال تشيونج: إن "ترامب كان يتحدث عن توحيد الولايات المتحدة وتحقيق الرخاء لكل أميركي، على عكس البيئة السياسية المنقسمة والتي أدت إلى محاولة اغتياله".
في المقابل، انتقد الديمقراطيون وحملة المرشحة المحتملة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، تصريحات ترامب التي استهدفت الجمهور المسيحي، وأشاروا إلى أن المرشح الرئاسي ألمح ضمنًا إلى أنه "سينهي الانتخابات في الولايات المتحدة إذا فاز بولاية جديدة"، بمعنى لن يضطر أحد إلى التصويت مرة أخرى، أي لن يكون هناك انتخابات مرة أخرى.
وشن المتحدث باسم حملة كامالا هاريس، جيسون سينغر، هجومًا على ترامب وأعتبر تصريحاته بأنها "غريبة ونظرة إلى الوراء".
وأضاف: "ديمقراطيتنا تتعرض للهجوم من دونالد ترامب المجرم .. فبعد انتخابات 2020 التي خسرها أمام الرئيس جو بايدن أرسل الغوغاء لقلب النتائج، وفي هذه الحملة، وعد بالعنف إذا خسر، ونهاية انتخاباتنا إذا فاز، وإنهاء الدستور لتمكينه من أن يكون دكتاتورًا لفرض أجندته الخطيرة".
فيما لفت سياسيون أميركيون إلى تصريحات سابقة لترامب مع قناة "فوكس نيوز"، نهاية العام الماضي، حين ذكر بأنه "لن يكون دكتاتورًا عند عودته إلى منصبه باستثناء اليوم الأول"، في إشارة إلى أنه سيستخدم سلطاته لإغلاق الحدود الجنوبية مع المكسيك وتوسيع حفر النفط.
واستغل الديمقراطيون هذا التصريح للهجوم على الرئيس السابق، محذرين من أن الولايات المتحدة معرضة لخطر الوقوع تحت نظام حكم استبدادي في حال وصول ترامب للحكم.
ولاحقًا تراجع المرشح الجمهوري عن تصريحاته، قائلًا: إنها "كانت مزحة".
هذه التصريحات فُسرت بأنها إشارة إلى الطريقة التي سيدير بها ترامب الولايات المتحدة في حال وصوله إلى البيت الأبيض.
وقال المحامي الدستوري أندرو سيدل: "هذه ليست قومية مسيحية خفية، إنه يتحدث عن إنهاء ديمقراطيتنا وإقامة دولة مسيحية".
من جهتها، أكدت المعلقة القانونية في قناة "NBC"، كاتي فانغ: "بعبارة أخرى، ترامب لن يترك البيت الأبيض أبدًا إذا أُعيد انتخابه".
وبحسب الدستور الأميركي، فإن الرئيس الفائز بفترة ولاية ثانية في البيت الأبيض لن يتمكن من البقاء في منصبه سوى أربع سنوات أخرى، إذ تقتصر فترات حكم رؤساء الولايات المتحدة على فترتين، متتاليتين أو غير متتاليتين.
لكن ترامب أثناء حديثه في تجمع للرابطة الوطنية للبنادق، في أيار/مايو الماضي، مازح الحاضرين بأنه سيخدم لأكثر من فترتين كرئيس، مشيرًا إلى رئاسة الديمقراطي فرانكلين روزفلت، الذي يعد الرئيس الوحيد الذي خدم أكثر من فترتين، ومن بعده تم تحديد فترة إلى فترتين فقط.
وقال ترامب: "كما تعلمون، روزفلت خدم لـ 16عامًا في أربع فترات، لا أعرف هل سنعتبر نحن ثلاث فترات، أو فترتين؟".
وخلال تصريحات سابقة لمح ترامب في كثير من الأحيان إلى الانتقام من معارضيه السياسيين، في حال وصل إلى السلطة مرة أخرى.