17-سبتمبر-2024
باكو

منظر عام للعاصمة الأذربيجانية باكو (رويترز)

أفادت أذربيجان التي تستضيف مؤتمر كوب-29 لتغيّر المناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بأن القمة ستسعى لتعهدات طوعية مرتبطة بكل شيء من السياحة إلى السلام في العالم، في وقت تعرقل الخلافات المرتبطة بالأمور المالية جدول الأعمال الرئيسي للقمة، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

ومن المقرر أن تتفق الدول خلال المؤتمر المقرر في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل على المبالغ التي يتعيّن جمعها للبلدان النامية للتعامل مع تغير المناخ، لكن الخلافات خيمت حتى الآن على المفاوضات الرسمية.

وقبل أسبوعين على المؤتمر، كشفت أذربيجان التي بقيت متفائلة رغم الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات عن أكثر من عشر مبادرات على الهامش تأمل بأن تكون "مكملة" للمفاوضات الصعبة.

كشفت أذربيجان التي بقيت متفائلة رغم الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات عن أكثر من عشر مبادرات على الهامش تأمل بأن تكون "مكملة" للمفاوضات الصعبة

وتشمل هذه المبادرات الطلب من البلدان وقف إطلاق النار خلال فترة انعقاد القمة، والالتزام بخفض الميثان من النفايات الحيوية والانبعاثات من قطاع السياحة،  بالإضافة إلى التعهّد بتعزيز مخزونات الطاقة العالمية، إلى جانب أمور أخرى.

وكتب رئيس كوب-29، مختار بابايف، لنحو 200 دولة مشاركة في القمة، بأن "رئاسات كوب المتعاقبة استكملت برامجها المسموح بها مع أجندات تحرك غير متفاوض عليها.. لتحقيق نتائج طموحة".

ويعد البرنامج الأهم إنشاء صندوق اقترحته أذربيجان يهدف لجمع الأموال للبلدان النامية عبر تبرعات من الدول والشركات المنتجة للوقود الأحفوري، ويتوقع بأن تقوم أذربيجان الواقعة بين إيران وروسيا، والتي تعتمد بشدة على الوقود الأحفوري بأول مساهمة في "صندوق التحرك لتمويل المناخ".

إجراءات قاسية

وفي السياق، حضّت مجموعات حقوقية دولية الأمم المتحدة ومجلس أوروبا على "استغلال زخم كوب-29" من أجل "وضع حد لاضطهاد الأصوات المعارضة" في أذربيجان.

لكن بدلًا من تخفيف حدة القمع، يشير العضو في مجموعة "إيكوفرونت" البيئية، ومقرها باكو، كنان خليل زاده، إلى أن الفترة التي سبقت كوب-29 شهدت ضغوطًا حكومية متزايدة على الناشطين، لافتًا إلى أنه اعتُقل لمدة وجيزة العام الماضي أثناء تظاهرة ضد التلوث في قرية سويودلو النائية في منطقة غداباي.

وفي العام 2023، أطلقت الشرطة الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع على قرويين خرجوا للاحتجاج على إقامة بركة لتصريف النفايات السامة من منجم قريب للذهب.

وبحسب الوكالة الفرنسية، أوضح السكان أن البركة ستلحق أضرارًا بيئية خطرة بمراعيهم، ولفتت إلى أنه تم توقيف عدد من السكان بعد الحملة الأمنية العنيفة للشرطة، وبقيت سويودلو مغلقة على مدى أسابيع.

وخلص تحقيق أجراه "مشروع التبليغ عن الجريمة المنظمة والفساد"، وهي شبكة عالمية من الصحافيين الاستقصائيين، إلى أن المنجم الذي تشغله رسميا شركة "Anglo Asian Mining Plc" البريطانية، مملوك في الواقع لابنتي الرئيس الأرذربيجاني، إلهام علييف.

منحازة وغير مقبولة

ووفقًا للوكالة الفرنسية، يقابل أي مؤشر على المعارضة في أذربيجان عادة برد صارم من حكومة علييف التي واجهت انتقادات قوية من الغرب لاضطهادها المعارضين السياسيين وتضييقها على الإعلام المستقل.

ويحكم علييف (62 عامًا) البلاد بيد من حديد منذ العام 2003، بعد وفاة والده الذي قاد أذربيجان في الحقبة السوفياتية والجنرال السابق في جهاز الاستخبارات السوفيتية، حيدر علييف.

وكان "اتحاد حرية السجناء السياسيين في أذربيجان"، قد نشر قائمة تضم أسماء 288 سجينًا سياسيًا، بينهم سياسيون من المعارضة وناشطون حقوقيون وصحافيون.

ومن بين هؤلاء عدد من الصحافيين من "أبزاس ميديا" و"توبلوم تي في"، وهما وسيلتان إعلاميتان مناهضتان لعلييف، إضافة إلى المحامي البارز المناهض للفساد، غوباد إبادأوغلو، الذي ما زال مسجونًا رغم تدهور وضعه الصحي.

وفي أيار/مايو، أفادت "هيومن رايتس ووتش"، بأن الحملة الأمنية في أذربيجان "تثير مخاوف جدية" حيال الكيفية التي سيكون بإمكان الناشطين من خلالها "المشاركة بشكل فاعل والدفع من أجل تحرّك طموح خلال كوب-29".

ورفضت الخارجية الأذربيجانية الاتهامات على اعتبارها "منحازة وغير مقبولة"، وقالت إن "الربط بين رئاسة أذربيجان لكوب-29 والدوافع السياسية غير المناسبة يتناقض مع جوهر فكرة التعاون للتعامل مع تغيّر المناخ التي تبنتها أذربيجان".

لكن خديجة إسماعيلوفا، وهي صحفية استقصائية أمضت شهورًا في السجن بعدما كشفت عن الفساد الرسمي، قالت إن "على البلدان التي تشارك في كوب-29 أن تكون مدركة بأن المجتمع المدني مسحوق ومضطهد في أذربيجان".

وكان المؤسس المشارك لمنظمة المجتمع المدني "مبادرة مناخ العدالة"، بشير سليمانلي، قد قال للوكالة الفرنسية، إن المنظمة "أُجبرت على الإغلاق تحت ضغط الحكومة حتى قبل أن تبدأ التوعية حيال القضايا البيئية"، مضيفًا "لن يكون بإمكاننا تنظيم احتجاجات خلال كوب-29".