صدر حديثًا عن دار نشر جامعة قطر كتاب "عمارة وعمران ومدينة ما بعد كورونا" للناقد والباحث علي عبد الرؤوف، وهو أول كتاب باللغة العربية يتناول موضوع المدن العربية والخليجية، في مواجهة التحديات المتعددة في كيفية صياغة وتخطيط العمران لتصبح مدنًا أكثر إنسانية وأمانًا من الناحية الصحية والبيئية، وذلك ما بعد كورونا.
إن وباء كوفيد-19 هو فرصة لإصلاح الاقتصاد والبيئة وأسلوب الحياة على المدى الطويل. وإنه يخلق فرص لدفع ديناميكية في الوضع الراهن وطرح تساؤلات عميقة عن المستقبل وفي كل قطاعات الحياة
ويتطرق الكتاب لتحديات تخطيط العمران مع تطور الوباء إلى أزمة حضرية، مما يجعلنا نعيد النظر في الشكل الجيد للمدينة والغرض من التخطيط لعالم المستقبل.
يسأل الكتاب: هل تشير التغيرات إلى تأثيرات طويلة الأمد على تخطيط وعمارة مدننا؟ والإجابة هي نعم، ففي وقت من التغير اللامسبوق وعدم اليقين، نحن نواجه تحديًا لإعادة تشكيل رؤيتنا للدور المتكشف تدريجيًا للمدينة وللمخططين العمرانيين والمعماريين في عصر أزمة عالمية نتجت عن وباء غير مسبوق. يعتقد البعض ومنهم مجموعة من الاقتصاديين والأكاديميين وصناع السياسات في العالم، إن وباء كوفيد-19 هو فرصة لإصلاح الاقتصاد والبيئة وأسلوب الحياة على المدى الطويل. وإنه يخلق فرص لدفع ديناميكية في الوضع الراهن وطرح تساؤلات عميقة عن المستقبل وفي كل قطاعات الحياة. كيف سنعيش حقبة ما بعد كورونا؟ ليس فقط تساؤلًا وجوديًا بل هو بالأحرى مصدر قلق عالمي.
كما يتعامل الكتاب مع عدة أسئلة بحثية، بدءًا بما هي الدروس المستفادة من ما قبل جائحة كورونا، وكيف يمكننا أن نتوقع أن تتعافى المدن بمجرد أن يبلغ الوباء ذروته؟ وهل هناك نموذج للمدينة التي تقاوم الجائحة؟ وكيف يرتبط الوباء بقضايا المقياس والحجم العمراني والعدالة الاجتماعية والقدرة على المقاومة؟ وعندما نتعامل مع جائحة كورونا أو الأزمات والتغيرات الطارئة والتهديدات المتصاعدة، هل ينبغي للمخططين، أن يركزوا فقط على الشكل المادي (الحجم والشكل والهيكل والكثافة) والعناصر المادية للمدينة مثل البنية التحتية والمباني والمساحات المفتوحة فقط؟ أم ينبغي أن يعملوا أيضًا على الاقتصاد والمجتمع والثقافة والحوكمة والسياسة؟ وما هي أنواع الابتكار الحضري التي يمكن أن نتوقعها، أو نروج لها، استنادًا إلى الدروس المستفادة خلال أزمة جائحة كورونا؟
يذكر أن الدكتور علي عبد الرءوف كاتب وناقد وأكاديمي معماري ومصمم عمراني، يشغل منصب منسق التطوير وبناء القدرات والبحث والتدريب بإدارة التخطيط العمراني بدولة قطر، وأستاذ زائر في جامعة حمد بن خليفة. تشمل اهتماماته البحثية عمارة مدن الخليج المعاصرة، ومدن الربيع العربي، ومدن المعرفة. نشر أوراقًا بحثية ومقالة وتقرير في مؤتمرات دولية ودوريات عالمية، كما ألقى محاضرات في جامعات عدة، وشارك في تأليف كتب عدة. صدر له: "النقد المعماري ودوره في تطوير العمران المعاصر: الحالة المصرية والعربية"؛ و"من مكة إلى لاس فيجاس: أطروحات في العمارة والقداسة"؛ و"مدن العرب في رواياتهم"؛ و"مقالات نقدية في العمارة المصرية"؛ و"مدونات معمارية عمرانية (جزآن)"؛ و"التنمية العمرانية المرتكزة على المعرفة في الشرق الأوسط". حصل على جوائز عدة، إقليمية وعالمية.
