أصدرت "دار الكرمة" في القاهرة، حديثًا، طبعة جديدة من كتاب "صك المؤامرة: وعد بلفور" لمؤلفيه الكاتب والروائي المصري جميل عطية إبراهيم(1937 – 2020)، ومواطنه الصحفي والمؤرخ صلاح عيسى (1939 – 2017).
يروي الكتاب قصة "وعد بلفور" والظروف التي صدر فيها وما سبقه ولحقه من مؤامرات استعمارية استهدفت الأمة العربية وفلسطين خاصةً
يضم الكتاب الذي صدر لأول مرة عن "دار الفتى العربي" في القاهرة عام 1991، وتقع طبعته الجديدة في 192 صفحة، 5 فصول يتضمن كل فصل منها شهادة لأحد أطراف "وعد بلفور" الذي يحكي الكتاب قصته، بأسلوب روائي، من وجهة نظرهم.
و"وعد بلفور" هو التسمية التي أُطلقت على الرسالة التي وجهها اللورد آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا، يوم 2 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917 إلى البارون ليونيل وولتر روتشيلد يعلن فيها أن الحكومة البريطانية تتعهد بأن تساعد اليهود على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
الشهادة الأولى هي للسير هنري مكماهون، المعتمد البريطاني في القاهرة، الذي تولى مشاغلة وخديعة الشريف حسين، أمير مكة وقائد الثورة العربية الكبرى، من خلال تعهده له بإقامة دولة عربية موحدة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية، رغم معرفته المسبقة بمستقبل المنطقة وسعي حكومة بلاده إلى تقسيمها بالتفاهم مع حلفائها، ومنع إقامة الدولة العربية.
وتحت عنوان "ذلك الوعد الذي انتظرناه"، يتحدث حاييم وايزمان، أول رئيس للدولة الصهيونية وصاحب الدور الأساس في الاتصالات مع الحكومة البريطانية حول الدولة اليهودية، عن الدور الذي قام به للحصول على وعد من وزير الخارجية البريطانية آرثر جيمس بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وفي ثالث شهادات الكتاب، يروي إدوين صموئيل مونتاجو، وزير شؤون الهند في حكومة لويد جورج، أسباب معارضته هو وغيره من يهود بريطانيا، غير الصهاينة، لوعد بلفور وقيام الدولة اليهودية التي رأى أنها بداية لمشكلة تهدد كل مستقبل يهود العالم، وتخلق لهم "غيتو" محاطًا بالعداء الأبدي.
يضم الكتاب 5 فصول يتضمن كل فصل منها شهادة لأحد أطراف "وعد بلفور" الذي يحكي الكتاب قصته من وجهة نظرهم
ويروي الشريف حسين بن علي، ملك الحجاز، في الشهادة الرابعة حكاية خديعة الحلفاء، وفي مقدمتهم بريطانيا، له وللعرب عمومًا حين وعدتهم بالاستقلال ثم قامت بتقاسم المنطقة مع حليفتها فرنسا في ما يُعرف بـ "اتفاقية سايكس – بيكو"، ومنحت فلسطين إلى الصهاينة.
أما الشهادة الخامسة والأخيرة، فهي شهادة فلسطين التي تدور حول مواجهة هذا الوعد/ المؤامرة وما ترتب عليه من اغتصاب الميليشيات الصهيونية لأرض فلسطين، وارتكابهم عمليات تطهير عرقي واسعة بحق شعبها الذي هجرت ما تبقى منه.