أدّت السعودية إحدى أجمل مستويات العرب في تاريخ كأس العالم، ومع ذلك خطفت بولندا النقاط الثلاث، وانتصرت بهدفين دون رد.
هي مواجهة استثنائية احتضنها استاد المدينة التعليمية، موعد تاريخي للأخضر السعودي كي يصبح أوّل فريق يصل إلى دور الستّة عشر في كأس العالم 2022، لم يفعلها فريق عربي من قبل، لكنّ من فعلها أمام الأرجنتين، قادر على تكرار الإنجاز أمام منافس اسمه بولندا، من غلب ميسي، بإمكانه التفوّق على ليفاندوفسكي.
بدأ الأخضر المباراة دون مقدّمات، ثقةٌ كبيرة اكتسبها بعد أداءه الهائل أمام الأرجنتين، فيما تراجعت بولندا بشكل مبالغ به، هي تدرك ما فعله الأخضر أمام راقصي التانغو، وتخشى مصيرًا مماثلًا، وأتت أوّل فرص السعوديين حينما تلاعب الدوسري بالدفاعات البولندية، ومرّر كرة للبريك الذي صوّبها وحوّلها الدفاع إلى ركنيّة، ثوان بعد ذلك وينقذ تشيزني مرماه من هدف محقّق، بعدما حوّل تسديدة كنّو القويّة إلى ركنيّة أخرى، حدث كلّ ذلك ولم تمض على بداية المباراة سوى ربع ساعة.
لجأ البولنديون إلى الخشونة بغية عرقلة سيل الهجمات السعودي الجارف، وأسفر ذلك عن تلقّيهم ثلاثة بطاقات صفراء في خمس دقائق فقط، الأولى تحمل رقم 2500 في تاريخ البطاقات الملوّنة بكأس العالم، كما تغاضى الحكم البرازيلي عن بطاقات أخرى مستحقّة لرفاق ليفاندوفسكي، وأتت أولى المحاولات البولندية في الدقيقة 25، حينما صوّب بيليك كرة رأسيّة انتشلها المدافع السعودي من على خطّ المرمى، وسرعان ما استعاد السعوديون هيمنتهم على المباراة.
وبعكس ظروف المواجهة، نجحت بولندا في تسجيل هدف التقدّم بالدقيقة 40، حينما قاد ليفاندوفسكي هجمة سريعة مانحًا الكرة إلى كاش، الذي أرسلها عرضيّة لزيلنسكي، الأخير سجّل هدف الأوّل بعكس مجريات المباراة.
لم يرفع السعوديون راية الاستسلام، أصرّوا على إنهاء الشوط الأوّل وهم غير متخلّفين بالنتيجة، اقتربوا كثيرًا من تحقيق ذلك في الثواني الأخيرة، حينما استحقوا ركلة جزاء، نفّذها سالم الدوسري، وتألّق في إبعادها الحارس تشيزني أفضل لاعبي بولندا بالمباراة، ارتدّت الكرة إلى البريك وصوّبها نحو الشباك، لكنّ تشيزني أبدع مجدّدًا وأنقذ مرماه بأعجوبة، لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم بولندا بهدف.
الضغط السعودي تواصل مع بداية الشوط الثاني، نوايا السعوديين كانت واضحة، تسجيل هدف التعديل مبكّرًا، لكن الحظ العاثر كان حاضرًا وبقوّة، تشيزيني أنقذ مرماه مجدّدًا من هدف محقّق، بعدما استغلّ الدوسري ارتباك الدفاعات البولندية، وصوّب كرة قويّة منعتها قدم الحارس البولندي من دخول الشباك.
المدّ الأخضر تواصل، وكادت السعودية أن تختم أجمل لمحات البطولة جماعيًا، حينما أنهى فراس البريكان هجمة منسّقة مواجهًا للحارس تشيزني، لكنّه صوّب الكرة فوق العارضة، ومع ذلك حاولت بولندا أن تكرر لدغاتها المباغتة كما فعلت في الشوط الأوّل، لكنّ العارضة حرمت ميليك من تسجيل هدف ثان لا يعبّر عن مجريات اللقاء، كذلك تدخّل القائم رافضًا دخول هدف ثان للبولنديين بعدما تصدّى لكرة ليفاندوفسكي.
لدغات البلونديين المباغتة لم تثن السعوديين عن محاولاتهم الهجومية، سالم الدوسري جرّب حظّه بتسديدة من خارج الجزاء، لكنّ تشيزني كان في قمّة تركيزه، كذلك انحرفت كرة المالكي الخطرة عن المرمى البولندي، ورغم ذلك استغلّ ليفاندوفسكي هفوة دفاعيّة من السعوديين، عبد الإله المالكي فشل في السيطرة على الكرة وهو آخر مدافعي الأخضر، اقتنص ليفا الفرصة مسجّلًا الهدف الأوّل في تاريخ مشاركاته بكأس العالم، هدفٌ أتى في الدقيقة 82، وانهمرت به دموع الفرح من مسجّله، وكاد ليفاندوفسكي نفسه أن يعزّزه بآخر في الدقيقة الأخيرة، لولا حضور الدفاع السعودي في الوقت المناسب.