ألترا صوت - فريق التحرير
انطلق مئات المهاجرين من هندوراس إلى حدود غواتيمالا يوم الثلاثاء 30 آذار/مارس سعيًا للوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية هربًا من تأثير تفشي فيروس كورونا والكوارث الطبيعية والفقر في بلادهم. وتعد مجموعة المهاجرين هذه ثاني قافلة كبيرة تنطلق من هندوراس هذا العام، في أعقاب الفيضانات الكارثية والأعاصير التي ضربت البلاد. وبحسب ما روى شهود عيان لوكالة رويترز، بدأت قافلة المهاجرين في هندوراس، ومعظمها من الشباب الذين يحملون حقائب ظهر ونساء يحملن أطفالهن، بالسير في الصباح الباكر من محطة للحافلات في مدينة سان بيدرو سولا الشمالية إلى بلدة كورينتو على الحدود مع غواتيمالا، وذلك بعد المعاناة التي عصفت بالاقتصاد الهندوراسي والذي كان يعاني أساسًا من أزمات حادة قبل جائحة كوفيد-19.
تشكل حالة عدم الاستقرار الاقتصادي، إضافة للفساد الحكومي ومعدلات الجريمة والعنف، إلى جانب تغير المناخ، أبرز العوامل الدافعة للهجرة من دول أمريكا الوسطى
وبالنسبة لجملة العوامل التي تقف وراء مثل هذه الموجات من الهجرة الجماعية، يذكر عدم الاستقرار الاقتصادي والفساد الحكومي والجريمة والعنف وتغير المناخ في غالبية دول أمريكا الوسطى، ومنها هندوراس، ما يدفع إلى تصاعد معدلات الهجرة بشكل متزايد، خاصةً من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس، حيث يعيش معظم سكان هذه الدول تحت خط الفقر، ويعمل معظمهم في القطاع غير الرسمي، ما يحرمهم من امتيازات الرعاية الاجتماعية والتأمين، وفقًا لتقرير نشرته منظمة مجلس العلاقات الخارجية.
اقرأ/ي أيضًا: رغم وضعهم المالي.. اللبنانيون يشترون اللقاحات بعد طول انتظار لبرنامج الحكومة
فيما تستمر دول أمريكا الوسطى في تمثيل الجزء الأكبر من الزيادة الحادة في عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر المكسيك في الأسابيع الأخيرة. مما شكل ضغوطًا على الإدارة الأمريكية للتعامل مع القضية، خاصة أمام الأعداد الكبيرة من المهاجرين الأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذين عبروا الحدود الأمريكية المكسيكية.
وبشأن تجربة الهجرة الجماعية قال المهاجر كارلوس فلوريس لأحد المحطات التلفزيونية، ونقلت رويترز تصريحه، "عليك أن تخاطر لكي تتمتع بحياة أفضل في الولايات المتحدة الأمريكية"، وأضاف فلوريس "في هندوراس لن نفعل أي شيء. هنا بالكاد يمكنك أن تأكل بما تكسبه، في حال كان بإمكانك العثور على عمل". وتعتبر دول أمريكا الوسطى من بين الدول الأكثر خطورة في العالم، وذلك بسبب ارتفاع معدلات العنف وتجنيد العصابات للأطفال القصر وتجارة المخدرات. وبحسب أرقام أوردها تقرير مجلس العلاقات الخارجية فإن معدل جرائم القتل في هندوراس يشكل 38 حالة قتل لكل مئة ألف مواطن، وفي المكسيك 27 لكل مئة ألف، وفي بيليز 24 حالة قتل لكل مئة ألف، وفي السلفادور 20 حالة قتل لكل مئة ألف، وفي غواتيمالا 15 حالة قتل لكل مئة ألف.
يضاف إلى العوامل الأساسية الطاردة في بلدان أمريكا الوسطى، التغيرات المناخية وما نتج عنها من انعدام الأمن الغذائي. ففي خريف 2020 ضربت عدة أعاصير أمريكا الوسطى ودمرت أغلب المحاصيل، وقتلت مئات الآلاف من الماشية، وتسببت بدمار في الإنتاج الزراعي على نطاق واسع. كل ذلك دفع بالعديد من الأشخاص والعائلات في هذه الدول، والذين لديهم روابط عائلية بالولايات المتحدة، للهجرة على أمل تحسين حياتهم.
هذا وقد أجرت وكالة رويترز مقابلات يوم 31 آذار/مارس مع أكثر من 20 من المهاجرين و10 مهربين، وكذلك فحصت رويترز مئات المنشورات عبر فيسبوك، وكشفت مراجعة رويترز للسرديات المتداولة بأن العديد من المعلومات المضللة يتم ترويجها بخصوص إمكانية الدخول عبر الحدود الأمريكية، ومثل هذه السرديات المغلوطة، إضافة إلى الظروف المعيشية، تجعل أرقام المهاجرين ترتفع بشكل تصاعدي.
اقرأ/ي أيضًا:
الأمم المتحدة تدعو إلى العمل على مستقبل أكثر عدلًا واستدامة في المدن
اللبنانيون يسألون عن دولتهم أمام سطو النظام السوري وإسرائيل على الغاز البحري