حصد فيضان ليبيا حتى صباح يوم الأحد 17 أيلول/سبتمبر ما يزيد عن 11300 ضحية، وغيرهم عشرات الآلاف من المفقودين وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، في ظلّ استمرار عمليات البحث والإنقاذ.
آثار كارثية لفيضانات #درنة.. إعلان حالة الطوارئ الصحية والوفيات تتجاوز 11000 شخص#ليبيا pic.twitter.com/G3AbR0vFOM
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 17, 2023
وقد ضرب ما عُرف بإعصار دانيال يوم الإثنين الماضي، 12 أيلول/سبتمبر، مدينة درنة شرقي ليبيا، متسبّبًا بكارثةٍ إنسانية كبيرة تفاقمت بعد انهيار سدّين في مدينة درنة، وترافق ذلك مع أمطارٍ غزيرة لم تُسجّل منذ أربعة عقود، وهو ما أدّى إلى إغراق لقرىً وبلداتٍ بأكملها شرقي البلاد. ولا يزال الليبيون يحاولون تقدير حجم الخسائر، إذ أكّد مارتن غريفيت، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الحجم النهائي للكارثة لا يزال مجهولًا.
مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: حجم الكارثة في #ليبيا الناتجة عن انهيار سدَّين وجسور على خلفية العاصفة دانيال والأمطار الغزيرة، ما زال مجهولًا 🇱🇾
🔴 اقرأ أكثر: https://t.co/FZvbegWjtt pic.twitter.com/eDw341dfdB
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 15, 2023
وفي سياقٍ متصل، لا يزال عدد الضحايا مرشّحًا إلى الارتفاع إلى 20 ألفًا، وفقًا لتقديرات مدير المركز الطبي في البيضاء عبد الرحيم مازق، في ظلّ تلاشي آمال أعداد المفقودين، ولفظ البحر للمزيد من الجثث.
"الجثث تأتي من البحر".. مخاوف من وصول عدد ضحايا فيضان درنة إلى 20 ألفًا
هنا التفاصيل: https://t.co/W4eJpi9RVQ #إعصار_ليبيا #إعصار_دانيال pic.twitter.com/aFxiuDNsh4
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 14, 2023
من ناحيةٍ أخرى قدّرت منظّمة الهجرة الدولية عدد المشردين بما يقارب 40 ألفًا على الأقل، أيضًا مع توقّعات بزيادة هذه الأرقام.
🔴 IOM Libya reports on the latest humanitarian and displacement situation in areas affected by Storm Daniel. Over 38,640 individuals were displaced in most affected areas of northeastern Libya. Read the latest DTM Flash Update: https://t.co/qA050TmLiw pic.twitter.com/cnMSVusKi5
— IOM Libya (@IOM_Libya) September 15, 2023
إعلان حالة الطوارئ لمدة عام ومخاوف من انتشار الأوبئة
أعلنت حكومة الوحدة الوطنية تحت هذه الظروف عن حالة الطوارئ في البلاد للعام القادم، ويأتي ذلك مع تحذيراتٍ عديدة من انتشار الأمراض المعدية، إذ كشف وزير البيئة في الحكومة الوطنية صباح اليوم، 17 أيلول/سبتمبر، في تصريحاتٍ لوسائل إعلام عن ارتفاع حالات تسمّم الأطفال إلى 150 طفل بفعل المياه الملوُثة.
وفي إطار التدابير المأخوذ بها ضمن حالة الطوارئ، فرضت السلطات الصحية في البلاد ارتداء الكمامات والقفازات مع انتشار رائحة الموت.
رائحة الموت منتشرة بشكل كبير في #درنة، والسلطات الصحية تفرض ارتداء الكمامات والقفازات.. تفاصيل أكثر مع مراسلنا👇#ليبيا pic.twitter.com/5utPpAxUlH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 16, 2023
من ناحيتها قالت حكومة الوحدة الوطنية أن عدد المنازل والمباني المدمّرة بالكامل قد تجاوزت 900 مبنىً ومنزلًا، مجدّدةً النداء للمجتمع الدولي بتقديم العون في ظلّ هذه الكارثة التي "تفوق قدرات الدولة الليبية". وقد أظهرت مقاطع مختلفة مأخوذة بالأقمار الصناعية عن حجم الدمار الرهيب الذي حلّ بمدينة درنة جراء إعصار دانيال.
صورة جوية توثق أحد أحياء مدينة درنة قبل كارثة سيول ليبيا وبعدها#الجزيرة #ليبيا pic.twitter.com/70MXjkEAke
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) September 16, 2023
صور الأقمار الاصطناعية تُظهر تداعيات إعصار دانيال على المدن الليبية👇#بوليغراف #ليبيا pic.twitter.com/8pit6sy6iw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 16, 2023
تحقيقاتٌ وتساؤلاتٌ عديدة
ويفضح إعصار دانيال الإهمال الذي دام لسنين، حيث بدأت التشقّقات في الظهور في سدّي درنة عام 1998، وهو ما أكّدته العديد من الدراسات والتقارير، علمًا أن تاريخ بناء السدّين يعود إلى السبعينات من القرن الماضي.
رُصد عام 1998 أول التشققات في سدَّي درنة اللذين انهارا وتسببا في فيضانات دمرت أجزاء من المدينة الواقعة شرقي ليبيا، كما تعرض السدان للإهمال طيلة العقود الماضية، وفقا لتقارير ودراسات عدة.
اقرأ التفاصيل:https://t.co/0Jat0J4Gw9 pic.twitter.com/eCaRZjt7uh— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) September 16, 2023
كما عرّى الفيضان حالة الهشاشة والفساد في الدولة وفقًا لتحقيقاتٍ مختلفة نشرتها صحفٌ مثل ذي إيكونوميست والغارديان
محرر في صحيفة "الغارديان" قال "الدرس المستفاد من السنوات القليلة الماضية في #ليبيا، أن المسؤولين في الشرق والغرب، لديهم قدرة مذهلة على البقاء"
تفاصيل أكثر: https://t.co/Fu710njtLK pic.twitter.com/KWkeV2USMa— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 14, 2023
كما نشرت النيويورك تايمز تحقيقًا قالت فيه إن كارثة درنة الليبية كانت متوقّعة بعد عقودٍ من الإعمال وتجاهل التحذيرات.
Dire Warnings About Libya Dams Went Unheeded - “The state wasn’t interested,” said an engineer who published a paper on why Derna’s dams, after decades of postponed repairs, might fail under the stress of a powerful storm. via @nytimes:https://t.co/I3Mgbzwqm7
— Olav Mitchell Underdal (@omunderdal) September 16, 2023
من ناحيةٍ أخرى، أجرت صحيفة الفاينشال تايمز تحقيقًا قالت فيه أن ارتفاع درجة المحيطات كانت سببًا في حدوث الإعصار، وقد نقل التقرير عن علماء مناخ أن إعصارًا اسمه "ميديكن" في البحر الأبيض المتوسّط قد تسبّب بعاصفة "دانيال". وأضاف الخبراء أن ظاهرةً مثل هذا الإعصار هي نادرةٌ نسبيًا تحدث ثلاث مراتٍ في السنة بحسب التقديرات، ولكن من شأنها أن تتسبّب بفيضاناتٍ ورياحٍ قوية، وتنجم هذه الإعصارات عن ارتفاع درجات الحرارة في شرقي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسّط بمقدار 2-3 درجة مئوية عن المعتاد، وهو ما يؤدّي إلى عواصف تتزامن مع هطول أمطارٍ غزيرة.
وبطبيعة الحال دفعت كارثة الفيضان الحكومة الليبية إلى فتح تحقيقاتٍ في أسباب الكارثة، إذ أكّد الصديق الصور، المدعي العام الليبي، أن الادعاء العام سيتخذ إجراءاتٍ صارمة ويرفع دعاوي جنائية ويقدّم للمحاكمة كل من ارتكب أي خطأ أو إهمال.
🔵 وقال، في مؤتمر صحافي في #درنة، في وقت متأخر الجمعة: "أطمئن المواطنين أنه من ارتكب أي خطأ أو إهمال فإنّ الادعاء العام سيتخذ إجراءات صارمة ويرفع ضده دعوى جنائية ويقدمه للمحاكمة".
اقرأ أكثر 👇🏻#ليبياhttps://t.co/DcRVOAKnmu— العربي الجديد (@alaraby_ar) September 16, 2023