"أين تقضي نهاية الأسبوع؟" سؤال صعب. يدفع هذا السؤال بالمتلقي إلى التفكير مليًا إلى إجابة تبدو للوهلة الأولى سؤالًا يحتاج إلى وقت. ثم يجيب بتردد كبير. هذا هو حال الجزائريين عندما تسألهم عن الـ"ويكاند". يرون الإجابة عنه "صعبة" وتحيلهم إلى تشريح واقع مفروض عليهم، بل كشف البعض منهم لـ "ألترا صوت" أن "عطلة نهاية الأسبوع صارت عادية" أو "روتينية"، فهم لا يضعون "أجندة خاصة " بالعطلة الأسبوعية يومي (الجمعة والسبت) خاصة وأنها غالبًا ما ترتبط بظروف الأولاد والالتزامات والواجبات العائلية. فيما ينظر إليها البعض أنها يوم عادي كباقي الأيام، بينما يربطها البعض باليوم المبارك "الجمعة"، أما قليلون فيفكرون في قضائه خارج المألوف، بحسب قول البعض.
تقع العائلات الجزائرية في حيرة لقضاء عطل آخر الأسبوع لندرة الأماكن المتوفرة وارتفاع تكاليف الأنشطة
آراء الجزائريين تختلف بخصوص العطلة الأسبوعية. كثيرون يرونها "استفاقة" للراحة، ويومًا لا توجد فيه التزامات مرتبطة بوقت العمل أو الدراسة. ومعناه أنه يوم لا يحمل الضغوطات المرتبطة بوسائل النقل والسباق مع الزمن. فأغلب سكان العاصمة الجزائرية يتوجهون إلى مدنهم الأصلية. ففي مساء يوم الخميس يكتظ الطريق السريع بالسيارات المتجهة من العاصمة نحو ولايات، تيزي وزو وبجاية وبومرداس وتيبازة والشلف والمدية، حيث يجد الجزائريون راحتهم في المناطق الداخلية بعيدًا عن ضوضاء عاصمة البلاد.
"الويكاند" بالنسبة للبعض هو يوم للراحة والنوم وعدم الخروج من البيت وشحن البطاريات التي نفدت خلال أيام الأسبوع، يردد عمر آيت مقران. فبالنظر لعمله الشاق بأحد مواقع إنجاز السكنات بمنطقة "برج الكيفان" (شرق الجزائر)، يجد نفسه في انتظار نهاية الأسبوع بشوق كبير للذهاب إلى أسرته في منطقة "حمام ملوان" بولاية البليدة. بعد الغياب عن أهله، وبالتالي فالعطلة بالنسبة له هي زيارة أسرته الصغيرة وقضاء وقت معها وغالبًا ما لا يخرج من بيته حتى، لأنه يجد في نهاية الأسبوع فرصة لملء الفراغ وتعويضه بعد عمل طوال أيام الأسبوع.
اقرأ/ي أيضًا: سائق "مترو" الجزائر ..امرأة
حالات كثيرة ترى في "الويكاند" يومًا أو يومين لنزع أثقال وحمل الأيام العادية بسبب الضغط اليومي في الشوارع المكتظة وظروف الحياة المرهقة، وفق ما يقول السعدي حدادي، مؤكدًا لـ"ألترا صوت" أنه ينتهز الفرصة للراحة وغير ذلك وغالبًا ما يخرج في نزهة مع الأولاد إلى مدينة الألعاب بمنطقة "الصابلات" بقلب العاصمة الجزائرية أو نحو غابة "بوشاوي" من أجل قضاء أوقات للترفيه مع الأسرة، لكن هذه النزهات مكلفة، كما يؤكد.
"نهاية الأسبوع هي عطلة خاصة بالأولاد وللأولاد"، تردد السيدة فاطمة بحري، مؤكدة أن الكثير من الأسر الجزائرية تفكر في قضاء عطلة "الويكاند" خارج البيت لفائدة الأطفال فقط، فهم في نظرها من يحتاجون للترفيه أما الأبوين فيحتاجان للراحة. مضيفة أن "هناك إشكالية كبرى تواجه الجزائريين وهي المكان الأنسب لقضاء عطلة نهاية أسبوع مريحة، وهي مشكلة عويصة بالنسبة لها ويواجهها الكثيرون بسبب نقص المرافق السياحية والمنتجعات ومراكز الترفيه في الجزائر. رغم أنها تمتاز بالمناظر الطبيعية الخلابة وتزخر بها معظم الولايات الجزائرية، إلا أن تهيئة أماكن للترفيه تبقى مشكلة كل الجزائريين، هذا وإن وجدت بعض المرافق، في بعض المناطق، التي تعد على الأصابع، إلا أنها تكلف الكثير بالنسبة لأسرة عدد أفرادها ستة مثلًا وفي زمن التقشف.
بينما المرأة العاملة، ترى في نهاية الأسبوع، يومًا مثقلًا بأعباء الأشغال المنزلية، وتنظيف البيت والقيام بترتيبه لاستقبال الضيوف خصوصًا إن كان ذلك يتعذر عليها في سائر أيام الأسبوع.
لسبب أو لآخر، غالبًا ما يجد الجزائريون الـ"ويكاند" وكأنه نسخة مكررة عن سابقه ليدخل الأمر في الروتين الأسبوعي. بالنسبة لهم معضلة كبيرة التفكير في قضاء عطلة في نهاية الأسبوع خارج البيت ببرنامج مسطر. فعادة الجزائريين في يوم الجمعة أنها يوم مبارك يتم فيه جمع العائلة حول أكلة تقليدية وهي "الكسكسي" وتناولها يأتي عقب أداء صلاة الجمعة، وبعدها تبدأ الزيارات بين الأهل والأقارب ليصبح "الويكاند" التزامًا متعارفًا عليه وسط العائلات الجزائرية ومن يشذ عن القاعدة يتعب كثيرًا بين البحث عن مكان للراحة ودفع مصاريف إضافية.
اقرأ/ي أيضًا: