كيف أعرف شخصيتي الحقيقية؟ كيف أعرف شخصيتي إن كانت رومانسية أو أنانيّة أو ساذجة أو وفيّة؟ أسئلة تتبادر لذهن العديد من الأشخاص حيث تعتبر معرفة الإنسان لشخصيته وحقيقتها، من أهم المعارف التي يجب على الإنسان اكتسابها، حتى يستطيع التعامل مع الآخرين، واكتساب احترامهم وثقتهم، أو حتى لعلاج عيوب شخصيته. فكيف يمكن للمرء علاج عيوب شخصيته دون أن يدرك في البداية ما هي شخصيته، وهو ما يتطابق مع المثل المتداول: "اعرف ذاتك".
يستطيع الإنسان من خلال مراقبته لنفسه، تحديد معالم شخصيته الرئيسية
نتناول في هذا الموضوع بعض الأساليب الهامة والعملية، التي يمكن للإنسان من خلالها أن يتعرف على شخصيته بشكل جيد، ويدرك أبعادها وسماتها الأساسية التي تتكون منها.
لم يهتمّ الناس بمعرفة أنماط شخصياتهم؟
يمكن تفسير هذه الرغبة إلى أربعة أسباب رئيسية تجعل الكثير من الناس يهتمون بمسألة تقييم شخصياتهم:
- التحقق من الذات
- تحسين الذات
- استكشاف الذات
- الرغبة في بناء العلاقات البنّاءة
كيف أعرف شخصيتي الحقيقية ونوعها؟
1. راقب نفسك
تعتبر مراقبة النفس هي الوسيلة الأولى والأهم لمعرفة ملامح الشخصية. فمن خلال مراقبة الإنسان لنفسه، يستطيع تحديد معالم شخصيته الرئيسية، ويستطيع إدراك حدود ملامحها الأولية، وصفاتها وردود أفعالها، المتمثلة في ردود أفعاله في المواقف المختلفة.
لكن يجب أن نلفت الانتباه أن مراقبة النفس يجب أن تكون خلال الحياة اليومية العادية، حيث لا يمكن الحكم على الشخصية من خلال المواقف الصعبة أو الطارئة التي يمر بها الإنسان، فهي ليست المرآة الصحيحة التي تعكس تفاصيل الشخصية في هذه الحالة.
2. الاختبارات المتخصصة
توجد الكثير من الاختبارات التي تقيس الشخصية وتحلل السلوك وتجعلك تعرف نوع شخصيتك الحقيقية أو ميولها. وتتكون هذه الاختبارات إما من مجموعة من الأسئلة يجب الإجابة عليها بصدق شديد، ومن ثم اتباع التعليمات المرفقة بكل اختبار للتوصل للنتيجة، أو مجموعة من الأشكال والرسومات التي يجب أن تقول انطباعك بخصوصها، ومن خلال الأجوبة يمكن معرفة الشخصية وسماتها.
لكن يجب الحذر هنا من الاختبارات والأسئلة التي لم يضعها الخبراء المتخصصين في مثل هذه النوعية من الاختبارات، لأنها قد تعطي انطباعات ودلالات خاطئة عن الشخصية. لذلك يجب الانتباه جيدًا.
3. أسأل من حولك
وعلى الرغم من عدم تفضيل الخبراء لهذه النوعية من طرق معرفة الشخصية، إلا أن سؤال من حولك قد يكون معيارًا على معرفة شخصيتك الحقيقية، لكن يجب أن تسأل أهل الخبرة والثقة، وابتعد عن سؤال من لا يعرفوك جيدًا، أو من قد يستثمرون إجاباتهم للحصول على منفعة شخصية منك، فهذا يولد الكذب والنفاق، أو قد يثير شفقة البعض نحوك.
4. استشر المتخصصين
وأخيرًا إذا أردت أن تستمع رأي المتخصصين. اذهب إليهم. يمكنك استشارة طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي، إذا أردت معرفة ملامح شخصيتك ومكوناتها، وكيف يراك الأخرين، بالإضافة لحصولك على العديد من الملاحظات القيمة حول كيف تتمتع بشخصية أفضل وأقوى.
يمكنك أيضًا أن تعرف شخصيتك الحقيقية من خلال اخضاعها للمحكّات والمواقف الصعبة فمعادن الناس تظهر في هذه المواقف. مثلًا يمكنك أن تكتشف جانبًا من الرأفة والشفقة في شخصيتك عند رؤية موقف مؤلم يتعرض له أحد الأشخاص أو تكتشف صفة الجبن في شخصيتك عند تعرضك لموقف يحتاج لقوة وشجاعة.
هذه المواقف قد يكون من الصعب صناعتها ولكن بلا شك ستتعرض لها وستكتشف نوع شخصيتك.
3 طرق إضافية للتعرف إلى الذات وفهم شخصيتي
1) حدد منظومة الأخلاق لديك
لدى كل شخص إحساس عام وفريد في الوقت ذاته، بما يعتبر أنه صواب أو خطأ. يسمي الكثيرون هذا "الضمير الداخلي"، أو القوانين الأخلاقية العامة الذاتية. هذه القوانين والقواعد تساعد على منحنا شعورًا بالرضا عن الذات، رغم أي انتقاد من الآخرين. فعليك إذن أن تنتبه عندما تواجه أية معضلة أخلاقية شخصية، وترجع إلى هذه القوانين التي ستهديك إلى ما هو أقرب شيء إلى الصواب. هذه الأخلاقيات الذاتية تساعدك أيضًا على معرفة ذاتك باستمرار، وتعريف الآخرين بها.
2) تعرف على قيمك
القيم هي الأفكار الكبرى التي تساعد في تشكيل قراراتك ونمط حياتك، وهذه الأفكار قد تكون على شكل أهداف واسعة مثل تحصيل المزيد من المال وتحقيق الأمن المالي لك ولأسرتك، أو تشكيل علاقات وثيقة مع أفراد الأسرة والعائلة، أو الحفاظ على قوتك وصحتك ولياقتك وجودة حياتك. كل هذه القيم ستساعدك في المحصلة على فهم ما هو أنسب لشخصيتك وذاتك، والاقتراب أكثر إلى ما تشعر أنّه مصدر السعادة.
3) اكتشف شغفك
في حين أن القيم هي الدافع الأساس التي تقوم عليه الأهداف، فإن الشغف يمكن أن يوفر التركيز والإصرار اللازمين للوصول إليها. ستعرف أنك شغوف بشيء ما إذا كان يثير اهتمامك لفترات طويلة من الزمن. إذا قمت بتطوير مسيرة مهنية أو هواية ما بناء على مشاعر الشغف هذه التي لديك، فستظل أكثر قدرة دومًا على الإجابة عن سؤال: كيف لي أن أعرف شخصيتي. فشخصيتك هي مجموع قيمك وأخلاقياتك وشغفك في الحياة.
