شكّلت النسخة الخامسة لكأس العالم التي أقيمت في سويسرا عام 1954 منعطفاً هاماً بتاريخ قوى عظمى في كرة القدم كالمجر وألمانيا الغربية، وحظيت البطولة بالعديد من الغرائب والأرقام القياسية، إضافة إلى لمحات وتفاصيل لا تخلو من الطرافة، ولا تبتعد عن المأساة، هنا جولة عبر أبرزها:
1- واصلت الأرجنتين رفضها المشاركة في كأس العالم منذ النسخة الأولى التي حازت بها على المركز الثاني، فيما انسحبت بولندا والاتحاد السوفييتي وتايوان والبيرو من خوض غمار التصفيات.
2- كان ممثل العرب الوحيد في التصفيات منتخب مصر والذي فشل بالتأهل أمام إيطاليا لخسارته بالقاهرة 2-1 وبميلان 5-1.
3- انتهت المباراة الفاصلة بين تركيا وإسبانيا بالتعادل، فاضطرت اللجنة المنظمة لإجراء قرعة تحدد المتأهل للمونديال، عندها رمى طفل إيطالي ضرير بقطعة نقدية أهّلت الأتراك على حساب الإسبان.
4- شاركت كوريا الجنوبية لأول مرة في المونديال، وكان لاعبوها ينحنون أمام لاعبي المجر مع كلّ هدف يسجّلوه، وادّعى حكم اللقاء الفرنسي في تلك المباراة أنّه يصعب عليه التفريق بين اللاعبين لتشابه أشكالهم.
5- شاركت البرازيل لأول مرة بالقميص الأصفر، لأن اللون الأبيض جلب الشؤم لها في واقعة الماراكانازو.
لم يسبق في تاريخ كرة القدم أن كان فريقٌ مرشّحاً للقب كأس العالم كما كانت المجر.
اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم 1954.. أوروبا تشتعل من جديد
6- كان نظام البطولة شديد الغرابة، فقُسّمت الفرق الـ16 إلى 4 مجموعات تضم كل منها 4 فرق، ويتأهل فريقين من كل مجموعة، وكان في كل مجموعة فريقين مصنّفين وآخرين غير مصنّفين، بحيث لا تلعب الفرق المصنّفة فيما بينها ويلعب كل فريق مباراتين فقط، وإن انتهت المباراة بالتعادل فسيتم تمديد المباراة لأشواط إضافية، ولو استمر التعادل فسيتم اعتماد النتيجة، أما في حال تساوى فريقان بالنقاط فسيتم لعب مباراة فاصلة لتحديد هوية المتأهل لدور الثمانية.
7- كانت المجر هي أكثر فريق مرشّح لحصد اللقب، فلم يسبق في تاريخ كرة القدم أن كان فريقٌ مرشّحاً للقب كما كانت المجر.
8- شهدت النسخة الخامسة تغطية تلفزيونية لأول مرة في تاريخ البطولة، وذلك على التلفزة السويسرية، بحيث يأخذ كل فريق شريط مبارياته الخاص به قبل عودته إلى بلاده.
9- عاقب مدرب ألمانيا سيب هيربرغر مهاجمه بطرده من الفريق إثر سماعه وهو يغنّي أثناء الاستحمام عقب الخسارة المدوّية أمام المجر 8-3، وهي خسارة أغضبت الجماهير الألمانية عندما طالبت حكم اللقاء بإنهاء المباراة ووقف المهزلة التاريخية، قبل أن تطالب الصحافة بإقالة المدرّب.
10- سحقت الأوروغواي اسكتلندا 7-0 وهي أقسى نتيجة يتعرض لها فريق بريطاني في البطولة حتى الآن.
11- أذاقت النمسا تشيكوسلوفاكيا أمرّ خسارة بتاريخها في كأس العالم عندما قهرتها 5-0، في لقاء شهد أسرع هاتريك بتاريخ المونديال عندما سجل النمساوي بروبست 3 أهداف في غضون 20 دقيقة فقط.
12- المرة الوحيدة في التاريخ التي تشهد بها مجموعة مونديالية أهدافاً من منتخبين وصيام الفريقين الآخرين عن التهديف، وكان ذلك في المجموعة الثالثة التي تأهل منها الأوروغواي والنمسا على حساب إسكتلندا وتشيكوسلوفاكيا.
13- تعادلت إنجلترا أمام بلجيكا 4-4 رغم التمديد بعد نهاية الوقت الأصلي 3-3، وهو التعادل الأعلى بتاريخ المونديال.
14- فازت النمسا على سويسرا 7-5، وهي أكبر نتيجة تسجّل في تاريخ المونديال من حيث عدد الأهداف "12" هدفاً.
15- شهد لقاء النمسا وسويسرا أرقاماً قياسيّة لا يزال بعضها صامداً حتى اللحظة، حيث تقدّمت سويسرا بثلاثة أهداف وقلبت النمسا تأخرها بعد ذلك لتنتهي المواجهة 7-5 لصالح النمسا، وهي أول مباراة في تاريخ المونديال يتقدّم فيها فريق ما بثلاثة اهداف ويخرج خاسراً، وهي المباراة الوحيدة التي يسجّل فيها كل فريق هاتريك، إذ استطاع النمساوي فاغنر أن يسجّل 3 أهداف حاله كحال السويسري هوغي.
16- استطاعت الأوروغواي أن تكون اول فريق يسجل 4 اهداف بالوقت الأصلي في مرمى انجلترا، وذلك في المباراة التي جمعتهما بدور الثمانية والتي انتهت 4-2، قبل أن تفعل ألمانيا ذلك في مونديال جنوب أفريقيا وتهزم إنجلترا 4-1.
كان قائد ألمانيا الغربية فريتز فالتر أسيراً في معسكرات الاعتقال قبل أن تنقذه موهبته الكروية من الموت الحتمي ويقود بلاده لحمل كأس العالم
17- تعارك عناصر الفريقين المجري والبرازيلي من لاعبين وإداريين ومدربين، واتسعت حلبة الملاكمة لتشمل مضمار الميدان وبعدها غرف الملابس ومن ثم خارج الملعب، وهنا لقّبت الصحافة هذه المباراة التي جمعتهما بدور الثمانية بمعركة بيرن.
18- تعرّضت الأوروغواي للخسارة الأولى بتاريخ مشاركاتها في المونديال على يد المجر في دور نصف النهائي 4-2 بعد التمديد.
اقرأ/ي أيضًا: قصة كأس العالم 1954.. معركة بيرن
19- أعدّ المجريون العدّة للاحتفال باللقب الحتمي في نظرهم، حيث حضّر الوفد المجري بسويسرا حفل استقبال للاعبين والمسؤولين الكبار والصحافيين كي يتم في اليوم التالي بعد المباراة النهائيّة، بينما تم إصدار طوابع بريدية خاصة بفوز المجريين بكأس العالم، وبدأ المسؤولون المجريون بالتحضير لتدشين تمثال ضخم للاعبي المنتخب.
20- كان قائد فريق ألمانيا الغربية فريتز فالتر أحد مئات آلاف الشبّان الألمان الذين قبعوا في السجون ومعسكرات الاعتقال بأوروبا عقب سقوط ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، ولكن القدر وكرة القدم أنقذا هذا الشاب، فكان على وشك أن يفارق الحياة في إحدى معسكرات الاعتقال بصربيا، قبل أن يخوض مباراة كرة قدم مع فريق من الجنود السوفييت، فأنقذت هذه اللعبة حياته عندما اكتشف السجّانون موهبته الخارقة.
21- اتصل مدرّب ألمانيا سيب هيربيرغر بصديقه أدولف داسلر واشتكى له من هطول الأمطار الذي يؤثر سلباً على أداء لاعبيه في البطولة ويساهم بانزلاقهم، فابتكر أدولف أحذية مناسبة لذلك، حيث ثقب الأحذية ووضع داخل كل منها مسامير ومثبّتات وقاعدة جديدة وأرسل الأحذية بعد تجربتها إلى معسكر الفريق الألماني بسويسرا، وساهمت هذه الأحذية بدرجة كبيرة في فوز ألمانيا الغربية بالبطولة.
22- خسرت كافّة المنتخبات المشاركة بهذه البطولة في إحدى مبارياتها على الأقل.
23- شهدت البطولة تسجيل 140 هدفًا من 26 مباراة بمعدّل أهداف بلغ 5.4 في المباراة الواحدة، وهو رقم قياسي يصعب تحطيمه.
24- سجّلت المجر لوحدها 27 هدفًا من 5 مباريات فقط.
25- أحرز المهاجم المجري ساندرو كوشيش لقب هدّاف البطولة بتسجيله 11 هدفًا، وهو يملك 75 هدفاً دوليّاً من 68 مباراة، ويعدّ ذلك من أعلى معدّلات التهديف في التاريخ، يُشاع أنّه أصيب بمرض أبعد عنه حبيبته قبل أن ينتحر بسبب ذلك .
اقرأ/ي أيضًا: