أوفت قمة مباريات المرحلة الـ 31 من الدوري الإسباني بكل وعودها، وحقّق ريال مدريد فوزًا مثيرًا على مضيفه إشبيلية بثلاثة أهداف لهدفين، بعدما كان الفريق الأندلسي أنهى الشوط الأول بهدفين نظيفين.
تقاسم الفريقان السيطرة على شوطي المباراة، فتفوق إشبيلية في الشوط الأول، وسجل هدفين عن طريق لاميلا وراكيتيتش، لكن تبديلات أنشيلوتي في الشوط الثاني نجحت بقلب المباراة، وحقّق الفريق الملكي الريمونتادا، مسجلًا ثلاثة أهداف بواسطة البديلين رودريغو وناتشو، قبل أن يسجل هداف الفريق كريم بنزيما هدف الفوز القاتل في الوقت بدل الضائع.
الهجوم الأقوى في الليغا يواجه الدفاع الأكثر صلابة
بعد انتهائه من المهمة الأوروبية الشاقة، ونجاحه في بلوغ المربع الذهبي لدوري أبطال على حساب تشيلسي الإنجليزي، انتقل ريال مدريد إلى إقليم الأندلس لمواجهة فريق إشبيلية رابع الترتيب، وهو مدرك أن الفوز في قمة ملعب رامون سانشيز سيقرّبه بشكل كبير من حسم الدوري الإسباني لصالحه، وتعزيز فرصه في تحقيق ثنائية الدوري ودوري الأبطال كما كان الحال في موسم 2016 – 2017.
في المقابل، ودّع إشبيلية كلًا من دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، وتسبّبت النقاط السهلة الكثيرة التي أهدرها في مرحلة الإياب في تبديد فرصه في المنافسة على اللقب، ولم يعد يتبقى أمامه من أهداف، سوى احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. الفوز المتأخر الذي حقّقه أتلتيكو مدريد ضد اسبانيول، وصحوة ريال بيتيس وبرشلونة في الجولات الأخيرة، حتّمت على إشبيليه تحقيق نتيجة إيجابية لتعزيز فرصه في تحقيق هذا الهدف.
دخل الفريقان المباراة على وقع لوحة فنية رائعة رسمتها جماهير إشبيلية في المدرجات، لإعطاء لاعبي الفريق شحنة معنوية كبيرة. ريال مدريد صاحب الهجوم الأقوى في الليغا، لم يخسر في آخر ست مواجهات مع الفريق الأندلسي في الدوري، في المقابل لم يتلقَ إشبيلية أية خسارة على أرضه في الليغا هذا الموسم، المسابقة التي يمتلك أقوى خط دفاع فيها حتى الآن.
تفوق واضح لإشبيلية في الشوط الأول ينجم عنه هدفين
دخل أنشيلوتي المباراة بالرسم التكتيكي 4-4-2، وهو الرسم نفسه الذي استخدمه في مباراتيه ضد تشيلسي، واضطر لإشراك كارفاخال في مركز الظهير الأيسر بعد غياب ميندي ومارسيلو بداعي الإصابة، فيما حلّ كامافينغا بدلًا من كاسيميرو الغائب بسبب تراكم البطاقات، على الضفة الأخرى، استخدم لوبيتيجي الذي يواجه فريقه السابق الرسم نفسه، مع تواجد الثنائي كورونا ومارسيال في خط المقدمة.
بدا واضحًا من الدقائق الأولى من الشوط الأول تفوق إشبيلية ونيته تحقيق الفوز، وبعد عدد من الفرص، نجح إيفان راكيتيتش بافتتاح التسجيل في الدقيقة 21 بواسطة ركلة ثابتة من مشارف منطقة الجزاء، سدّدها بروعة وإتقان على يمين كورتوا الذي اكتفى بمشاهدتها.
قبل أن يستوعب الضيوف صدمة الهدف الأول، باغتهم لاميلا بهدف ثان في الدقيقة 25، مستفيدًا من سلسلة أخطاء الفريق الملكي، الذي انتظر الدقيقة 35 ليصنع فرصته المحققة الأولى في الشوط الأول، بواسطة هدّاف الفريق كريم بنزيما الذي سدّد كرة على الطائر من خارج منطقة الجزاء تصدى لها ياسين. حاول بعدها الميرينغي تسجيل هدف تقليص الفارق على الأقل، لكن جهوزية وصلابة لاعبي إشبيلية حالت دون ذلك، ليعلن الحكم عن نهاية الشوط الأول بتقدم الفريق الاندلسي بهدفين نظيفين.
ريال مدريد يتسيد الشوط الثاني وينتزع نقاط المباراة
في الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني، أهدر بنزيما فرصة محققة لتقليص النتيجة، عندما انفرد وسدّد كرة على الزاوية اليسرى تصدّى لها ياسين بونو ببراعة، قبل أن ينجح البديل رودريغو في تقليص الفارق مستفيدًا من عرضية مواطنه فينيسيوس، فحوّلها داخل المرمى لتصبح النتيجة 2-1 لإشبيلية في الدقيقة 50.
تواصل المدّ الهجومي المدريدي، وسدّد ميليتاو كرة من خارج منطقة الجزاء، أبعدها ياسين بونو ببراعة إلى ركلة ركنية، هدأت بعدها وتيرة المباراة، ونجح إشبيلية في امتصاص فورة الضيوف، وسنحت له فرصة قتل المباراة في الدقيقة 72، لكن رأسية رافا مير غير المتقنة علت عارضة كورتوا، عاقبهم بعدها مباشرة وسجّل فينيسيوس هدف التعادل، ألغاه الحكم بسبب لمسة يدّ على فينيسيوس على إثر مشاهدتها عدة مرات عبر تقنية الفار، وسط اعتراضات لاعبي ريال مدريد على الحالة.
اشتعلت المباراة في ربع الساعة الأخير، وكثرت الاعتراضات على قرارات الحكم، وسجل البديل ناتشو هدف التعادل من اللمسة الأولى، مستفيدًا من عرضية أرضية لكارفاخال، بالرغم من مطالبة لاعبي إشبيلية بخطًا ضد كارفاخال في بداية الهجمة، منح الحكم سبع دقائق من الوقت البدل عن ضائع، وفي الدقيقة الثالثة منها، نجح بنزيما في قلب النتيجة وسجل هدفًا، ليحقق الفريق الملكي ريمونتادا رائعة ويظفر بنقاط المباراة.
