تتجه الأنظار مساء اليوم الأربعاء إلى مدينة دورتموند، والتي تحتضن مواجهة نصف نهائي كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، بين منتخب إنجلترا الساعي لتحقيق لقبه الأول، ومنتخب هولندا الطامح لتتويج ثان له بتاريخ المسابقة.
منتخب هولندا سبق وأن فاز بلقبه الوحيد في عام 1988، وقتها استضافت الأراضي الألمانية المسابقة، لذلك تستبشر كتيبة المدرب رونالد كومان خيرًا بالأراضي الألمانية، سيما وأن كومان نفسه كان من عناصر الفريق الفائز باللقب قبل 36 عامًا.
خسارة إنجلترا أمام هولندا ستكون بمثابة فضيحة كروية، بعكس المنتخب الهولندي الذي سيحظى باستقبال الأبطال في بلاده أيًا كانت نتيجة مواجهته مع إنجلترا.
الهولنديون قدموا مستويات متباينة في يورو 2024، فهم بلغوا الدور ثمن النهائي بعد حلولهم في المركز الثالث بمجموعتهم، بخسارة وتعادل وفوز، وبدأ الأداء يتصاعد من مباراة لأخرى، ففي دور الستة عشر تفوقوا على رومانيا بثلاثية، وقلبوا تأخرهم أمام تركيا إلى انتصار في الدور ربع النهائي، ليبلغوا الدور نصف النهائي عن جدارة واستحقاق.
لكنّ هولندا ستواجه في هذه البطولة أصعب خصم لها، صحيحٌ أنها لعبت مع فرنسا والنمسا في مرحلة المجموعات، لكن الظروف كانت مختلفة كثيرًا في تلك المرحلة، كذلك فشلت هولندا في الفوز على الفريقين، وبالتالي لم تفز في هذه البطولة سوى في 3 مباريات على كل من بولندا وتركيا ورومانيا.
من جانبه يسعى منتخب إنجلترا لكسر عقدته مع بطولة كأس أمم أوروبا، لامس الحلم في النسخة السابقة، حينما وصل للمباراة النهائية، لكنه خسر النهائي في عقر داره أمام إيطاليا بركلات الترجيح، وأي نتيجة غير تتويج إنجلترا بيورو 2024 ستكون مخيبة للغاية بالنسبة لمشجعي الأسود الثلاثة.
منتخب إنجلترا من الفرق المرشحة بقوة لنيل اللقب، فقد تصدر المنتخبات المؤهلة لنيل اللقب حسب تقديرات المحللين وتبعًا لحسابات الذكاء الاصطناعي قبل انطلاق المسابقة، لكنه قدم مستويات مخيبة، صحيحٌ أنه أنهى مرحلة المجموعات في الصدارة، لكنه حقق انتصارًا واحدًا فقط، ومن بعد ذلك تعذب كثيرًا أمام سلوفينيا في دور الستة عشر، وعانى الأمرّين أمام أقوى منتخب واجهه حتى الآن وهو المنتخب السويسري.
إذن هي المباراة القوية الأولى "على الورق" للمنتخب الإنجليزي أمام هولندا، وحتى لو تجاوز الإنجليز منتخب هولندا، يدرك الجميع مدى سهولة مساء الأسود الثلاثة نحو النهائي، ولكن على الرغم من ذلك ستكون كتيبة المدرب غاريث ساوثغيت مطالبة بحصر تفكيرها في مواجهة الليلة، فالوصول للنهائي لا يعتبر إنجازًا، والخسارة أمام هولندا ستكون بمثابة فضيحة كروية، بعكس المنتخب الهولندي الذي سيحظى باستقبال الأبطال في بلاده أيًا كانت نتيجة مواجهته مع إنجلترا.
مدرب هولندا رونالد كومان أشار في تصريحات صحفية إلى أن اللقاء سيكون العامل البدني فيه هامًا للغاية، منوهًا إلى أن إنجلترا خاضت وقتين إضافيين بعكس فريقه، وزاد في كلامه: "من الناحية البدنية، الفريق قوي حقًا، نحن جادون ومركزون، ونتطلع إلى لعب مباراة جيدة"
من جانبه أشاد المدرب الإنجليزي غاريث ساوثغيت بأداء المنتخب الهولندي، مؤكدًا أن اللقاء سيكون مثيرًا بين الطرفين: "الفرق الهولندية لا تميل إلى الجلوس في مقاعد البدلاء، وهذا ليس ما رأيناه منهم، لكن رونالد كومان مدرب ذو خبرة، نحن مستعدون لأي شيء، ستكون مباراة مثيرة مع العديد من اللاعبين الجيدين على أرض الملعب، نحتاج إلى خطوة أخرى إلى الأمام عما أظهرناه في المباراة الأخيرة، إنها خطوة إلى الأمام في جودة المنافسين ونحن مستعدون".