شارك حساب رسمي يمثل الحكومة الإسرائيلية على منصة "إكس"، مقطع فيديو يدّعي عدم وجود مدنيين أبرياء في غزة.
ويتهم المنشور الفلسطينيين بالتورط في الهجمات التي قادتها "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر، واحتجاز إسرائيليين أحضرتهم المقاومة بعد الهجوم.
"نحن بحاجة إلى التحدث عن الفيل في الغرفة"، هكذا يبدأ المنشور، وهي عبارة مجازية تستخدم في اللغة الانجليزية للدلالة على مشكلة واضحة وكبيرة.
ليست هذه المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال بعدم وجود مدنيين في غزة
ويضيف المنشور: "شارك العديد من المدنيين في غزة في الأحداث المروعة التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر"، وتابع: "يقال أيضًا إن المدنيين في غزة احتجزوا رهائن إسرائيليين في منازلهم. يجب على العالم أن يدين ذلك بأقوى العبارات".
وصاحب المنشور، مقطع فيديو يسمع فيه صوت المحتجزة السابقة ميا شيم، التي أفرجت عنها المقاومة خلال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهي تردد: "لا يوجد مدنيون أبرياء هناك"، وهو الاقتباس الذي يتكرر كتابةً بخط غامق بالفيديو.
وليست هذه المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال بعدم وجود مدنيين في غزة، فقد روج الاعلام الإسرائيلي وقادة الاحتلال لعبارة "لا يوجد هناك مواطن بريء"، في واحدة من أكبر حملات الكذب للتعتيم على جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكب في قطاع غزة.
فمع بداية العدوان على غزة، وصف وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في خطاب مشين، الفلسطينيين في غزة بأنهم "حيوانات بشرية".
وشدد على أن غزة لن تعود إلى ما كانت عليه في السابق، متوعدًا بالقضاء على كل شيء، قائلًا: "إذا لم يستغرق الأمر يومًا واحدًا، فسيستغرق الأمر أسبوعًا، أو سيستغرق أسابيع أو حتى أشهرًا، نصل إلى جميع الأماكن".
وأصدر غالانت أوامر بقرض حصار كامل على غزة، ومنع دخول المواد الغذائية والمياه والوقود وغيرها من المواد الأساسية إلى داخل القطاع.
كما كرر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ فكرة أنّ المدنيين الفلسطينيين في غزة متورطون في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قائلًا إنها: "أمة بأكملها هناك هي المسؤولة. ليس صحيحًا هذا الحديث عن أنّ المدنيين لم يكونوا مدركين بما حدث وغير مشاركين فيه"، وكرر الرئيس الإسرائيلي ذلك، مشّددًا على أن المدنيين الفلسطينيين غير متورطين، ليس صحيحًا على الإطلاق.
وتم الاستشهاد بهذه التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الإسرائيليون تجاه المدنيين الفلسطينيين في غزة، خلال القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية الجارية، والتي تتهمها بارتكاب الإبادة الجماعية.
وينتظر صدور مذكرات توقيف من المحكمة بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بتهمة المشاركة في إرتكاب الإبادة الجماعية بغزة.