تحول ديربي مانشستر إلى ديربي الأرض، المباراة في تمام الثانية والنصف كي يحضرها الجميع من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. كل شيء كان جاهزًا، تصريحات زلاتان الصاخبة، جمهور يونايتد الذي دخل إلى الملعب مبكرًا، أناقة غوارديولا وحضور السير أليكس فيرغسون، وحدها خيارات مورينيو التكتكية بدلت المشهد.
السؤال الأكبر في الجهة الزرقاء من مدينة مانشستر، هل يستطيع غوارديولا الفوز بدوري أبطال أوروبا مع السيتي؟
مخيتاريان ولينغارد أساسيان، لاعبان سريعان يجيدان الدفاع والانطلاق بالمرتدات. في المؤتمر الصحفي قبل المباراة كان مورينيو واضحًا، نريد لاعبين سريعين والهدف استغلال المساحات التي يتركها ظهيرا مانشستر سيتي خلفهما عن دخولهما إلى منتصف الملعب. بنى مورينيو خطته حول تكتيك غوارديولا في المباريات الثلاث الأولى، فمدرب بايرن ميونخ وبرشلونة السابق اعتمد بوضوح على الضغط بسبعة لاعبين في منطقة الخصم وبناء الهجمات عبر دخول الظهيرين إلى وسط الملعب.
اقرأ/ي أيضًا: ريال وأتلتيكو مدريد محرومان من الانتقالات حتى 2018
تشكيلتا الفريقين أظهرتا أن مورينيو استطاع إحداث الخرق تكتيكيًا، لكن العبقري الإسباني سبقه بخطوة وعدل تكتيكه ليقدم مانشستر سيتي بأداء جديد، لم يدخل الظهيران إلى منتصف الملعب في بناء الهجمات وتحول فيرناندينيو إلى نقطة ارتكاز الزرق وهو ما جعل وجود لينغترد ومخيتاريان بلا فائدة لمورينيو. سبق غوارديولا خصمه بخطوة كانت كافية لإحداث خلل في دفاع يونايتد، وبخطئين من دالي بليند (الذي أثبت مجدًدا أنه لا يجيد دور قلب الدفاع) سجل منشستر سيتي عبر نجم المباراة كيفين دي بروين وعبر الشاب اياناتشو.
بعد هدف السيتي الثاني، بدا وكأن المباراة ذاهبة إلى انتصار كبير للزرق، لكن خطأً فادحًا من الحارس كلاوديو برافو سمح لزلاتان باقتناص هدف من لا شيء.
عدل مورينيو من تكتيكه وأخرج لينغارد ومخيتاريان وعاد إلى تشكيلته الرئيسية بادخال هيريرا في وسط الملعب وراشفود السريع على الجهة اليسرى وأحدث خرقًا تكتيكيًا في أول ربع ساعة من الشوط الثاني، لكن الشياطين الحمر فشلوا بالتسجيل من أكثر من كرة خطرة، ليتدخل غوارديولا مجددًا ويسبق خصمه بخطوة.
فيرناندو بدلًا من ايانتشو، لاعب ارتكاز آخر يكسر سيطرة يونايتد على وسط الملعب والتفوق البدني لكل من فيلايني وبوغبا، خسر يونايتد المعركة البدنية والتكتيكية وبدا بوغبا هزيلًا في المركزين اللذين شغلهما في وسط الملعب أو في وسط الملعب الهجومي، وظهر فريق يونايتد من دون لاعب ارتكاز حقيقي على الرغم من وجود شنايدرلاين وكاريك خارج الملعب.
سير غوارديولا المباراة كما يريد، وتفوق نظريًا على مورينيو، كان التحدي أشبه بمباراة شطرنج استخدم خلالها الإسباني حجارته بشكل أفضل ووضع خصمه في محنة كبيرة، فهل يغير مورينيو من اعتماده على فيلايني ويبوغبا ويشرك لاعب ارتكاز حقيقي؟ وهل يسقط روني من حساباته؟ وهل يتحول بليند إلى مقاعد البدلاء ويشارك سمولينغ؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها حول وضعية الشياطين الحمر، لكن السؤال الأكبر في الجهة الزرقاء من مدينة مانشستر، هل يستطيع غوارديولا الفوز بدوري أبطال أوروبا مع السيتي؟
اقرأ/ي أيضًا: