للعام الثالث على التوالي، ينشغل العالَم بفيروس كوفيد-19، والمتحوّرات المختلفة التي أتت من بعده، والجميع مهتمّون في كيفية مساعدة أجسامهم على مقاومة هذه الفيروسات.
يعتبر تعرّف جهاز المناعة على مسببّات الأمراض عن طريق اللقاحات أو المطاعيم أكثر أماناً له، من معرفته بعد حدوث الإصابة بالمرض
يعتبر جهاز المناعة في أجسامنا هو خط الدفاع الأول في محاربة الأمراض باختلافها، لذلك فهو معقّد جداً في تركيبته وطريقة عمله، ومع ذلك فإن لنا دور في مساعدته على القيام بمهامه ضد الفيروسات ومسببّات الأمراض المختلفة التي يتعرض لها، وبالتالي تخفيف الأعراض التي تنتج عن دخول مسببات الأمراض لأجسامنا، وتخفيف حدة نتائج هذه الإصابات، إليكم أبرز الطرق التي يمكننا فعلها لرفع قدرة أجهزتنا المناعية:
يتعامل الجهاز المناعي مع كل مسبّب من مسببّات الأمراض المتنوعة بطرق مختلفة، فبداية يلزمَهُ مقاومة هذه المسببات التعرّف عليها، ويحدث ذلك إمّا بالإصابة بهذا المرض ودخول الفيروس إلى الجسم، أو أخذ المطعوم المخصص لهذا الفيروس قبل الإصابة به.
ويعتبر تعرّف جهاز المناعة على مسببّات الأمراض عن طريق اللقاحات أو المطاعيم أكثر أماناً له، من معرفته بعد حدوث الإصابة بالمرض، لذلك من المهم مُتابعة أبرز التطورات حول لقاحات فيرس كوفيد-19 مثلاً، أو اللقاحات السنويّة المتاحة للوقاية من الإنفلونزا، ومحاولة أخذ هذه المطاعيم قبل تعرّض الجسم لمسببات هذه الأمراض.
تناول نظاماً غذائياً صحيّاً هو المفتاح الأول لتقوية جهاز المناعة، إذ يؤثّر النظام الغذائي الفقير بالمغذيّات الرئيسية بشكل مباشر على قدرة الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض، ويعرّف النظام الغذائي الصحي والمتكامل على أنه تناول المصادر الطبيعية للعناصر الغذائيّة الرئيسية الستة بشكل يومي، وهي:
- النشويات (الكربوهيدرات).
- الدهون الصحية.
- الألياف.
- الفيتامينات.
- المعادن.
- الماء.
وهذه بعض التوجيهات التي تساعد في رفع المستوى الصحي للنظام الغذائي المُتبع:
يجب التنويه هنا إلى أنه لكل فترة عمرية احتياجات غذائية مختلفة، ولكل شخص أيضاً احتياجات مختلفة، فمن المُهم معرفة حاجة كل جسم، ويُدخل في ذلك أيضاً عامل الإصابة بالأمراض، فتختلف الاحتياجات الغذائية للجسم السليم عن الجسم المُصاب بأحد الأمراض، قد يساعدك بتحديد احتياجات جسمك وفقاً لحالتك الصحيّة وعمرك أخصائي التغذيّة العلاجية، ولكن يوجد توجيهات عامة، يمكن للأشخاص السليمين اتباعها لرفع مستوى نظامهم الغذائي، وتحسين مستوى صحتهم بشكل عام، ومنها:
- تناول الخضار والفاكهة بشكل يومي، والتنوّع في اختيار أنواعها وألوانها، لاحتوائها على المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة، والألياف.
- تناول كميات أقل من الدهون، واستبدال الدهون المشبعة والمهدرجة، بالدهون غير المشبعة.
يجب أن لا تتجاوز نسبة استهلاك الدهون اليومية 30% من حاجة الجسم الكلية.
- تناول البقوليات والحبوب الكاملة.
- تناول البروتينات قليلة الدهون.
- تناول كميات أقل بكثير من السكريّات، هنا يجب الانتباه إلى جودة وكميّة السكريّات المتناولة، بحيث أنه يُمكنك استبدال السكريات المُصنعة بالسكر الطبيعي المُستخرج من الفاكهة، وأيضاً الحرص على عدم تجاوز نسبة السكريات الـ10% من إجمالي حاجة الجسم اليومية للغذاء، وخفض النسبة إلى ما دون الـ5% له فوائد صحية عديدة.
- التقليل من تناول الأملاح.
- شُرب كميات كافية من الماء يومياً.
ينقل السائل الليمفاوي وبالإنجليزية: (lymph) خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن حماية الجسم من العدوى ومسببات الأمراض، إلى أجزاء الجسم المختلفة، ويتكون هذا السائل من مكونات عديدة منها الماء، فإن حدوث الجفاف في الجسم يصعّب عملية انتقال الخلايا البيضاء الدفاعيّة لحماية الجسم، وبالتالي ضعف عام في قدرة الجهاز المناعي.
أجسامنا تخسر الماء يومياً وبشكل طبيعي عن طريق عملية التنفّس والتعرّق والتبوّل، فمن الضروري تعويض الجسم بكميات ماء كافية، وبشكلٍ عام فإن حاجة أجسام الرجال من الماء تساوي 3.7 لتراً يومياً أو ما يعادل 15.5 كأساً، و2.7 لتراً هي كمية الماء التي تحتاجها النساء يومياً، أو ما يعادل 11.5 كأساً.
من المعروف أن للرياضة فوائد عديدة لصحة الجسم، كبناء العضلات، والتخلّص من التوتر، بالإضافة إلى أنها مهمّة لدعم جهاز المناعة، عن طريق تعزيز الدورة الدمويّة بشكل عام، مما يسهّل على الخلايا المناعيّة التي تقاوم العدوى بالتنقّل بسهولة أكبر لجميع أنحاء الجسم، ممارسة ما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً من التمارين المعتدلة إلى الشديدة تساعدك في تنشيط الدورة الدمويّة، وبالتالي تحفيز جهاز المناعة.
رغم أن النوم ليس من العمليات النشطة التي نقوم بها، إلا أنه أثناء فترة النوم يحدث العديد من العمليات المهمّة داخل أجسامنا، ومنها إنتاج الجزيئات المهمة لمكافحة العدوى، لذلك النوم لعدد ساعات كافية مهم جداً لصحة أجهزتنا المناعية، وتشير الأبحاث إلى أنه عدد ساعات النوم الكافية للبالغين هي من 7-9 ساعات، ومن 7-8 ساعات لمن أعمارهم أكثر من 65 عام، والنساء الحوامل في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل يحتجنَ إلى ساعات نوم أكثر.
يؤثر التوتر والإجهاد على قدرة جهاز المناعة في مقاومة الأمراض، إن التقليل من التوتّر سيؤدي إلى ارتفاع جودة عمل جهاز المناعة، وفي المقابل يجب أن يكتشف كل منّا الطرق التي تساعده على خفض التأثير الذي يحدثه التوتّر، فمثلاً التنفّس العميق قد يساعد البعض، أو التأمّل، أو المشي، أو ممارسة الرياضة، وغيرها الكثير.
لكل فترة عمرية احتياجات غذائية مختلفة، ولكل شخص أيضاً احتياجات مختلفة، فمن المُهم معرفة حاجة كل جسم
كل من الطرق السابقة مهمة للحفاظ على قدرة وفاعليّة أجهزتنا المناعيّة، ومساعدتها في مواجهة مسببّات الأمراض التي تتعرض لها، لذلك من المهم أن نبدأ وإن كان تدريجياً في تغيير أنماط حياتنا، والاقتراب لنمط الحياة الأكثر صحة، إنَّ تبني واحدة من هذه الطُرق مثلاً ضمن نظام حياتك، سيجعلك تلمس تأثيراً مباشراً على قوة جهازك المناعي، وبالتالي على صحتك الجسديّة بشكلٍ عام، فكيف وإن تبنيّت جميع الطرق؟