ألترا صوت - فريق التحرير
تفاعل الناشطون الكويتيون بشكل واسع مع الحلقة الأخيرة من برنامج "مع حمد قصص"، والتي تمّ تسليط الضوء من خلالها على قضية "البدون" زايد العصمي الذي انتحر قبل عام ونصف. وقد استضاف البرنامج نجل زايد العصمي الذي تحدّث عن المعاناة الكبيرة التي عاشها والده بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ما دفعه إلى وضع حدّ لحياته، لينضم إلى قافلة طويلة من "المواطنين" البدون في الكويت الذين أنهوا حياتهم عن طريق الانتحار.
يستمر النقاش حول قضية البدون في الكويت بالظهور من فترة إلى أخرى، خاصة عند وقوع حالات انتحار بينهم، أو قضايا تشغل الرأي العام تتعلق بتفاصيل حياتهم
والبدون هم مجموعة سكانية أصلهم من البادية، لم يحصلوا على الجنسية الكويتية عند استقلال الإمارة في العام 1961، يبلغ عددهم حوالي 100 ألف إنسان بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، يعيشون في الكويت لكنهم لا يحملون جنسيتها أو أية جنسية أخرى، ومن هنا أتت تسميتهم بالـ "البدون"، أي بدون جنسية، فيما تطلق عليهم الجهات الرسمية الكويتية تسمية "غير محدّدي الجنسية".
وبالرغم من أنهم يخدمون في سلكي الشرطة والجيش، ويدفعون الضرائب، إلّا أنهم لا يحصلون على حقوقهم كاملة كمواطنين، ويتعرّضون بالتالي للظلم والإجحاف، ما يدفع بالكثير من المنظمات الحقوقية إلى المطالبة بإنصافهم. مع الإشارة إلى أنهم، أي البدون، يتلقون وعودًا كثيرة بتسوية أوضاعهم.
لتأتي حلقة "مع حمد قصص" وتعيد قضية البدون مرّة أخرى إلى واجهة التداول، خاصة بعد جلسة مجلس الأمة الكويتي الأخيرة التي لم تأتِ بأي جديد بالنسبة للقضية. وقد استخدم الناشطون والمغردون وسم "البدون" لتسليط الضوء من جديد على القضية، وللمطالبة برفع ما يعتبرونه ظلمًا لجماعة بشرية كبيرة محرومة من أبسط حقوقها الإنسانية بسبب عدم حيازة أفرادها لأية جنسية.
من جانبه قال الدكتور عبد الحكيم الفضلي إن التيارات السياسية الكويتية على تنوعها، لم تطرح قضية البدون بشكل مهني وجدّي، ورأى أنه لم يعد من المقبول التعاطي مع القضية على قاعدة "إبراء الذمة" فقط. ورأى الفضلي، وهو طبيب أسنان، في تغريدة أخرى، إنه يجب رفض أية محاولة لتسطيح قضية البدون، فالمطلوب فقط هو منحهم المواطنة، وليس تقديم حلول ترقيعية لهم.
فيما نشر خالد العنزي خبر منح كندا الإقامة لـ90 ألف أجنبي بسبب مساهمتهم في مكافحة فيروس كورونا، متوقّفًا عند مفارقة أن البدون عملوا كأطّباء وممرضين في الصفوف الأمامية خلال الجائحة ولم يتم منحهم جنسيات، بل كانوا يحصلون على رواتب أقل من غيرهم.
وطالبت الناشطة دانا بحلّ مشكلة البدون التي رأت أنها أصبحت مهزلة مثيرة للسخرية، حيث أن كل القضايا تُحل بغمضة عين، في المقابل هناك أُناس مظلومون منذ 60 سنة، ولا يتم الالتفات إليهم.
أحد الحسابات الذي يغرّد تحت اسم "كبير القوم" قال أنهم كـ"بدون" يتشاركون مع إخوانهم في الوطن من المواطنين الكويتيين في المصائب والمحن فقط، في المقابل فإنهم لا يحصلون على حقوقهم، وطالب بالتحرّك الجماعي للحدّ من المظلومية التي يعيشونها.
بينما قال حساب "بلا وطن" إن مسلسل ظلم البدون مستمر في شهر رمضان الحالي، وهو مستمر دائمًا طالما أن البدون يتنفّسون بسحب تعبيره. وقال صالح العنزي أن حضور قضية البدون في جلسات مجلس الأمة، هو استحضار للصراع بين الحق والباطل، فقضية البدون هي أداة فرز أخلاقية بمعايير فرز واضحة. كما أشار لافي القحطاني إلى وجود مستفيدين من قضية البدون العالقة، لذلك هم يعملون على عرقلة حلها، وطالب رئيس الوزراء بحسم هذا الموضوع وتطبيق القانون، وإلّا فإنّه يتحمّل مسؤولية الغبن اللاحق بهم كـ"بدون".
اقرأ/ي أيضًا:
انتحار الطفل علي الشمري يفتح ملف البدون في الكويت من جديد
البدون جنسية في لبنان.. عشرات الآلاف تمنعهم الطائفية من المواطنة