توّج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا بعد فوزه في المباراة النهائيّة على توتنهام بهدفين دون رد، منح النجم المصري محمّد صلاح فريقه الأفضليّة مبكّرًا من ركلة جزاء، وعزّز أوريغي التقدّم بهدف ثان في الدقيقة 87، لينال الريدز الكأس السادسة في مسيرتهم، ويتوّج مجهود المدرّب الألماني يورغن كلوب وفريقه هذا الموسم بأغلى ألقاب كرة القدم فيما يخصّ الأندية.
سعى ليفربول لنيل البطولة للمرة السادسة في تاريخه، وبالتالي الانفراد بالمركز الثالث كأكثر فريق حاز على اللقب بالقارة العجوز، وكاد أن يفعلها العام الماضي في كييف الأوكرانيّة، لكنّ ريال مدريد حرمه من ذلك، فضرب النحس مدرّبه يورغن كلوب وخسر النهائي للمرّة الثانية في تاريخه، بعدما قهره بايرن ميونيخ للمرة الأولى في نهائي 2013 بقميص دورتموند، لذلك شكّل نهائي ملعب المتروبوليتانو المنتظر فرصة حقيقية للمدرّب يورغن كلوب كي يكسر النحس الذي لازمه، كذلك سيمثّل الفوز بالكأس ذات الأذنين الطويلتين فرصة لردّ الاعتبار أمام فريق فعل كلّ شيء في كرة القدم هذا الموسم فيما يخصّ الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنّه لم يتوّج باللقب مع نهاية الموسم.
قاد محمّد صلاح ليفربول لنيل البطولة بعد تسجيله لثاني أسرع هدف في تاريخ النهائيّات
من جهته طمح توتنهام لدخول التاريخ ونيل اللقب للمرة الأولى، كسادس نادٍ إنجليزي رفع الكأس بعد مانشستر يونايتد وليفربول ونوتنغهام فورست وتشيلسي وأستون فيلا، علمًا أنّها المرّة الأولى التي يصل فيها الفريق اللندني إلى نهائي دوري الأبطال، أكثر المؤشّرات والتوقّعات مالت لصالح تفوّق ليفربول على توتنهام، ولكن لطالما اتّسمت المباريات النهائية ببعدها عن المنطق في الكثير من الأحيان، فكيف لو كانت بين فريقين إنجليزيين قهرا المنطق وصنعا المفاجآت في الأدوار نصف النهائية.
اقرأ/ي أيضًا: نهاية السباق الطويل.. من سيضحك أخيرًا في نهائي دوري الأبطال؟
خدمت لحظات المباراة الأولى ليفربول بشكل غير متوقّع، حيث تسبّب المهاجم ساديو ماني باحتساب ركلة جزاء لفريقه إثر لمس الكرة من قبل سيسوكو، كان ذلك قبل مضي دقيقة على بداية المباراة، انبرى النجم المصري محمّد صلاح لهذه الكرة وصوّبها بقوّة داخل شباك لوريس في الدقيقة الثانية من المباراة، ليمنح فريقه هدف التقدّم المبكّر، ويعتبر هذا الهدف ثاني أسرع هدف في تاريخ نهائيات دوري أبطال أوروبا بعد هدف الإيطالي مالديني في شباك ليفربول نفسه بنهائي اسطنبول الشهير 2005، كما أصبح صلاح ثاني لاعب عربي يسجّل في نهائي الأبطال بعد الجزائري رابح ماجر مع بورتو البرتغالي.
ظنّ الجميع أن الهدف المبكّر سيمنح المباراة جرعة هائلة من المتعة، قبل أن يتّضح العكس، فالهدف المبكّر جعل يورغن كلوب يلعب بواقعية مبالغ فيها، وربّما نهائي دوري الأبطال هو المناسبة الوحيدة التي يُسمح بها له في سلك درب الواقعيّة واللعب غير الممتع، فانحسر اللعب في وسط الميدان مع أفضليّة واضحة لتوتنهام من ناحية الاستحواذ على الكرة، دون أي فرصة خطيرة تذكر للفريقين في الشوط الأوّل الذي كان عنوانه الحذر ثمّ الحذر.
اقرأ/ي أيضًا: يورغن كلوب المنحوس.. هل يفك العقدة في نهائي دوري الأبطال؟
استمرّ البرود في فرض نفسه على مجريات الشوط الثاني، فالنسق هادئ للغاية، والخوف من هدف التعديل لتوتنهام أو الهدف الثاني للريدز وقف حائلًا أمام إمتاع المتابعين، ولجأ المدرّب يورغن كلوب لخبرة جيمس ميلنر كي يحكم سيطرته على خطّ الوسط، فيما أشرك بوكيتينيو صانع المعجزات لوكاس مورا علّه يكرّر ما فعله في الدور نصف النهائي، وكانت أولى الفرص الخطرة في المباراة من نصيب جيمس ميلنر الذي صوّب كرة أرضية قويّة جاورت قائم توتنهام في الدقيقة69، وبعد هذه الفرصة انفجر توتنهام وبدأ بهجماته الخطرة للغاية، وكأن المباراة بدأت من حينها.
كاد توتنهام أن يعدّل النتيجة في العديد من المناسبات، لكنّ تألّق الحارس أليسون حال دون ذلك، بينما اعتمد ليفربول على الهجمات المرتدّة التي كانت غاية في الخطورة، ومع تصدّي أليسون الرائع لكرة الكوري سون وركلة حرّة مباشرة من إيريكسن، كان على ليفربول أن يحسم المباراة لصالحه بعد أن اتّضح مدى خطورة فقدان التقدّم، واستطاع أن يفعل ذلك عبر البديل أوريغي الذي استثمر ارتباك دفاعي من توتنهام وصوّب كرة أرضيّة على يسار هوغو لوريس في الدقيقة 87، لم ييأس توتنهام من هذا الهدف القاتل، بل حاول مجدّدا أن يقلّص الفارق، لكنّ الحارس المتألّق أنقذ مرماه من 3 كرات بر هاري كين وداني روز وإيريكسن، لينجح ليفربول في الظفر باللقب للمرّة السادسة في تاريخه، ويرفع يورغن كلوب الكأس الأولى له بدوري الأبطال، كما بات المصري محمّد صلاح أوّل لاعب عربي يلعب نهائيّين متتاليين، والثاني الذي يظفر باللقب مع التسجيل في النهائي.
اقرأ/ي أيضًا:
توتنهام يحقّق أحدث معجزات كرة القدم.. نهائي إنجليزي خالص في دوري الأبطال
ليفربول يصنع معجزة الموسم.. وميسي يمشي وحيدًا خارج دوري الأبطال