تقوم وسائل الإعلام والصحف ومواقع الإنترنت يوميًا بنشر ملايين الأخبار والمعلومات والأبحاث، تتضمن نظريات ودراسات في الطب والفيزياء وعلوم الأحياء، عادة يتلقاها القارئ أو المشاهد باعتبارها حقائق دامغة لا شية فيها، رغم أن كثيرًا من هذه المعلومات مغلوطة، ولا أساس لصحتها.
أثبت العلم زيف مقولة رائجة تزعم أن الإنسان لا يستخدم سوى 10% من قوة دماغه على مدار حياته
في عام 2009، نشر أربعة علماء نفس أمريكيين كتابًا بعنوان "50 Great Myths Of Psychology" أي "50 خرافة كبيرة في علم النفس"، أثبتوا فيه بالتجارب والأبحاث العلمية، عدم صواب عدد كبير من المعلومات والنظريات المتداولة على نطاق واسع، نستعرض هنا أبرز هذه الخرافات التي يكشف الكتاب زيفها وعدم صحتها.
اقرأ/ي أيضًا: حيوانات غريبة لم تسمع عنها من قبل
1. كم نستخدم من دماغنا؟
تنتشر على نطاق واسع معلومة تزعم أن الإنسان لا يستخدم خلال حياته سوى 10% أو أقل من قوة دماغه، ليتبين أنها معلومة مغلوطة لا أساس لها من الصحة، والسبب في انتشارها، كما يقول الكتاب، أنها ترضي غرور ونرجسية الجنس البشري، وتشعره بأن لديه قدرات عقلية كامنة هائلة، وأن إنجازاته واكتشافاته وغزوه للفضاء وتجاربه العلمية عائدة جميعًا إلى عمل جزء صغير من الدماغ.
وعليه فإن كل فرد سيشعر بعد سماع هذه المعلومة، بأنه يمتلك طاقة هائلة من الذكاء الكامن، لكن الحقيقة أن الإنسان يستخدم أكثر بكثير من مجرد 10% من دماغه، وتختلف هذه النسبة بين شخص وآخر. هذه هي الحقيقة، وإن كان الناس يحبون سماع ما يحبونه أكثر من سماع الحقيقة.
2. هل تتبع عقلك أم قلبك في العادة؟
يقع معظم الطلاب في حيرة خلال الامتحانات أثناء محاولة العثور على الإجابة الصحيحة، وخاصة في الأسئلة التي تتضمن عدة احتمالات. يعطي بعض مدربي التنمية البشرية نصيحة لهؤلاء الطلاب، باختيار الإجابة الأولى التي تخطر على بالهم، لأنها على الأرجح هي الإجابة الصحيحة.
لكن علم النفس يثبت أنه لا أساس علمي لهذه الطريقة، ويُعرّفها باسم "وهم الخاطر الأول". وينصح العلماء الطلاب بالرجوع إلى العقل، والبحث عن الإجابة الصحيحة بالمعطيات العلمية، أو من خلال استذكار المعلومات، بدلًا من الاستناد إلى الوهم.
3. كذبة "الأطفال لا يكذبون"
للطفولة معانٍ رمزية في العقل الجمعي، تتجاوز الواقع أحيانًا كثيرة، منها البراءة الكاملة والصدق الذي لا يشوبه شائبة، ومن ذلك الاعتقاد السائد بأن الأطفال لا يكذبون.
لكن علم النفس يدحض هذا الاعتقاد، فبداية من سن الثالثة يبدأ الطفل في إنشاء منظومة يستخدم فيها كل الأسلحة الممكنة للفت الانتباه وكسب الاهتمام، من بينها البكاء بصوت عالٍ أو حتى ادعاء المرض، والكذب في حال قام بفعل ما أزعج الكبار.
كما أنه وُجد أنه في حالات كثيرة تعرض فيها أطفال لاعتداءات جنسية، احتفظوا بالأمر لأنفسهم دون إطلاع ذويهم أو غيرهم عليه! إذًا الأطفال قد يخفون الحقائق أو حتى يلجأون للكذب.
4. اعرف مستقبلك من خطوط يديك
الخطوط في باطن كف الإنسان، والتي لا تتخذ عادة نفس الشكل لدى الجميع، لفتت الإنسان منذ آلاف السنين، حتى بدأ البعض في الاعتماد عليها لقراءة الطالع، فيما يعرف بـ"قراءة الكف"، وهو أمر شائع أيضًا في بعض المجتمعات، إذ يعتمد قراء الطالع على اختلاف خطوط باطن الكف من شخص لآخر، لقراءة طالعه.
أثبت علماء النفس أن المقولة السائدة بأن الأطفال لا يكذبون، لا تعدوا كونها محض خرافة لا علاقة لها بالحقيقة
لكن علم النفس يدحض ذلك بشكل قاطع، فالاختلاف في أشكال خطوط باطن الكف ناجم فقط عن التركيبة البيولوجية للإنسان، كاختلاف لون الشعر أو شكل الفم والأنف وما إلى ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
التنمية البشرية و"الشفاء من ألم الحب".. علاقة شرعية أو وهمية؟