على رمال شاطئ طنجة في المغرب، يجلس الملك سلمان ومن حوله الحرس الخاص وأعضاء العائلة المالكة يقضون إجازتهم الصيفية المعتادة. وعلى بعد آلاف الكيلومترات، يجلس محمد بن سلمان ولي العهد وابن الملك داخل مكتبه بعد أن منعه الخوف من الخروج من المملكة منذ الإطاحة بابن عمه محمد بن نايف، ويقرر أن يبدع فيصدر، وباسم الديوان الملكي، بيانًا حول الدور الذي لعبه "سلمان الأب" في حل الأزمة في الأقصى، ويتبعه بيان لمحمد بن زايد يشيد بجهود خادم الحرمين الشريفين.
انطلقت حملات دعائية على مواقع التواصل تروج لإنهاء الملكين سلمان وعبد الله للأزمة في الأقصى وهو ما أثار سخرية واسعة من المغردين
في الأثناء انطلقت حملة دعائية أخرى تقول إن الملك عبدالله الثاني بن الحسين، هو صاحب الفضل في القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بإلغاء الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها منذ أيام حول المسجد الأقصى. لكن من هو "فاتح الأقصى" الفعلي؟ سلمان في إجازته في المغرب أم الملك عبدالله بن الحسين الذي سمح منذ أيام بعودة جميع موظفي السفارة الإسرائيلية لتل أبيب بمن فيهم الضابط الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص علي مواطن أردني وقتله؟
تمهيد للتطبيع بين المملكة وتل أبيب؟
اعتبر البيان السعودي حول الأقصى أن للملك سلمان الفضل الأول في الجهود التي أثمرت عن رفع الإجراءات الأمنية المشددة، كما أشار لدور "حكومة المملكة" في إجراء اتصالات مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الأزمة، وكأنه تسويق لبداية علاقات وتطبيع قريب بين المملكة وإسرائيل، وهو ما توقعه الكثيرون منذ التوقيع على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تقضي بتسلم المملكة جزيرتي تيران وصنافير، حينها أكدت عديد التقارير أن الرياض على أبواب تنسيق أمني إسرائيلي مصري أردني.
اقرأ/ي أيضًا: تيران وصنافير في الصحف الإسرائيلية: "السعودية ملتزمة بمصالح تل أبيب"
ولتمهيد خطوة التطبيع، يبدو أن البيان حول الأقصى يندرج ضمن هذا السياق، وقد تصدر هاشتاغ "#الأقصى_في_قلب_سلمان" في عدد من الدول العربية واحتوى سخرية واسعة من البيان وما يروج عن دور الملك سلمان في تغييب كامل لجهود المرابطين.
إحداهن كتبت على تويتر: "لماذا تنسبون جهاد المقدسيين في الدفاع عن مقدسات المسلمين إلى ملك سلم تريليونات شعبه لـ#ترامب يقضي إجازته في المغرب!". وسخر جلال قبطان: "جهود #سلمان_الحزم خلال إجازته في #المغرب هي يلي حررت #المسجد_الأقصى أما تعب وسهر وشهادة #المرابطين فمجرد حكي فاضي".
مؤيدو الملك سلمان على مواقع التواصل أكدوا على معطى أنه "قطع إجازته من أجل الأقصى"، واللافت في ما يكتبونه تكرارهم لنفس التعبير تقريبًا مما يوحي بانسياق أو تخطيط مسبق.
اقرأ/ي أيضًا: تأسيس مملكة محمد بن سلمان "المتهوّرة".. الحكاية من أولها
الملك عبدالله هو من انتصر للأقصى؟
بينما يروج البعض لتحرك الملك سلمان تضامنًا مع المرابطين في الأقصى، تؤكد عديد التقارير توجهه الممكن نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل
التنسيق بين السعودية والأردن على ما يبدو لم يكن بالقدر الكافي لأن يتقاسم الملكين الزعامة في حل الأزمة في الأقصى، فالمواقع الأردنية نسبت الفضل للملك عبدالله، واعتبرت أن "الجهود التي بذلها على كافة المستويات أجبرت الحكومة الإسرائيلية على التراجع"، وانتشر في الأردن هاشتاغ #عبدالله_ينتصر_للقدس في محاولة لإبراز جهود الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن في حل أزمة الأقصى، لكنه لم يخل من سخرية واسعة، حيث اعتبره أيضًا معظم المتفاعلين يروج لما هو مجانب للحقيقة ويساهم في "ركوب موجة" النضال بينما تتجه العلاقات الرسمية والواضحة نحو تطبيع وخذلان للأقصى بشكل خاص وللقضية الفلسطينية بشكل عام.
اقرأ/ي أيضًا: