يشهد البحر الأبيض المتوسط الكارثة الأكبر منذ سنوات، بعد غرق قارب يحمل أكثر من 600 مهاجر، قبالة سواحل اليونان، يوم الأربعاء، حيث تم تأكيد وفاة 78 مهاجرًا، فيما تعتقد الشرطة اليونانية أن ما يصل إلى 500 مهاجر في عداد المفقودين، مع حديث شهود عيان عن وجود حوالي 100 طفل على متن المركب الغارق.
قالت ممثلة مفوضية اللاجئين في اليونان ماريا كلارا: إن "تحطم السفينة قبالة بيلوس يمثل واحدة من أكبر المآسي البحرية في البحر المتوسط في الذاكرة الحديثة"
وتشير التقديرات اليونانية إلى احتمالية ارتفاع أعداد ضحايا المركب إلى المئات في مأساة هي الأكبر هذا العام.
واعتقلت السلطات اليونانية تسعة مشتبه بهم من مهربي البشر، يُعتقد أنهم قادوا القارب الذي غرق يوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم خفر السواحل اليوناني نيكوس أليكسيو، لـ "الغارديان": "إنهم رهن الاحتجاز وسوف يمثلون أمام قاضٍ محلي". ومن المرجح أن يوجه المدعي العام عدة تهم ضد المجموعة بما في ذلك القتل الجماعي، فيما أشارت تقارير محلية يونانية إلى أن قبطان السفينة لم يكن من بينهم وتوفي عند غرق المركب.
من جانبه، قال القائد السابق لخفر السواحل اليوناني إن فرص العثور على المزيد من الناجين "ضئيلة"، لقد رأينا قوارب صيد قديمة كهذه من قبل، ليست صالحة للإبحار على الإطلاق. ببساطة، هي توابيت عائمة". وأشارت مصادر عدة إلى أن منطقة غرق القارب هي من المناطق الأعمق في المتوسط.
وقالت ممثلة مفوضية اللاجئين في اليونان ماريا كلارا لـ"رويترز": "تحطم السفينة قبالة بيلوس يمثل واحدة من أكبر المآسي البحرية في البحر المتوسط في الذاكرة الحديثة".
ووصفت إيراسميا رومانا، من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الكارثة بأنها "مروعة حقًا" وأضافت أن الناجين كانوا في حالة نفسية سيئة للغاية.
وقالت السلطات اليونانية إن جميع الناجين البالغ عددهم 104 رجال تتراوح أعمارهم بين 16 و40 عامًا، ومعظمهم من مصر وسوريا وباكستان وأفغانستان.
ورغم الكارثة المروعة، إلّا أن القائم بأعمال وزير الهجرة اليوناني دانيال إيسدراس، قال إن "اليونان ستفحص طلبات اللجوء الخاصة بالناجين، لكن أولئك الذين لا يحق لهم الحماية سيتم إعادتهم إلى بلادهم".
مزاعم يونانية
وزعمت السلطات اليونانية، أن ركاب القارب رفضوا مساعدة خفر السواحل، وأكدوا على رغبتهم التوجه نحو إيطاليا وليس اليونان، في محاولة لتبرير عدم إنقاذ القارب قبل غرقه بساعات، خاصةً مع رصد المركب منذ يوم الثلاثاء.
وفي مقابل هذه المزاعم، قال زعيم المعارضة اليونانية أليكسيس تسيبراس، خلال زيارته للناجين في ميناء كالاماتا، إن الناجين أخبروه أنهم "طلبوا المساعدة"، مضيفًا: "أي نوع من البروتوكول لا يدعو إلى إنقاذ قارب محمّل على وشك الغرق؟".
وألقى تسيبراس، باللوم على سياسة الهجرة في القارة الأوروبي في حادث الغرق، قائلًا: "هناك مسؤوليات سياسية كبيرة جدًا. سياسة الهجرة التي اتبعتها أوروبا لسنوات... تحول البحر الأبيض المتوسط إلى قبور مائية".
وفي ظل الحكومة المحافظة، اتبعت اليونانية موقفًا أكثر عدائيةً تجاه الهجرة، حيث أقامت معسكرات للاجئين وعززت السيطرة على الحدود.
وتظاهر آلاف المتظاهرين، مساء الخميس، في أثينا ومدينة سالونيك الشمالية، مطالبين بتخفيف سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي لمنع وقوع مأساة أخرى، وألقت مجموعة من المتظاهرين في العاصمة قنابل حارقة على رجال الشرطة الذين ردوا بالغاز المسيل للدموع.
قال زعيم المعارضة اليونانية أليكسيس تسيبراس، إن الناجين أخبروه أنهم "طلبوا المساعدة"، مضيفًا: "أي نوع من البروتوكول لا يدعو إلى إنقاذ قارب على وشك الغرق؟ سياسة الهجرة التي اتبعتها أوروبا.. تحول البحر الأبيض المتوسط إلى قبور مائية"
وبحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة، فمنذ عام 2014، مات وفقد 27 ألف شخص، خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا، عبر الأبيض المتوسط.