لو كنت متابعًا للدوري الإيطالي في تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، فسيكون قد مرّ عليك اسم الشقيقين إنزاغي.
الشقيقان امتازا باللعب في أقوى أندية الدوري الإيطالي، واختصا بمركز المهاجم، والكبير منهم اسمه فيليبو، أما الصغير فاسمه سيموني. الشقيقان المهاجمان اللذان ينحدران من مدينة بياتشينزا، لعب كلّ منهما لأحد الأندية الكبيرة في إيطاليا، لكنّ الكبير فيليبو كان أشهر من الصغير سيموني، وأكثر منه نجومية وقيمة سوقية، وبالطبع كان مهاجمًا أفضل بكثير منه.
لقد فاز فيليبو إنزاغي بكل ما هو ممكن من الألقاب مع ناديه إي سي ميلان، فتوّج بمسيرته الكروية بالدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا والعديد من الألقاب المحلية والقارية، لكنّ أهم لقب ناله بمسيرته كان كأس العالم 2006 مع منتخب إيطاليا.
على الجانب الآخر، كان سيموني إنزاغي الشقيق الأصغر لفيليبو، مهاجمًا مميزًا في نادي لاتسيو بحقبته الذهبية، والتي حوت العديد من النجوم اللامعين كدييغو سيميوني ومارسيلو سالاس وآخرين، ومع ذلك نجح في فرض نفسه بتشكيلة الفريق، لكنه لم يصل لما وصل إليه شقيقه فيليبو.
مع اعتزال اللاعبين، توجه الشقيقان إلى مهنة التدريب، لكن على عكس مسيرتهما الكروية الحافلة بالنسبة للشقيق الأكبر، تفوّق هذه المرة سيموني على فيليبو بأشواط طويلة، وأصبح من أفضل المدربين في إيطاليا والعالم.
المسيرة التدريبية لسيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان
مرّ سيموني إنزاغي في مسيرته التدريبية بناديين فقط، هما لاتسيو وإنتر ميلان
-
سيموني إنزاغي مدربًا للفئات العمرية في نادي لاتسيو
اعتزل سيموني إنزاغي اللعب في تموز/يوليو 2010، وقتها كان مهاجمًا لنادي لاتسيو، وفور اعتزاله كرة القدم، تولّى مهمة تدريب صغار نادي لاتسيو، وتدرج بشكل طبيعي في الفئات العمرية لأحد قطبي أندية العاصمة الإيطالية، فتولى في عام 2011 تدريب لاعبي نادي لاتسيو تحت 17 عامًا، وبعد ذلك بثلاث سنوات، تولى تدريب لاعبي نادي لاتسيو لفئة الشباب تحت 19 عامًا.
وفي موسم 2015-2016، كان يقود الفريق الأول في نادي لاتسيو المدرب ستيفانو بيولي، والذي يدرب حاليًا نادي إي سي ميلان، لكن نتائج الفريق تراجعت بشكل كبير، وأتت القشة التي قصمت ظهر البعير في الثالث من نيسان/أبريل 2016، حينما خسر لاتسيو أهم مبارياته بالموسم أمام روما 4-1، حيث يعتبر ديربي العاصمة الإيطالية بين النسور والذهاب من أهم مواجهات الديربي في العالم.
-
سيموني إنزاغي مدربًا للفريق الأول في نادي لاتسيو
أقالت إدارة لاتسيو ستيفانو بيولي بعد خسارته الكبيرة أمام الغريم التقليدي، وعيّنت مدرب الشباب سيموني إنزاغي مدرّبًا مؤقتًا، فأكمل الموسم بنتائج مقبولة، فاز في 4 مباريات وخسر 3 حتى ختام موسم الدوري الإيطالي 2015-2016.
استقرت إدارة لاتسيو على الأرجنتيني مارسيلو بيلسا لقيادة الفريق في موسم 2016-2017، لكن المدرب الأرجنتيني اعتذر في نهاية المطاف ولم يتم سوى أسبوعًا واحدًا من عقده، لتقرر الإدارة تثبيت المدرب المؤقت سيموني إنزاغي، والذي أصبح رسميًا مدرّب الفريق الأول في بداية الموسم.
حقق سيموني إنزاغي في موسمه الأول كمدرب لنادي لاتسيو نتائج لافتة، فأنهى الدوري الإيطالي بالمركز الخامس، وكان قريبًا للغاية من نيل المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، لكن الخسارة في الجولة قبل الأخيرة أمام إنتر ميلان، جعلت أتلانتا يقتنص المركز الرابع بفارق نقطتين فقط.
سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أضحى أحد أبرز المدربين في إيطاليا والعالم، وهو يؤكد أن إيطاليا كانت ولا تزال منبعًا صافيًا للمدربين المميزين في كرة القدم.
لكن الأمر الجيد في أولى مواسم سيموني إنزاغي مع لاتسيو كان وصوله لنهائي كأس إيطاليا، لكنّه خسر المباراة النهائية أمام نادي يوفنتوس، وعلى هذا الأساس خاض نهائي كأس السوبر الإيطالي مع نادي السيدة العجوز، ونجح في تحقيق الفوز، ليمنح ناديه أوّل ألقابه كمدرب.
واصل سيموني إنزاغي تقديمه النتائج المميزة مع نادي لاتسيو في موسم 2017-2018، لكنّه فشل مجددًا في الوصول للمركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، ومرّة أخرى كان السبب المباشر لذلك نادي إنتر ميلان، حيث تساوى الفريقان بعدد النقاط، وتفوّق لاتسيو بعدد الأهداف، لكنّ نظام الدوري الإيطالي يعتمد على المواجهات المباشرة، وللمصادفة فإن إنتر ميلان واجه لاتسيو في الجولة الأخيرة، وانتصر عليه في عقر داره، ليقتنص منه المركز الرابع بسبب نتائج المواجهات المباشرة.
لم يكن موسم سيموني إنزاغي مع لاتسيو في موسم 2018-2019 أفضل من سابقه من ناحية الدوري الإيطالي، فأنهى المسابقة بالمركز الثامن، لكنّ أفضل شيء حدث في هذا الموسم هو التتويج بكأس إيطاليا، وهي بطولة غابت عن خزائن الفريق منذ 6 أعوام، والفوز بها جعله يلعب مع يوفنتوس في بداية الموسم الجديد بمسابقة كأس السوبر الإيطالي، يوفنتوس أراد الثأر من هزيمته بلقاء السوبر في قبل سنوات قليلة، بقيادة سيموني إنزاغي نفسه، لكنّ إنزاغي منح لاتسيو لقبًا آخر وتوّج بكأس السوبر على حساب اليوفي.
وفي موسم 2019-2020، نجح سيموني إنزاغي أخيرًا في قيادة لاتسيو إلى دوري أبطال أوروبا، بعدما احتل المركز الرابغ، متخلفًا عن يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي بفارق 5 نقاط فقط، لكنّ لاتسيو تراجع في الدوري الإيطالي بالموسم التالي 2020-2021، وأنهى الموسم في المركز التاسع، ومع ذلك كان الإنجاز التاريخي بالوصول إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وقتها خسر في الأدوار الإقصائية أمام بايرن ميونيخ حامل اللقب، علمًا أنه أنهى مرحلة المجموعات دون أي خسارة.
-
سيموني إنزاغي مدرّب إنتر ميلان
انتقل سيموني إنزاغي إلى إنتر ميلان في بداية موسم 2021-2022، وقتها ألمّت بالفريق المتوج بالدوري الإيطالي موسم 2020-2021 ضائقة مالية، فاضطر لبيع العديد من اللاعبين مثل لوكاكو وأشرف حكيمي، كذلك ترك أنطونيو كونتي مكانه كمدرب للفريق.
سيموني إنزاغي حقق نتائج مميزة مع إنتر ميلان بمن حضر من اللاعبين، وقاتل بشراسة على لقب الدوري الإيطالي، والذي حسمه الميلان لصالحه بفارق نقطتين فقط، كذلك وصل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وودع المسابقة أمام ليفربول، لكنّ الإنجازات الأبرز لإنزاغي في موسمه الأول مع الإنتر كانت بالتتويج بكأس السوبر الإيطالي وكأس إيطاليا.
وفي الموسم التالي 2022-2023، حلّق نابولي بصدارة الدوري الإيطالي، ونال اللقب عن جدارة واستحقاق، واكتفى إنتر ميلان بالمركز الثالث، ومع ذلك نجح الإنتر في الفوز بكأس إيطاليا، ومجددًا كأس السوبر الإيطالي، وأهم ما فعله هو بلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، وقتها خسر النهائي بهدف وحيد أمام مانشستر سيتي، والذي عانى الأمرين قبل أن يحقق البطولة ويظفر بثلاثيته التاريخية.
سيموني إنزاغي بدأ موسم 2023-2024 بطريقة مميزة، ففاز ببطولته المفضلة "كأس السوبر الإيطالي" للمرة الخامسة في تاريخه، والمنافس في المباراة النهائية كان ناديه السابق لاتسيو، وعلى الرغم من وداعه مسابقة دوري أبطال أوروبا من الدور ثمن النهائي، بعد الخسارة أمام أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح، إلا أن سيموني إنزاغي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق لقب الدوري الإيطالي، إذ يبتعد عن أقرب ملاحقيه الميلان بفارق 14 نقطة، قبل 8 جولات فقط من ختام الدوري الإيطالي.
سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أضحى أحد أبرز المدربين في إيطاليا والعالم، وهو يؤكد أن إيطاليا كانت ولا تزال منبعًا صافيًا للمدربين المميزين في كرة القدم.